أزمة الثقة تطيح بالعقل السليم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أزمة الثقة تطيح بالعقل السليم

 فلسطين اليوم -

أزمة الثقة تطيح بالعقل السليم

بقلم : طلال عوكل

على الرغم من أن الفصائل الفلسطينية اتفقت على وقف الحملات الإعلامية حتى يتسنى للجهد المصري، متابعة الملفات الفلسطينية المرتبطة بعضها ببعض شديد الارتباط، إلاّ أن ذلك الاتفاق، لم يستمر ليوم واحد. كل في الساحة الفلسطينية يتربص بالآخر، ولا يترك لنفسه دقيقة للتفكير فيما يقال، وفحص ما إذا كان فيه شيء من الوطنية. إذا كان الفلسطينيون لا يستطيعون ضبط ألسنتهم، ولو لبعض الوقت، فكيف لهم أن يتفقوا على ما هو أهم وأخطر؟ من الواضح أن الأمور عادت إلى نقطة الصفر، فلا تهدئة متفقاً عليها وطنياً، ولا مصالحة قابلة للتحقيق بما أنها المدخل الوطني الطبيعي والضروري لمعالجة كافة المشاكل والأزمات الاجتماعية والمعيشية، والسبيل المؤكد لمواجهة صفقة القرن. القاهرة عادت وأعلنت وقف دورها فيما يتعلق بالتهدئة، وباتت على قناعة بأن المصالحة تحظى بالأولوية الوطنية، لكنها لم تتخل عن دورها وجهدها في متابعة ملف إنهاء الانقسام، الذي يصرح بعض المسؤولين الموثوقين أنه وصل إلى طريق مسدود.

طريق المصالحة مسدود، وكل الطرق الأخرى مفتوحة خاصة فيما يتعلق بإسرائيل، وبالحسابات الفئوية الخاصة، وكلها مرتبطة بالسلطة، سلطة القرار وسلطة المؤسسة، التي يقول فيها الجميع، إنها سلطة بلا سلطة.

البعض عاد إلى لغة مكرورة عن الشرعية، فـ «التشريعي» لم يفقد شرعيته والرئيس فاقد الشرعية، وحماس لن تتخلى عن الحكم في غزة، يتجاهل هؤلاء مدى قوة ومعنى وتأثير الشرعية، ويتجاهلون متطلبات الشرعية إلاّ بعدها الانتخابي، الذي لا يكفي واقعياً، لحيازة الشرعية القادرة على الفعل والتأثير، ثم يتوجع هؤلاء من الإجراءات التي يتخذها الرئيس غير الشرعي من وجهة نظرهم.

بعد ما نشرته الصحافة الإسرائيلية عن لقاء للرئيس محمود عباس مع وفد إسرائيلي من حركة السلام الآن، والذي ضم بعض الصحافيين اندلعت معركة جديدة، لم تكن في حسبان الحراك الجاري حول صفقة القرن.

الحديث عن عرض أميركي لإقامة كونفدرالية بين الأردن والفلسطينيين وأقول الفلسطينيين، وليس دولة فلسطينية، ورد الرئيس على ذلك، باشتراط كونفدرالية ثلاثية تشمل أيضاً إسرائيل، هذا الحديث شكل مادة لإعلان مواقف، والقاء التهم، والتخوين وتقديم التنازلات دون أن يكلف هؤلاء أنفسهم عناء التوقف حول أبعاد العرض، والرد عليه. الحسابات تتم بناء على افتراضات تتصل بالنوايا وليس بالحقائق. البعض أراد من الرئيس أن يقول لا كبيرة وواضحة، في وجه ترامب، وهو لو فعل ذلك، لن يلقى مدحاً من أطراف الصراع والانقسام الفلسطيني. في تحليل أبعاد العرض والرد عليه، نقف على طبيعة التناقض الواضح بين سياستين، السياسة الأميركية تقصد كونفدرالية أو تريد أن تسميها كذلك بين ما يتبقى من سلطة الحكم الذاتي بعد أن تصادر إسرائيل أكثر من 60% من أراضي الضفة المحتلة عدا القدس، وبين دولة الأردن.

ينفذ الرئيس ترامب بالضبط وبأمانة وحماسة منقطعة النظير المخططات الإسرائيلية حرفياً، والتي بات كل الفلسطينيين يدركون طبيعتها، وأهدافها من الألف إلى الياء.
عرض ترامب عملياً يكشف عن فصل آخر لم يتم الإعلان عنه من صفقة القرن، التي تستهدف عزل غزة، وتأهيلها لكي تكون فيها الدولة أو الكيان الفلسطيني، تمهيداً لإزاحة ما يتبقى من الضفة باتجاه الأردن. الرد الذي قدمه الرئيس يعبر عن حنكة سياسية، فاشتراطه أن تكون الكونفدرالية ثلاثية، يحمل طبيعة الرد السياسي الحاسم، وينطوي على استفزاز ومناكفة للطرف الأميركي.

لن يوافق الأردن، وقد جاء رده سريعاً، إذ من غير المعقول أن يضيف إلى الوجود الفلسطيني الغالب على المجتمع الأردني ثلاثة ملايين فلسطيني من الضفة الغربية، وبالتالي فإنه لا يقبل الترحيب بالدب في كرمه. عدا عن ذلك فإن الأردن والفلسطينيين، وكل من يقف على طبيعة المخططات التوسعية الإسرائيلية، يعرف ما الذي سيؤدي إليه تطبيق قانون القومية، والكوارث التي ستلحق بفلسطين والأردن من وراء الممارسة على أساس هذا القانون العنصري، ذلك أن إسرائيل تخطط لسنوات طويلة قادمة.

إسرائيل هي الأخرى لا يمكن أن تقبل بمثل هذا الاقتراح الذي قدمه الرئيس محمود عباس، لا إن كانت هناك دولة فلسطينية، ولا إن بقيت سلطة حكم ذاتي، ولا حتى بدون هذه أو تلك، ففي المساحة الجغرافية التي يشملها اتفاق الكونفدرالية، ستكون للفلسطينيين الأغلبية، الديمغرافية على اليهود وعلى الأردنيين.

فوق هذا وذاك فإن الكونفدرالية تتطلب قيام دولة فلسطينية، إذ لا يمكن لسلطة أو منظمة، أن تكون شريكاً، وحتى لو بقي الأمر في حدود علاقة كونفدرالية بين الفلسطينيين والأردن لأن إسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967. المشكلة الأكبر فيما نقل عن حديث الرئيس عباس يتصل بموضوع الثقة برئيس الشاباك والتنسيق الأمني، وهو أمر مخالف لقرارات الوطني والمركزي والتنفيذية ومركزية فتح والكل الوطني، لكن الرئيس عاد وغطى هذا الأمر ببعد وطني حين اشترط للقاء ترامب إلغاء قراراته، وتغيير طاقمه التفاوضي، وكان ذلك تأكيدا على عمق الموقف الفلسطيني من صفقة القرن وتوابعها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الثقة تطيح بالعقل السليم أزمة الثقة تطيح بالعقل السليم



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday