ليســت آخـــر الأحـــزان
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ليســت آخـــر الأحـــزان !

 فلسطين اليوم -

ليســت آخـــر الأحـــزان

بقلم :طلال عوكل

لم تدم طويلاً حالة التفاؤل المفاجئ الذي طغى على المشهد الفلسطيني الداخلي، قبل أيام قليلة من زيارة الرئيس محمود عباس إلى تركيا. التصريحات المتفائلة جاءت من الاتجاهين، من «فتح» والأكثر منها من قبل «حماس» في الضفة، والأهم ما صدر منها من قطاع غزة. كان مقال الأخ المحترم أحمد يوسف الأشد تفاؤلاً، والأكثر يقينية من سواه، ولكنه ربما أضفى قدراً من صدقيته الوطنية، ورغباته الحقيقية، على ما صدر منه من تفاؤل مفرط. انتهت الزيارة

ولم يصدر عن المؤتمر الصحافي للرئيسين رجب طيب أردوغان والرئيس محمود عباس، ما يفرِّج الكرب ويبرِّد القلوب الملتهبة. من المؤكد أن الرئيسين تداولا بالنقاش موضوع المصالحة، وأراد الرئيس عباس من تركيا أن تقدم يد المساعدة، لإقناع «حماس»، بالموافقة على خارطة الطريق التي تقدم بها ويصر عليها. تركيا تحظى بعلاقة جيدة مع حركة «حماس»، ولكن حسابات «حماس» وخياراتها لا تتطابق بالضرورة مع حسابات الحليف التركي. أحد الكتّاب المقرّبين من حركة «حماس»، كان قد عقّب على ما دار من تكهنات بشأن دور تركيا في المصالحة، فأشار إلى أن الطلب الفلسطيني من تركيا بشأن المصالحة، هدفه تحريض تركيا على «حماس»، ونسف التفاهمات التي تلتزم بها الحركة مع القاهرة والنائب محمد دحلان.

تعرف تركيا، كما تعرف القيادة الفلسطينية طبيعة المشكلات التي تحول دون تحقيق المصالحة، والضمانات المطلوبة، والجهة التي تملك القدرة على الحسم، ولذلك ما كان يمكن لتركيا أن تتعهد بالتزامات لا قبل لها على تنفيذها. تركيا أو غير تركيا يمكن أن تشكل عاملاً مساعداً، ولكن جهة الحسم في مكان آخر. ليس سوى القاهرة، من يستطيع تحمُّل أعباء هذا الملف، سواء من حيث القدرة على التأثير، أو من حيث التعهد بضمان التنفيذ. الكل يدرك هذه الحقيقة، ما يعني أن الذهاب شرقاً وغرباً، لا يفيد في تحريك ملف المصالحة، بل ربما يزيد الأمر تعقيداً من حيث أن ذلك يشكل استفزازاً للنظام في مصر. «حماس» تدرك هذه المسألة ولذلك فإنها لن تفرط بخيار الالتزام بالتفاهمات التي أبرمتها في القاهرة، كخيار لا تجد له بديلاً في الظروف الراهنة. صحيح أن «حماس» تتذمر إزاء تباطؤ السلطات المصرية في تنفيذ ما تعهدت به من التزامات، سواء فيما يتعلق بفتح معبر رفح أو التبادل التجاري، أو فيما يتعلق بتخفيف أزمة الكهرباء، غير ان تؤثر الصبر، وتبدي استعداداً عملياً جدياً لتنفيذ ما يترتب عليها من التزامات دون النظر إلى التبادلية.

يبدو هكذا أن موضوع الانقسام، قد اتخذ طابعاً ستاتيكياً، وثابتاً إلى حين، وما رفع وتائر التفاؤل بشأن إمكانية تحقيق المصالحة، إلاّ من باب رفع العتب، وإلقاء المسؤولية على الآخر، ولتبرير بعض الرؤى السياسية.

لقد جرى خلال السنوات العشر الأخيرة، وخصوصاً في السنوات الأخيرة تكثيف المبادرات، وتدوير الزوايا، وتغيير الأولويات، لكن أزمة الثقة أعمق من أن يتم تجاوزها، ولم يبق إلاّ أن يسلم طرف بأمره للطرف الآخر، وهذه مسألة غير واردة.

إذن، على كل طرف أن يوطّن سياساته، وخياراته، وعلاقاته، استناداً إلى حقيقة أن الانقسام باق إلى أمد ليس قصيراً، وأن إجراءات الرئيس عباس حتى لو استمرت وتصاعدت فإنها لن تنجح في إخضاع حركة تتحدث ليل نهار عن أنها حركة مقاومة وعميقة الالتزام بعقيدتها الإسلامية، ستنجح هذه الإجراءات فقط في زيادة معانيات سكان قطاع غزة، وبدون أن تهزّ قناعات الناس بأن غزة هي حاملة وحامية المشروع.

الناس في قطاع غزة يعتبرون ذلك قدراً لا يمكن الفكاك منه، وأن ذلك القدر هو سبب رئيسي من أسباب معاناتهم من الشقيق والصديق قبل العدو.ولعلّ ما تسرّب على لسان مسؤول أميركي، من أن إدارة ترامب، تتوفر لديها رؤية لتسوية إقليمية، يشكل أحد التفسيرات، لما يجري بين الفلسطينيين. التسوية الإقليمية تفترض أصلاً أن قطاع غزة أصبح على الرفّ إلى حين، إذ أن المفاوضات الإقليمية وغير الإقليمية، تتصل بالضفة الفلسطينية والقدس. لقد خرجت أو أخرجت غزة من طاولة أية مفاوضات، والأرجح أن حالها سيظل كما هو الحال اليوم إلى أن تتبين ملامح تلك المفاوضات ومآلاتها. غير أن المشكلة الأساسية تكمن في أن القيادات السياسية الفلسطينية لا تجرؤ أو أنها لا تريد مصارحة جماهيرها ولذلك فإن خيبة الأمل الأخيرة من الدور التركي، لن تكون الأخيرة حيث ستواصل الأطراف عملها المعتاد، بين الحين والآخر، طالما كانت الأهداف تبريرية، وتعمل في سبيل تبرئة الذمة من الانقسام وآثاره الخطيرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليســت آخـــر الأحـــزان ليســت آخـــر الأحـــزان



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday