نحو إعادة تعريف المشروع الوطني وأدواته
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحو إعادة تعريف المشروع الوطني وأدواته

 فلسطين اليوم -

نحو إعادة تعريف المشروع الوطني وأدواته

بقلم : طلال عوكل

ينطوي على دلالات عميقة الإضراب العام الذي ساد كل الأراضي الفلسطينية بما في ذلك مناطق 1948، احتجاجاً على قانون القومية، الذي يشكل إصداره صيف هذا العام، إعلانا عن بداية مرحلة أخرى في حرب الكيان الصهيوني التوسعية على حساب كل الحقوق الفلسطينية، وكل الأرض الفلسطينية، بل على حساب وجود الشعب الفلسطيني على أرضه.

إذا كان إقرار قانون القومية، الذي توّج سلسلة من القرارات العنصرية وسلسلة من المخططات العملية الإسرائيلية، يشكل حرباً على الوجود الفلسطيني، بأساليب مختلفة، وسياسات ناعمة وخشنة، فإن ذلك يعني أن الشعب الفلسطيني موضوعياً، يخوض معركة واحدة موحّدة ضد المخططات والكيان الصهيوني، من الأساس.

هي عودة اختارتها الحركة الصهيونية إلى أساس وبدايات مشروعها الاستعماري قبل صدور وعد بلفور، مع استبدال الأحصنة، واستمرار الأساليب الارهابية ذاتها بعد أن حل الاستعمار الجديد وهو الولايات المتحدة الأميركية محل الاستعمار التقليدي أو القديم الذي تمثل حينذاك بالإنجليزي والفرنسي.
كان أهل الأرض، الصامدين عليها قد فجروا في الثلاثين من آذار 1976، انتفاضة اجتمع وأجمع عليها الشعب الفلسطيني بأسره، ولا يزال، فكانت كأنما تسبق الزمن بعقود، من حيث طبيعة المخططات الإسرائيلية ومستلزمات مواجهتها من قبل كل الشعب الفلسطيني. غير أن دورة التاريخ اللعينة شاءت أن تؤجل صحوة الفلسطينيين، لطبيعة عدوهم ومخططاته وأهدافه، ولكن ليس قبل أن يدفع الفلسطينيون ثمن هذه الصحوة. خلال العقود السابقة، ناضل الفلسطينيون في أراضي 1948، من أجل المساواة والديمقراطية، فيما ناضل الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1967، والشتات من أجل حق تقرير المصير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس وتحقيق عودة الفلسطينيين.

ثم تداعت الظروف والتطورات، حتى ارتفع شعار الدولة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، على بقية الحقوق ونقصد حق العودة، وجرى عملياً تجاهل حقوق اللاجئين في الشتات، الأمر الذي عبر عنه تراجع دور وترهل منظمة التحرير، وتقدم دور السلطة الفلسطينية، ثم جرى تطور سلبي آخر، منذ وقوع الانقسام الفلسطيني قبل نحو اثني عشر عاماً، فأصبحت الأراضي المحتلة عام 1967 مقسمة إلى ثلاث: الضفة وتديرها السلطة وحركة فتح، وغزة وتديرها حركة حماس، والقدس، وتتعرض للتهويد المتسارع، والسلخ عن بقية الأراضي المحتلة.

منذ قيامها، شكلت منظمة التحرير الفلسطينية الهوية الموحِّدة للشعب الفلسطيني، وحين احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس وغزة، عام 1967، وحدت إسرائيل تحت الاحتلال الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية، لكن الأمر الذي استمر أقل قليلاً من عقدين من الزمن، اتخذ عنواناً آخر للمخطط، كان بنتيجته بعد ذلك إعمال مخططات الفصل. الفصل بين الضفة وغزة، وبينهما وبين القدس، وفصل المدن والتكتلات السكانية الفلسطينية بعضها عن البعض الآخر.

اليوم تعود إسرائيل لتوحد الشعب الفلسطيني موضوعياً، وتطرح عليه ضرورة الكفاح تحت مشروع وطني واحد، وقيادة واحدة، لكن الفلسطينيين لم يتحركوا بعد لمجابهة هذا التحول وإن كانوا جميعاً يدركون الحاجة لاستراتيجيات جديدة مختلفة، ولإعادة صياغة وتعريف مشروعهم الوطني التحرري.
غير أن ثمة استحقاقا يدق على أبواب الوعي والفكر السياسي الفلسطيني ويتصل بضرورة الاستعجال في صياغة الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة بعد أن حولت إسرائيل الشعب الفلسطيني إلى تجمعات منفصلة لكل منها اهتماماتها الخاصة، وتلك واحدة من خطايا القيادات والسياسات الفلسطينية.
وكما كان الحال في بدايات المشروع الصهيوني، حيث كانت بريطانيا، العظمى هي العدو الأول للشعب الفلسطيني، بسبب تبنيها للمشروع الصهيوني، وتكفلها بإنجاحه، حتى قامت دولة إسرائيل، فإن التاريخ يعيد نفسه بصياغة وأدوات أخرى.

ربما كان من بين أخطاء القيادات الوطنية التي حملت عبء مواجهة الحركة الصهيونية قبل عام 1948، أنها لم تكن حاسمة في رؤيتها للدور الذي كانت تقوم به دولة الانتداب البريطاني، ولكن لا عذر لقيادات اليوم أن تتجاهل، أو تتأخر في رؤية الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأميركية، باعتبارها العدو الأول للشعب الفلسطيني.

ليست إسرائيل ذلك البعبع الذي لا يمكن إلحاق الهزيمة بها لولا اعتمادها الكلي على قوة الدولة الأعظم في هذا الزمان، لكن التاريخ لم يعط أية قوة أو امبراطورية، الفرصة للاستمرار، وهي قد سقطت الواحدة تلو الأخرى حتى لم يعد أي منها موجودا حتى اليوم.
أميركا التي تسعى بطرق مختلفة، لتدفيع العرب وغير العرب أثمان وتكاليف حمايتها لأنظمتهم، تقدم لإسرائيل ثلاثة مليارات، وثمانمائة مليون دولار، ولمدة عشر سنوات، والأرجح أنها ستكون من موازنة الضرائب وعمليات الابتزاز التي تمارسها الولايات المتحدة على الأنظمة المرتجفة. حين ألقى ترامب الجملة التي تتعلق بتفضيله حل الدولتين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، انفجرت قرائح بعض المتربصين للسباحة في تيار الشائعات والاتهامات، التي يسيل لعابها على العودة للمفاوضات والتعاملات مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بصفقة القرن، لكن هؤلاء المتحذلقين لا يريدون أن يتحققوا مما إذا كان طفل فلسطيني واحد يقبل التعاطي مع ما تطرحه وتمارسه الولايات المتحدة.

ليس هناك حل على أساس رؤية الدولتين، فإذا تجاهلنا الرفض السريع من قبل نتنياهو لقيام دولة فلسطين غرب النهر، فإن غرينبلات فسر ما قاله رئيسه، بأن لكل طرف رؤيته للدولتين، وفي الحقيقة فإن أميركا وإسرائيل ترغبان في حل الدولتين، ولكن دولة الفلسطينيين في غزة، ودولة إسرائيل بلا حدود تتمدد كيف تشاء فوق أرض فلسطين التاريخية. من الأفضل أن يرتدع هؤلاء المشككون، حين تتبع الولايات المتحدة كل ما قامت به، بالإعلان عن قبول قرار المحكمة الإسرائيلية بشأن الخان الأحمر، وقبولها التعامل مع الاستيطان على أنه يتمتع بالشرعية.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو إعادة تعريف المشروع الوطني وأدواته نحو إعادة تعريف المشروع الوطني وأدواته



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday