خيارات ومستلزمات المواجهة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

خيارات ومستلزمات المواجهة

 فلسطين اليوم -

خيارات ومستلزمات المواجهة

بقلم : طلال عوكل

لكأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متفرغة لاتخاذ قرارات وإجراءات هدفها تصفية القضية الفلسطينية. القرارات الأميركية ليست مجرد تهديدات ولا تتسم بالتردد، وتتخذ طابع التنفيذ الفوري، الأمر الذي يبدو وكأنه محاولة من الرئيس ترامب وطاقمه، الاستفادة القصوى من الوقت خوفاً من أن يطاح بالرئيس، أو ألا يحصل على فرصة ثانية في الانتخابات القادمة.

هي العقلية ذاتها التي تقود السياسة الإسرائيلية التي تجد في الإدارة الحالية، ذخراً استراتيجياً لم تحصل عليه في أي وقت، وتشك في أن تحصل عليه، ولذلك فإنها تضع كل مخططاتها التوسعية وأهدافها على طاولة التنفيذ.

الإدارتان الأميركية والإسرائيلية تتبعان أيضاً سياسة الخطوة خطوة، ولكن الخطوات السريعة والمتلاحقة التي تقدم إحداها للأخرى.

الإدارتان لم تعودا تهتمان للعزلة المتزايدة، التي تغرقان فيها يوماً بعد الآخر، إذ لم تعد الإدارة الأميركية قادرة على إفشال أي قرار فلسطيني أو عربي يتقدم عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أو أي من مؤسساتها.

فقط في مجلس الأمن تستطيع الولايات المتحدة، وهي جاهزة كل الوقت لإفشال أي مشروع قرار فلسطيني أو عربي، يشتم منه رائحة الانتقاد لإسرائيل، أو إنصاف الفلسطينيين، لكنها أيضاً تفشل فشلاً ذريعاً في المجلس ذاته حين تقدم هي أو إسرائيل أي مشروع قرار ينطوي على مخالفة للقرارات الدولية.

الولايات المتحدة، ومعها إسرائيل، حاولتا ابتزاز المجتمع الدولي والدول الصغيرة والفقيرة، وذلك باستخدام المال حيناً والتهديد أحياناً أخرى، لكنهما فشلتا في أن تحصلا على استجابة ولو محدودة لقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارات إليها.

لا بد أن زعماء التطرف والعنصرية في هذا الزمان، ترامب ونسخته اليهودية بنيامين نتنياهو، قد أصابهما قدر من الاكتئاب بعد أن أعلنت دولة باراغواي، تراجعها عن قرار نقل سفارتها إلى القدس والعودة بمقر السفارة إلى تل أبيب.

نتحدث عن دول مثل باراغواي، وكولومبيا، التي أعلن رئيسها الاعتراف بدولة فلسطين، وهما كما يقال، من سكان الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، وفي مجال نفوذها.

ترامب الذي يحاول تجفيف خزينة "الأونروا"، تمهيداً لشطبها من الوجود، لا يكتفي بحجب الحصة الأميركية للوكالة الدولية وإنما يسعى، لمنع الدول من ممارسة مسؤولياتها في حماية هذه المؤسسة، من خلال منع التحويلات من الوصول إلى خزينة "الأونروا"، وذلك من خلال نفوذ الولايات المتحدة على شبكة التحويلات المالية.

تكذب الدولتان الولايات المتحدة وإسرائيل حين تتحدثان عن البعد الإنساني لأزمات الفلسطينيين مع التركيز على الأزمة في قطاع غزة، فلو أن الأمر كان كذلك، لما أقدمت الإدارة الأميركية على قرار وإجراء وقف العشرين مليون دولار التي تدفعها للمستشفيات الفلسطينية في القدس.

ما تبقى من المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة وتحرص على مواصلة تقديمها هي المساعدة المالية لأجهزة الأمن الفلسطينية طالما استمر التنسيق الأمني، الذي تستفيد منه إسرائيل.

وسنلاحظ أنه في حال نفذت القيادة الفلسطينية قراراتها المتعلقة بوقف التنسيق الأمني، وإعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل بما في ذلك اتفاقية باريس، أو ما يتعلق بتعليق الاعتراف بإسرائيل من قبل منظمة التحرير، فإن الولايات المتحدة ستتوقف عن دفع دولار واحد لأي مؤسسة فلسطينية.

إذا كان قطع المساعدات عن السلطة ومنظمات المجتمع الدني والمستشفيات الفلسطينية في القدس، هي المرحلة الأولى فإن المرحلة الثانية تتسم بمزيد من العدوانية. ربما يعتقد البعض أن ما تقوم به الولايات المتحدة من إجراءات بحق الفلسطينيين هي بهدف الضغط على السلطة لكي تعاود التعامل مع الولايات المتحدة، وصفقتها، لكن ما جرى حتى الآن يشير إلى ما يقرب من إعلان الحرب مباشرة على القضية وحقوق الفلسطينيين، حتى يذعن الفلسطينيون للمخططات التوسعية والعنصرية الإسرائيلية التي تتبناها الولايات المتحدة من ألفها إلى يائها.

المسألة إذاً ليست مسألة تكتيك سياسي لإرغام الفلسطينيين على الجلوس إلى طاولة مفاوضات لن يجدوا فوقها شيئاً من حقوقهم وإنما هي سياسة لاجتثاث الأساس والمرجعية القانونية للحقوق الفلسطينية ومن ثم شطب كل هذه الحقوق على أرض الواقع.

يجدر بالفلسطينيين ألا يطيلوا التفكير فيما تنوي الولايات المتحدة تحقيقه وعبر أي وسائل. إذ إن ما ورد حتى اللحظة كاف لبناء استراتيجية فلسطينية شاملة، تضع الولايات المتحدة على رأس معسكر الأعداء.

وإذا كان ثمة ما يستلزم خوض هذا التحدي، فإن موضوع إنهاء الانقسام وإعادة توحيد مؤسسة القرار الوطني، والجهد الوطني الشامل، تقع على رأس الأولويات. المعادلة هنا بسيطة، فالخيار محدود، إما الفصيل، والمكاسب الفئوية الخاصة، وإما الوطن والمشروع الوطني، ومستلزمات تعزيز صمود الفلسطيني على أرض وطنه، الأمر الذي يقتضي أقصى الوضوح، وأقصى درجات الاستعجال.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيارات ومستلزمات المواجهة خيارات ومستلزمات المواجهة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday