هذه هي أميركا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هذه هي أميركا ..؟

 فلسطين اليوم -

هذه هي أميركا

بقلم :طلال عوكل

لم تتوقف الإدارة الأميركية التي يقودها، رئيس متهور وقليل التجربة، عن إجراء تغييرات على الطاقم الأساسي الذي اختاره بعد انتخابه لكي يساعده في إدارة البلاد. على أن معظم المسؤولين عن المراكز الأساسية في الإدارة قدموا استقالاتهم الواحد تلو الآخر، كل لأسباب، لكن القاسم المشترك بين الجميع هو عدم الرضا عن الرئيس وإدارته. آخر هؤلاء الذين لجأ إليهم ترامب لكي يكمل طاقمه المتجانس، جون بولتون، الممثل السابق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، في موقع ذي أهمية استراتيجية. حيث سيكون مسؤولاً عن الأمن القومي، فيما يحتل سابقه في الموقع مركز وزير الخارجية بديلاً عن تيلرسون. أبسط مظاهر الإدارة، أنها متحركة ومتبدلة وبسرعة، بما يشبه مزاج الرئيس الذي يبدع في اختيار وخلق المزيد من العداوات والتناقضات لبلاده.
بولتون معروف بتطرفه الشديد، خصوصاً فيما يتعلق بدعم السياسة الإسرائيلية وإظهار أقصى العداء للسياسة الفلسطينية ومن يناصرها، حتى وهو يعمل تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، الذي لم ترضَ إسرائيل عن سياساته ومواقفه رغم أنه عجز هو الآخر عن تحقيق التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولكن لا أجد سبباً واحداً، لإبداء بعض المسؤولين الفلسطينيين انزعاجهم من تعيين بولتون، ولا سبباً واحداً وجيهاً لكي تبدي إسرائيل فرحتها، حيث لا يشكل هذا التعيين تغييراً في السياسة التي يديرها ترامب.
حين يكون، ديفيد فريدمان أول بشائر الإدارة الترامبية وهو مستوطن، فإن ما تبقى من تعيينات لمسؤولين آخرين، لا يشكل فرقاً. والسؤال هو أين يمكن أن نجد لدى الولايات المتحدة، سياسياً واحداً متنفذاً، ليس مصاباً بمرض التطرف ومعاداة الفلسطينيين؟ المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي شمّرت عن ذراعها، منذ اليوم الأول لدخولها حقل العمل، لكي تعاقب المنظمة الدولية التي تتهمها بمعاداة إسرائيل، والانحياز للفلسطينيين. ولا يحتاج المرء للبحث والفحص في الأسماء الأخرى التي يشكل اليهود المتطرفون أغلبيتهم الساحقة في مواقع المسؤولية الأولى في الإدارة الأميركية، خصوصاً الفريق المكلف بإدارة السياسة الشرق أوسطية، ومنها ما يتعلق بإسرائيل وفلسطين.
إذا كانت هذه هي طبيعة الإدارة التي يقودها ترامب فهل سنجد المرونة لدى المؤسسة التشريعية، التي اتخذت قراراً بإقفال مكتب منظمة التحرير، ولا تزال تعتبرها منظمة إرهابية، وشجعت ترامب بقوة على اتخاذ قراره بشأن القدس ونقل السفارة الأميركية إليها؟ هل سنجد أية مرونة يمكن المراهنة عليها في الكونغرس الأميركي، الذي اتخذ قراراً بحجب أموال الدعم للموازنة الفلسطينية بسبب استمرار السلطة في صرف مستحقات أهالي الشهداء والجرحى والأسرى، بعد أن دعمت بقوة قرار الإدارة، بوقف الحصة التمويلية للوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الأونروا"؟
لا يحق لفلسطيني أن ينزعج من تعيين بولتون إلاّ إذا كان يراهن على تغيير إيجابي لن يحصل في سياسة الولايات المتحدة، إذ إن هذا الإنسان الذي يفتقد الحس الإنساني لا يؤخّر ولا يقدّم، في فهم السياسة الأميركية.
لقد قطعت إدارة الرئيس ترامب، علاقاتها بسابق السياسات التي اعتمدتها الإدارات التي سبقتها، وكأنه يعاقب هؤلاء، غير أن الحقيقة أن ترامب يعيد صياغة السياسة الأميركية الخارجية بما يتناسب مع طبيعتها العدوانية، وأنانيتها في البحث عن مصالحها حتى لو كانت على حساب حلفائها التاريخيين ما عدا إسرائيل.
الفلسطينيون والعرب هم الذين تأخروا، وبعضهم لم يكتشف بعد أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون دولة عدل وحقوق إنسان، أو أنها يمكن أن تناصر أحداً أو قضية، طالما لا تجد لها مصلحة في ذلك. ربما على الفلسطينيين أن يستعيدوا ثقافة الخمسينيات من القرن الماضي، حين كانوا يصنفون أعداءهم بطريقة صحيحة، على أنهم الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية. لا يحتاج المرء إلى القيام بدراسات وأبحاث والحصول على معلومات للتأكد من أن الولايات المتحدة، دولة معادية للشعب الفلسطيني وحقوقه، وأنها منذ ولاية ترامب، خصوصاً تسعى لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الأمم المتحدة، وهي جزء من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
ما يجري اليوم يؤكد أن هذه الإدارة تتطابق تماماً في سياساتها ومخططاتها ومواقفها وتحركاتها مع السياسة والمخططات والأهداف الإسرائيلية، وأنها تسعى فعلياً لشطب حقوق الفلسطينيين، وفرض مخططاتها التصفوية عليهم بالقوة. 
في هذا المقام أدعو لعدم الانسياق وراء تعبير أصبح دارجاً من أن الولايات المتحدة تسعى لتصفية القضية الفلسطينية، ذلك أن تحقيق هذا الأمر أقرب إلى المستحيل إذ لا يمكن للكون كله أن ينجح في تصفية القضية الفلسطينية لأن عليه أولاً، أن ينجح في تصفية الشعب الفلسطيني، وهو أمر مستحيل.
معالم صفقة القرن أصبحت أكثر من واضحة في عدة مفاصل تتعلق بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني من موضوع القدس إلى اللاجئين إلى الأرض، إلى الدولة والأمن، وما بين هذه وتلك من الحقوق ما تبقى من حقوق. 
ما يثير الاستغراب حقاً هو أن الولايات المتحدة غيرت سياساتها تجاه الحقوق الفلسطينية لصالح إسرائيل، ولكن الفلسطينيين لم يغيروا من طريقة وأدوات تصديهم لهذه السياسة. لا يمكن أن يكون مجرد إصدار المواقف الصحيحة تجاه الولايات المتحدة، كافياً للتصدي لتلك السياسة، ذلك أن أهم ما يمكن الحديث عنه في إطار المجابهة هو استعادة الوحدة الوطنية، ما لا يزال الفلسطينيون عاجزين عن تحقيقه، وهو ما يلقي بعلامة استفهام حول جدية خطاب المواجهة.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه هي أميركا هذه هي أميركا



GMT 04:37 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 04:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حين غابت الرقابة على الأسعار

GMT 04:22 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

دافوس الصحراء والأمل يتحول لأرقام

GMT 04:12 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الأردن يتحدى إسرائيل

GMT 04:42 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

يوم أردني مُشبع بالفوضى والفساد.. خربانة!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday