مودي في إسرائيل حوّل
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مودي في إسرائيل.. حوّل

 فلسطين اليوم -

مودي في إسرائيل حوّل

بقلم :طلال عوكل

زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تل أبيب ولقائه نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليست زيارة عادية يمكن المرور عليها مرور الكرام، فهو أول رئيس وزراء هندي يحط في إسرائيل، وزيارته هذه تعني بالضرورة تحولاً في العلاقات الهندية- الإسرائيلية يسير نحو الشراكة الاستراتيجية.

أسباب التحول هذه كانت تختمر على مهل، فهي اكتملت بالفعل وبشكل رسمي حين استلم مودي رئاسة الوزراء عام 2014، وكان معروفا للجميع علاقته بسياسيين إسرائيليين وشركات اقتصادية حين كان رئيساً للوزارة المحلية لولاية جوجارات الهندية.

قبل صعود مودي إلى السلطة كانت أول حكومة بقيادة حزب «بهاراتيا جاناتا»، تقفز في المعلوم نحو تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل، فهذه الحكومة التي استلمت السلطة عام 1999، زار وزير خارجيتها جاسوانت سينج إسرائيل لأول مرة، وهي أول مرة تقوم فيها شخصية هندية رفيعة المستوى بزيارة تل أبيب.

زيارة سينج إلى تل أبيب أعطت زخماً كبيراً للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل، فقد كان التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مبلغ 200 مليون دولار عام 1992، غير أنه شهد تحسناً كبيراً ووصل حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 6 مليارات دولار في هذه الأيام.

هذا على الصعيد التجاري، دون احتساب صفقات الأسلحة واعتبار الهند تل أبيب مصدراً رئيسياً للسلاح، حيث تشتري ما قيمته مليار دولار سنوياً من إسرائيل على أسلحة تتعلق بالنظام الدفاعي الصاروخي وطائرات بدون طيار، فضلاً عن أجهزة رادار وأنظمة الاتصالات وأخرى للأمن الإلكتروني.

مودي حين قرر زيارة تل أبيب قرر أيضاً عدم زيارة رام الله ومن ثم عدم لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهذا الموقف يؤكد على أن رئيس الوزراء الهندي لا يرى ضرورة في بقاء الهند عند حالها، من حيث مراعاة الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في التحرر والانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي.

أساساً قبل زيارته تل أبيب تغزل مودي بالدولة العبرية وقال إنها وبلاده لديهما صلة عميقة تعود إلى قرون، وهو حين يتحدث بهذه اللغة فإنه متأكد من أن تحسين علاقته بإسرائيل ستجلب له الكثير من المنفعة.

القصد من ذلك أن مودي وحزبه أحدثا تحولاً كبيراً في العلاقة مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين، ذلك أن الهند كانت تقيم وزناً للعرب سياسياً واقتصادياً، وتعكس الدور العربي في طبيعة علاقتها بجارتها باكستان التي ترتبط بها بحرب باردة وساخنة تتعلق بخلافات حدودية وأخرى تتجاوز قضايا الحدود بين البلدين.

المعنى أن الهند وقفت على مسافة من إسرائيل لأنها مرتبطة بعلاقات اقتصادية سياسية مع الدول العربية، فقد كانت تحصل على النفط منهم ومن إيران، وتدرك أن وجودهم إلى جانبها سيضمن لها أريحية في المناورة السياسية، خصوصاً وأن الحديث عن الأقلية المسلمة في الهند يعني الحديث عن حوالي 200 مليون شخص.

غير أن مودي غير هذه المعادلة، استدراكاً منه أن بعض العرب أنفسهم منخرط في علاقات مباشرة مع إسرائيل، إلى جانب أن الأوضاع العربية- العربية ليست في أفضل حالاتها، ولا ينظر هؤلاء كثيراً إلى أي انحراف صغير أو كبير في مسار العلاقات الهندية- الإسرائيلية.

إلى جانب ذلك مودي نفسه يدرك أن تمكين علاقاته مع إسرائيل لن يحدث تلك الجلبة من قبل السلطة الفلسطينية، انطلاقاً من أمرين، الأول أن الفلسطينيين منقسمون على أنفسهم وهذا الانقسام يضعفهم في كل تحركاتهم، وثانياً تحتاج السلطة الفلسطينية إلى عدم تصعيد الخلاف مع الأصدقاء والأعداء.

ثم إن رئيس الوزراء الهندي حين ذهب إلى تل أبيب، تجاوز في التركيز على صفقات السلاح وتلك التجارية والأمنية والزراعية والغذائية، إلى التركيز على القيم والروابط والثقافات المشتركة بين البلدين، وهو مقتنع أن تطوير علاقاته مع إسرائيل سيحقق له أفضلية في مجالات كثيرة.

سعي الهند إلى تطوير هذه العلاقات والانفتاح على تل أبيب اقتصادياً وعسكرياً، يأتي انطلاقاً من رغبة مودي في تمكين بلاده دولياً وإقليمياً، أضف إلى ذلك أن الهند تسعى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية الصاروخية للتحوط مما تراه أخطاراً إقليمية قد تتهددها في ظل وجود نزاعات حدودية مع الصين والحروب والتوترات المتواصلة مع باكستان على خلفية قضية كشمير وغيرها من القضايا الأخرى.

قبل عدة أشهر أنفقت الهند حوالي 2.6 مليار دولار على شراء نظام دفاعي صاروخي من إسرائيل، وهي اليوم تعمل على تصنيع طائرات حربية وأخرى بدون طيار، مستفيدةً من صفقات السلاح مع إسرائيل التي تخول لها لاحقاً نقل المعرفة نحو تطوير قدراتها العسكرية.

نتنياهو الذي وصف زيارة مودي بالتاريخية، ينطلق من أن تطوير العلاقات مع الهند ضروري وحيوي لأمنها وإيجاد سوق كبير وجاذب لمنتجاتها، فقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي حريصاً على تمييز نظيره الهندي في هذه الزيارة وهو ما حصل بالفعل.

في حقيقة الأمر الهند ليست دولة عادية، وحين يسعى نتنياهو إلى تمكين علاقته بها، فإنه يعلم أن الحديث هنا عن ثاني أكبر دولة في العالم بعد الصين من حيث الخزان البشري، فضلاً عن كونها واحدة من الدول الصاعدة اقتصادياً وعسكرياً، والثانية من حيث القوة بعد الصين في قارة آسيا.

إسرائيل حتى وإن زارها مودي، ظلت طوال عقود تتطلع إلى تحسين علاقاتها بآسيا وإفريقيا تحديداً، وتنظر بأهمية شديدة إلى كل من الصين والهند، كما تنظر في ذات الوقت إلى أهمية روسيا التي تسعى مع الصين إلى تغيير شكل النظام الدولي.

زيارة مودي إلى إسرائيل هي تحول فعلي في العلاقات مع تل أبيب، والفلسطينيون والعرب هم الخاسر الوحيد من هذه الزيارة، لأنها لا تقتصر على اجتماعات ومناسبات لأخذ وتبادل الصور، بقدر ما أنها تؤسس لشراكة استراتيجية بين البلدين.

ثم إن عدم ذهاب رئيس الوزراء الهندي إلى رام الله، يشي بأن مودي موافق ضمنياً على السياسات الإسرائيلية الاحتلالية والاستيطانية، ويشي أن الرجل ماضٍ في تقوية وتعزيز علاقته بتل أبيب على حساب الفلسطينيين والعرب المنغمسين حتى العظم في شؤونهم الداخلية وترك الساحة أمام اللاعبين الدوليين والإقليميين للاستفادة من مزايا القوة وهم كثر وإسرائيل من بينهم. وقد ثمّن نتنياهو هذه الخطوة الهندية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مودي في إسرائيل حوّل مودي في إسرائيل حوّل



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday