فماذا لو كان الفلسطينيون موحَّدين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فماذا لو كان الفلسطينيون موحَّدين ؟

 فلسطين اليوم -

فماذا لو كان الفلسطينيون موحَّدين

بقلم : طلال عوكل

سألني أحد الصحافيين الإسبان، بعد مقابلة صحافية حول الأوضاع في قطاع غزة، إن كان من المناسب أن يضع غزة عنواناً لمادته الصحافية، فأجبته لا، إنها فلسطين، وفي مقابلة هاتفية مع راديو مونتي كارلو، أيضاً، بشأن الأوضاع في غزة، قدّمني المذيع على أنني المحلّل السياسي الغزي فطلبت منه أن يعيد صياغة المقدمة والتعريف، وتقديمي على أنني فلسطيني من غزة، عن غير قصد يتعامل الصحافيون مع الأحداث على أنها في غزة ومعزولة عن بقية الوطن، أو ربما بعضهم جرفته التيارات السياسية الدولية، خصوصاً من قبل الولايات المتحدة، نحو التعامل مع غزة، ككيان منفصل جرياً وراء المخططات الإسرائيلية. غزة لن تكون كياناً منفصلاً، كما تريد إسرائيل، ولن تسمح بأن تعفي الاحتلال من مسؤولياته القانونية، والإنسانية. وغزة ليست قلب فلسطين، فقلبها هناك في القدس، وحيفا ويافا وتل الربيع. هكذا أرادت إسرائيل، وفيما يراهن الاحتلال، على أن مصلحته الاستراتيجية تقتضي اختصار الوطن الفلسطيني في قطاع غزة، فإنه لا يدرك أنه يصحح عملياً مسار التاريخ، يعيد الأمور إلى أصولها وبداياتها.

الفلسطينيون في غزة، لا يدركون بعد، الأبعاد والنتائج الإيجابية، الهامة، التي ينطوي عليها حراكهم الشعبي السلمي، فهم ينتظرون نتائج ملموسة تغير من واقع حالهم البائس، لكن عليهم أن يدركوا في وقت ما، أن ما يقومون به، ينطوي على تغيرات عميقة في سياق الصراع المحتدم مع الاحتلال ومخططاته التصفوية. لعل واحدا من الدروس أن الفلسطينيين قادرون على قلب الطاولة، وتغيير قواعد اللعبة، وايضاً إرغام المجتمع الدولي والعربي، على إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية في صدارة الأولويات. يستطيع بعض المسؤولين العرب أن يقدموا صكوكاً بحق الاحتلال في أرضه، لكن هذه الصكوك لن تنفع لا إسرائيل ولا أصحابها، فالشعب الفلسطيني هو القادر على تحديد وضبط السياسات العربية الجامحة والمستعجلة لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.

الإبداع الذي يقدمه الفلسطينيون في قطاع غزة، ويلهم بقية التجمعات الفلسطينية، ويستنهض هممها، لا يتوقف عند ما جرى في «يوم الأرض» الجمعة المنصرم، فالجمعة القادم سيكون يوم الإطارات المطاطية، وفي كل جمعة ستتفاجأ إسرائيل، بإبداعات أخرى.

حرق الآلاف من الإطارات المطاطية، من شأنه أن يغطي سماء أراضي 1948، بالسواد، لكي يجربوا الآثار التي ترتبت على إطلاق الاحتلال للغازات، والقذائف المحرّمة دولياً، والتي قتلت الأراضي الزراعية، وضاعفت من معدلات الإصابة بالسرطانات.

إشعال الإطارات المطاطية، ليس استخداماً لأسلحة محرّمة دولياً، ولا يستطيع أحد أن يصنفها في اطار الوسائل الإرهابية، وهي تتم في داخل قطاع غزة، وربما كان ذلك شكلاً من أشكال المقاومة من حيث أنها تشكل عقبة أمام عمليات القنص التي يبادر إليها الجيش الإسرائيلي.

لن تنجح إسرائيل في استدراج الفلسطينيين نحو عسكرة الحراك الشعبي السلمي، حتى لو أن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان هدد باستخدام قوة مفرطة في مواجهة هذا الحراك. ثمة معادلة يفهمها الفلسطينيون كما يفهمها الاحتلال وهي أن أشكال المقاومة الشعبية السلمية في هذه الظروف، أكثر جدوى وأقل ثمناً من استخدام السلاح. يعبر ليبرمان عن جوهر الحركة الصهيونية ومنتجاتها، بما أنها مشروع استعماري عدواني، لا يجيد إلاّ ارتكاب الجرائم والقوة الغاشمة، والاستهتار بحقوق الناس في الحياة.

إسرائيل التي تدرك مدى أهمية وخطورة الحراك الشعبي، راحت تتصل ببعض رجال الأعمال من قطاع غزة تسألهم عن الثمن الذي يريده سكان القطاع مقابل إنهاء هذا الحراك.

يعلم كل الناس أن الأمم المتحدة لن تنصفهم اليوم، وأن مجلس الأمن الدولي لو اجتمع مئة مرة، لن يخرج عنه أي بيان، أو موقف يعبر عن الحقيقة، أو يدعو للبحث عنها، لكن المجتمع الدولي ليس فقط مجلس الأمن الذي تقف فيه المندوبة الأميركية نيكي هايلي على ركبة ونصف دفاعاً عن إسرائيل. ولكن في كل مرة يجتمع فيها مجلس الأمن أو غيره من المؤسسات الدولية ستجد الولايات المتحدة وإسرائيل نفسيهما وحديتين في مواجهة المجتمع الدولي.

الفرصة متاحة وواسعة، لاستثمار ردود الفعل الدولية والعربية والإقليمية على ما جرى ويجري على الحدود الوهمية مع قطاع غزة، ما يتطلب القيام بتحرك دبلوماسي وسياسي واسع وجدي لا يتوقف عند حدود إصدار البيانات كما حصل في اجتماع المندوبين الدائمين في مجلس الجامعة العربية، التي عقدت مؤخراً اجتماعاً طارئاً لبحث الأوضاع في غزة. والفرصة متاحة وواسعة للتحرك على جبهة المجتمع الدولي المدني الغربي لتوسيع دائرة التعريف والتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وتلك مسؤولية منظمات المجتمع المدني الفلسطيني والعربي الذي لا ينبغي أن يهدر هذه الفرصة. على أن عيون وقلوب الفلسطينيين تتطلع إلى أن ينتج هذا الحراك الشعبي فرصة أخرى جادة هذه المرة، لمعاودة التحرك المثمر على جبهة المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة.

يتمنّى الفلسطينيون أن يتمتع ما نشر في صحيفة «الشرق الأوسط» بالمصداقية، فلقد نشرت وسبقتها مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن أن اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات المصرية، الذي التقى الرئيس محمود عباس في رام الله، يحمل رسالتين.

الرسالة الأولى، ضمانة مصر، لأن تسلم حركة حماس قطاع غزة بالكامل، وأن يتم الاتفاق على توفير ضمانة حقيقية لتحييد سلاح المقاومة، وإخضاعه للتصرف الوطني. أما الرسالة الثانية، فتتعلق بإمكانية تعديل «صفقة القرن» بما يرضي التطلعات الفلسطينية. أعتقد أن الرسالة الأولى منطقية والأرجح أن تكون حقيقية، لكن الثانية تثير الكثير من التساؤلات، ذلك أن الولايات المتحدة أوغلت في مصادرة الحقوق الفلسطينية وفي معاداة الشعب الفلسطيني وقيادته، وأنها لا تملك القدرة على التعديل بما يستجيب للحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية. والسؤال إن كان ما يجري على جبهة غزة يحقق إنجازات هامة كنا أشرنا لها في مقالتنا السابقة يوم الاثنين الماضي، فماذا لو كان الفلسطينيون موحَّدين؟

المصدر : جريدة الأيام


 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فماذا لو كان الفلسطينيون موحَّدين فماذا لو كان الفلسطينيون موحَّدين



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday