أميركا لم تغلق الملف بعد
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أميركا لم تغلق الملف بعد

 فلسطين اليوم -

أميركا لم تغلق الملف بعد

بقلم-طلال عوكل

من المرات القليلة، التي تلجأ فيها الولايات المتحدة، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتمرير قرار، لم تنجح في تمريره من خلال مجلس الأمن، حيث تتوقع "فيتو" من قبل روسيا أو الصين، أو انها تفشل في الحصول على أغلبية من قبل الأعضاء غير الدائمين في المجلس.

الكبرياء المزيف للدولة العظمى، والاستهتار بمواقف وأدوار الدول الصغيرة والضعيفة، التي تتشكل منها الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا تجعل الولايات المتحدة، مستعدة للذهاب إلى هناك، خصوصاً حين يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، وحقوق الفلسطينيين.

ساحة الجمعية العامة، هي ساحة الفلسطينيين بامتياز، وفيها يحرز الفلسطينيون الإنجاز تلو الآخر، وبأغلبية متزايدة، كما حصل مؤخراً عند التصويت على القرار الايرلندي، الذي يؤكد الحقوق الفلسطينية وحصل على تصويت من قبل 156 عضواً.

خلال التصويت على القرار الأميركي بإدانة حركة حماس والجهاد، حاولت الولايات المتحدة اقتحام القلعة، واستخدمت كل ما بحوزتها من إمكانيات الضغط والابتزاز، لكسر المعادلة، مستغلة رهاب الإرهاب الذي يجتاح العالم، وباعتبار أن المقاومة الفلسطينية المسلحة، هي شكل من أشكال الإرهاب، وتستغل الولايات المتحدة، ارتباط ظاهرة الإرهاب بالجماعات الإسلامية، ولكون من يتصدر هذه المقاومة في فلسطين، حركات إسلامية متجاهلة أن ثمة حركات، وجبهات غير إسلامية تتبنى وتمارس هذا الشكل من أشكال المقاومة وإن كانت بفعالية أقل.
الغريب في الأمر أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يتحدثان عن انتصار عبر عنه التصويت. إسرائيل تعتبر أن تصويت 87 دولة لصالح القرار الأميركي يشكل تقدماً كبيراً، بالقياس لعديد القرارات، المتعلقة بالشأن الفلسطيني، التي لم يقف مع إسرائيل فيها إلاّ عدد قليل من الدول. الفلسطينيون، أيضاً، يتحدثون عن انتصار الدبلوماسية الفلسطينية في إفشال القرار الأميركي، الذي لم يحصل على نسبة الثلثين المطلوبة لتمريره. لكن الطرفين، أيضاً، مهزومان بمعنى أو بآخر، فلقد فشل القرار الأميركي لكنه حاز على موافقة عدد كبير من الأصوات، وفشل الطرف الفلسطيني في تحجيم التصويت لصالح القرار الأميركي، بحصوله فقط على 57 صوتاً ضد القرار الأميركي.
يشعل هذا التصويت الأضواء الحمر كلها، فالولايات المتحدة كما يقول رياض منصور، المندوب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة ستعاود طرح القرار على الجمعية العامة، ما يعني أن الولايات المتحدة ستشتغل بقوة وتستخدم إمكانيات أكبر في الضغط على الدول التي لم تصوت لصالح القرار. ليس هذا وحسب بل ان حصول القرار الأميركي على هذا القدر من الأصوات، ينطوي على خطورة بالغة من حيث إنه يعكس موقف الرأي العام الدولي، خصوصاً الفاعل منه، إزاء الحق الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال النضال التي تجيزها مواثيق الأمم المتحدة. وبالتأكيد فإن إسرائيل ستستغل هذا المناخ الدولي، للتغطية على جرائم يمكن أن ترتكبها بحق الفلسطينيين، بالادعاء أنها تواجه "الإرهاب"، وهذه المواجهة "للإرهاب" لا تستدعي وجود مبررات أو ذرائع، ولا تلتزم بتوقيتات محددة، إلاّ ما تراه إسرائيل مناسباً.
في الواقع علينا أن نفصل بين تصويت على شكل من أشكال النضال وهو المقاومة المسلحة، وبين التصويت على الحقوق المتعلقة بالقضية الفلسطينية على الرغم من أن أي مساس بالحق الفلسطيني الشرعي بممارسة شكل المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال، إنما يشكل مساساً بحق تكفله الشرعية الدولية لكل شعب يقاوم احتلالاً.
مخطئ جداً، ولا يفهم ألف باء السياسة من كان يعتقد من الفلسطينيين أو غيرهم، بأن منظمة التحرير الفلسطينية، وجهاز الدبلوماسية الفلسطينية يمكن أن يتهاونا في مواجهة مثل هذا القرار الأميركي، انطلاقاً من حسابات الانقسام.
لقد تصرفت المنظمة والدبلوماسية الفلسطينية من واقع التزامها العميق ومسؤوليتها إزاء الوطنية الفلسطينية، وموجبات الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وقد اجتهدت في إفشال القرار الأميركي، ونجحت في ذلك وستفعل ذلك مجدداً في كل مرة. لم يكن ذلك السلوك، مجرد عربون أو رسالة إيجابية، نحو "حماس" أو "الجهاد"، تنتظر مقابلاً لها بالعلاقة مع المساعي الجارية والمتعثرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
بعد وفي ضوء مجريات ونتائج التصويت ننتظر أن يتعلم الآخرون مدى أهمية الانطلاق من أرضية الوطنية الفلسطينية في النظر للعلاقات الداخلية ونحو تغليب التناقض الرئيسي على التناقضات الثانوية فالأولى تحل من خلال النضال بكل أشكاله، أما الثانية فلا حل وطنياً لها إلاّ من خلال الحوار، والصدق في بناء الشراكات.
لا يكفي تقديم الشكر، للرئيس، أو للدكتور رياض منصور على فعل واجب بحكم الالتزام الوطني، وإنما الأهم القراءة العميقة، لأبعاد الحدث من كافة جوانبه، واستخلاص الدروس والعبر، التي أولها يشير إلى مدى أهمية الشرعية، والمؤسسة الوطنية الجامعة، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات، ذلك أن التواجد خارج هذه المؤسسات، ينطوي على مخاطر ليس على القضية وحسب وإنما، أيضاً، على الوجود والدور.
في هذا السياق لا بد من ملاحظة أن ما كان صحيحاً بالأمس قد لا يكون صحيحاً اليوم، أو غداً، فقد تتبدّل الحسابات، فتكون المقاومة هدفاً وواحداً من استحقاقات، تسريع "صفقة القرن" التي يستعجل الإسرائيليون فرضها بالاستفادة القصوى من وجود رئيس أميركي من هذا النوع.
إن الوقت من ذهب فعلاً، ذلك أن العام القادم الذي أصبح على الأبواب، هو عام الحسم، عام التطورات الكبيرة في المنطقة، ارتباطاً بصفقة القرن، الأمر الذي يستوجب الاستعجال في ترميم البيت الفلسطيني لحماية الكل الفلسطيني.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا لم تغلق الملف بعد أميركا لم تغلق الملف بعد



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday