تأخير غير مبرر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

تأخير غير مبرر

 فلسطين اليوم -

تأخير غير مبرر

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

وكأن اتجاهات السياسة الإسرائيلية غير معلومة، ولا قيمة للاستعجال في اتخاذ القرار، إلا بعد أن يعترف المجرم بجريمته. هكذا تكون إسرائيل في موقع الفعل ويبقى الفلسطينيون في موقع رد الفعل، ما يعني بشكل أو بآخر أن إسرائيل هي أيضا من يملي ويحدد طبيعة ومستوى وربما آليات اتخاذ وتنفيذ القرار الفلسطيني. إن استمرار دور الضحية دائما يؤدي في كثير من الأحيان إلى استضعاف الضحية والتجرؤ عليها والتباطؤ في السعي لمساعدتها، والامتناع عن دفع أثمان لمواقف لا تتحمل الضحية المسؤولية عن دفع ما يترتب عليها من أثمان. سيقول العرب قبل العجم: وهل نكون ملكيين أكثر من الملك. غير المقبول أن تظل مواقف الفلسطينيين إزاء المواقف والسياسات والإجراءات الأميركية والإسرائيلية متأخرة ومشروطة بنفاذ القرار. المقاومة الاستباقية تقف عند حدود الكلام والتحذيرات غير المدروسة، حتى أصبحت إسرائيل تعرف ما الذي سيفعله الفلسطينيون وغير الفلسطينيين.

لماذا يتم تأجيل اجتماع اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية لحركة فتح؟ السبب الذي يسوقه أحد أعضاء اللجنة التنفيذية أن الأمر يتعلق بضرورة انتظار إعلان حكومة نتنياهو عن برنامجها. المقصود هو التأكد من نوايا حكومة الرأسين إزاء ضم 30% من أرض الضفة الغربية وتلك كانت واحدة من أبرز نقاط الاتفاق بين نتنياهو وغانتس.

إذا كان ثمة من يشك في أن إسرائيل ستعلن قبل نهاية هذا العام عن بسط سيادتها وفرض قانونها على منطقة الغور وشمال البحر الميت والمناطق الاستيطانية، فإن على هؤلاء أن يبتعدوا عن ممارسة السياسة.
ثمة عقبات بالتأكيد أمام اتخاذ إسرائيل قرارات من هذا المستوى، ولكن ألم يكن الموقف من القدس خطيراً، وألم يكن الموقف من الجولان خطيراً كذلك؟ ماذا فعلت إسرائيل وهل ترددت أو تراجعت، وهل أظهرت منذ قيامها أي احترام لقرارات الأمم المتحدة أو أي التزام بمواثيق وقوانين وقرارات؟

قبل أيام قليلة فقط، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن مصادرة أراض في منطقة الحرم الإبراهيمي وهي خطوة خطيرة تؤكد أن الحركة الصهيونية تستهدف الخليل كما القدس وغيرها، فماذا فعلت السياسة الفلسطينية أكثر من إطلاق التصريحات؟

في خطاب إعلان الحكومة التي تعد الأوسع في تاريخ إسرائيل، قالها نتنياهو بكل وقاحة، إن حكومته ستقوم ببسط السيادة وإنه لن يسمح بترحيل أي مستوطن. الموقف الأميركي مرتبك وفوضوي في صيغ الإعلان عنه، وليس في طبيعته وثباته، فأحياناً يتم رهن قرار الضم بشروط وأحياناً يقال، إن القرار لإسرائيل، في الأخير فإن المستوطن ديفيد فريدمان الذي يحمل صفة سفير الولايات المتحدة هو الأكثر صدقاً ووضوحاً في التعبير عن المواقف دون غموض أو تردد.

وزير الخارجية الأميركي بومبيو الذي زار إسرائيل، مؤخراً، يقف في مقدمة من يمارسون التضليل والإرباك، لكنه اضطر أخيراً لأن يعترف بحاجة ترامب لتأخير الإعلان عن الضم إلى وقت قبل نهاية العام ولكنه يسمح بالاستفادة منه في حملته الانتخابية.

إذاً، القرار صدر وبقي التصرف في الوقت لتحقيق المزيد من الفوائد، ودون أدنى اهتمام أو خشية من ردود فعل تمنع التنفيذ. من المؤكد أن تنفيذ قرار الضم سيستفز ردود أفعال صعبة عربياً وإقليمياً ودولياً. فلسطينياً من غير المقبول أن تبقى قرارات المجلسين المركزي والوطني مشروطة بقرارات أخرى بعد قرار الضم، إذ ذاك فإن كل شيء سيتغير في المشهد الفلسطيني وربما يؤدي ذلك إلى انتفاضة أو هبات شعبية واسعة.
والأرجح أن ذلك سيسرع من عمل المحكمة الجنائية الدولية وأشكال المقاطعة. تصريح الملك عبد الله عاهل الأردن، الذي حذر فيه من صدام كبير في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ خطوة الضم، يؤكد مدى خطورة القرار على وجود وأمن واستقرار النظام في الأردن.

ما صدر ويصدر عن العرب، متفرقين ومجتمعين، على الأرجح، لا يدخل في حسابات الكمبيوتر الإسرائيلي، وكذلك الحال بالنسبة للمجتمع الدولي، ما عدا الاتحاد الأوروبي الذي يهدد باتخاذ عقوبات بحق إسرائيل في حال أقدمت على تنفيذ قرار الضم. الموقف الأوروبي جيد وجدي إلى حد ما، بالرغم من أن بعض دول الاتحاد قد لا توافق على إجراءات عقابية بحق إسرائيل، لكن السؤال هو: ألم يكن الرئيس الأميركي وإدارته يعرفون أن صفقة القرن وآليات تنفيذها تخالف القانون الدولي وتخالف اتجاهات البحث عن سلام على أساس رؤية الدولتين؟

إذا كنا نعرف إسرائيل فإنها تلك الدولة الإرهابية العنصرية المارقة التي لا تهتم بالآخرين طالما أن الولايات المتحدة تقف خلفها بالباع والذراع. في هذه الحالة يصبح التأخير في اتخاذ ما يلزم من مواقف وإجراءات تعبيرا عن ضعف أو حتى تعثر سياسي لا يتناسب وخطورة الصراع الفلسطيني والعربي - الإسرائيلي.

قد يهمك أيضا :  

حذار من المساس بالجدار الأخير

  المكان معروف لكن الزمان مجهول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأخير غير مبرر تأخير غير مبرر



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday