عناد أميركي يتطلب تحدياً فلسطينياً
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عناد أميركي يتطلب تحدياً فلسطينياً

 فلسطين اليوم -

عناد أميركي يتطلب تحدياً فلسطينياً

بقلم :طلال عوكل

مؤجلة الخيارات أمام الفلسطينيين، إذ من المبكر الحديث عن حل السلطة، أو إعلان دولة تحت الاحتلال، أو دولة لشعبين، ولكن ليس من بين الخيارات استمرار الحال على حاله، لقد أحدث القرار الأميركي زلزالاً عالمياً، فبالإضافة إلى الرفض الرسمي الذي صدر عن معظم دول العالم، فإن الحراكات الشعبية ليست مقتصرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقصد هنا وفق تعريفنا الذي فرضه القرار الأميركي كل أرض فلسطين التاريخية المحتلة.

الولايات المتحدة لم تكتف بما اتخذه رئيسها من قرار مجحف مزلزل، تسبب بعزلتها دولياً، وإنما مضت بعناد نحو تأكيد تمسكها بقرار رئيسها، فأعلنت أن حائط البراق، يعود للسيادة الإسرائيلية.

سيتأكد هذا العناد على هذه السياسة الخرقاء، اليوم، حين ينعقد مجلس الأمن الدولي بطلب من المجموعة العربية، والذي سيناقش مشروع قرار عربي لتأكيد قرارات الأمم المتحدة، وإبطال أي بعد قانوني أو سياسي أو أخلاقي للقرار الأميركي.

الولايات المتحدة ستستخدم حق الفيتو لإفشال القرار الذي سيحظى على الأرجح بإجماع دول أعضاء مجلس الأمن، فتكون قد وضعت نفسها خارج إطار الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، وبما يضرب مصداقيتها كدولة كبرى، إزاء حفظ الأمن والسلام الدوليين وهكذا تؤكد الولايات المتحدة، أنها شريك كامل لدولة الاحتلال، وتتميز ببعض صفاته الأساسية، ومن ضمنها عدم الالتزام بقرارات الجماعة الدولية، بما يجعلها تستحق وصف الدولة المارقة.

ورغم المساعي التي بذلتها وتبذلها كل من إسرائيل والولايات المتحدة لإقناع دول أخرى بالمبادرة للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفاراتها إليها، إلاّ أن هذا لم يحصل، وسيكون من الصعب على دول أخرى أن تفعل ذلك في ضوء الإجماع الدولي. هذا ليس حكماً نهائياً، فثمة دول صغيرة، ميكرونيزية، محدودة العدد والأهمية يمكن أن تقدم على ذلك في وقت لاحق، غير أن هذا لو حصل فلن يشوه المشهد العام للإجماع الدولي.

ثمة من يتساءل عن الزمن الذي ستستغرقه الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح الكثير من المدن الأجنبية والإسلامية، والتشكيك في استمرارها ينسحب على الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية التي تعتقد إسرائيل أن بالإمكان استيعابها. تجربة الأيام العشرة التي مرت منذ إعلان ترامب قراره ينبغي أن تخضع للدراسة من قبل كل الأطراف المهتمة، وأولها الطرف الفلسطيني. كثيرة الشكوى الفلسطينية من تراجع مكانة وأهمية القضية الفلسطينية في الإطار العربي، الذي يعاني الأمرّين نتيجة الصراعات والانقسامات التي تجتاح الأمة العربية. بعض الأنظمة العربية قرأ هذا المشهد، بل وبعضها ساهم في صياغته، ما نشأ عنه محاولة التملص من التزاماته تجاه هذه القضية لصالح أولويات أخرى. بعض هذه الأنظمة يعتقد أن سلامة رأسه وحماية استقراره تكون بالانفصال عن قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه، فذهب يقيم حساباته على أساس إما أن يتنازل الفلسطينيون عن بعض من أهمّ حقوقهم وإما عليهم أن ينتظروا حكم التاريخ في صراعهم مع الاحتلال. كل ذلك من أجل إزالة العقبات من طريق التطبيع مع إسرائيل والتعاون معها، على خلفية التوافق على أولوية الخطر الإيراني.

هنا لا بد من استخراج الدرس، والتذكير به، مرة وألف مرة وهو أن فلسطين مفتاح الحرب والسلام، وهي الطريق إلى الاستقرار، ودونها لن ينجو أحد. إسرائيل الحليفة المرغوبة اليوم من قبل بعض الدول العربية، هي الإدارة الأساسية التي ستنقلب على حلفائها وتستهدف وجودهم وأموالهم، ومجتمعاتهم. إذن فأمر التحركات الجماهيرية، والسياسية، والحقوقية مرهون بالقرار والموقف الفلسطيني الذي ينبغي أن يكون وطنياً جامعاً. ليست هناك أي معارك ميؤوس منها، فحتى لو استخدمت أميركا الفيتو في وجه مشروع القرار العربي لمجلس الأمن، فإن الرئيس محمود عباس قال: إن ثمة إمكانية قانونية لإبطال تصويت الولايات المتحدة، استناداً إلى مواثيق الأمم المتحدة.

المهم أن يحزم الفلسطينيون أمرهم، وألا يلتفتوا إلى الوراء أو إلى أي محاولات يمكن أن تُزيِّن أو تُخفِّف قبح السياسة الأميركية، أو أن تشغلهم عن إدارة معركتهم، نحو كل حقوقهم.
في هذا السياق، ينتظر الناس الذين يخرجون إلى الشوارع، وساحات المواجهة والاشتباك، أن تتواصل الجهود لإتمام وإنجاح المصالحة التي توقفت دون أسباب مقنعة، ودون أن يعرف الناس ما إذا كانت عملية التمكين قد تحققت أم لا.

نائب رئيس حركة "فتح" الأخ محمود العالول، أكد في تصريحاته جملة من الحقائق السياسية التي أغاظت منسق الشؤون الأمنية الإسرائيلي في الضفة الغربية، وكان جزء مما قاله: إن عملية التمكين قد تمت بنسبة عالية ومُرضية. إذا كان الأمر كذلك فإن الناس لم يلمسوا أي خطوة عملية باتجاه تحريك أوضاعهم وتسكين بعض شكاواهم. الأنظار مشدودة إلى اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة، التي عليها أن تتخذ قرارات سياسية واضحة وشاملة، تمهيداً للطريق أمام اجتماعات وحوارات وطنية شاملة، سواء عبر المجلس المركزي أو عبر أي إطار قيادي مؤقت أو غير مؤقت. الدرس الفلسطيني لا يكتمل إلاّ باكتمال وحدة الشعب والمؤسسة والقرار الوطني الجامع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عناد أميركي يتطلب تحدياً فلسطينياً عناد أميركي يتطلب تحدياً فلسطينياً



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday