ملاحظات على هامش دورة «المركزي»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ملاحظات على هامش دورة «المركزي»

 فلسطين اليوم -

ملاحظات على هامش دورة «المركزي»

بقلم : طلال عوكل

الأربعاء عقد المجلس المركزي جلسته التاسعة والعشرين في رام الله، ولم يتسن لي، بسبب الالتزام بوقت النشر، أن أتناول، خطاب الرئيس الذي أظنه سيكون هاماً جداً، فضلاً عن جدول الأعمال والمناقشات والقرارات. على كل حال لن يفوتنا لاحقاً تناول أعمال ومخرجات هذه الدورة الهامة، التي لا تتضاءل أهميتها مع مرور بعض الوقت، فكل ما يصدر عن مؤسسات من هذا المستوى أو من لقاءات فصائلية جامعة ينطوي في هذه المرحلة على أهمية.

على أن عدم القدرة على تناول مجريات هذه الدورة وهي الثانية منذ انعقاد دورة المجلس الوطني، لا يعفينا من تسجيل بعض الملاحظات الهامة أيضاً في سياق قراءة المشهد الفلسطيني السياسي براهنه، ومستقبله. لم يساورني أدنى شك في أن المجلس سينعقد في الوقت المحدد له، حتى لو تخلف عن الحضور عدد من أعضائه، وكان الأولى أن يتم الاهتمام بنوع وعدد الحضور حتى لو تطلب ذلك تأجيل الدورة لبضعة أيام.

غير أن انعقاد المجلس بهذه الكيفية، يشير بحد ذاته إلى أن ثمة مشكلة كبيرة، وأزمة عميقة بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني، لم يسبق أن عانت منها الساحة الفلسطينية، حتى حين تشكلت جبهة الرفض وجبهة الإنقاذ في سبعينيات القرن الماضي.

لا يدور الحديث عن غياب حركتي حماس والجهاد الإسلامي عن حضور الدورة، فهذه الحركات محكومة حتى الآن بشروط وجودها خارج مؤسسات منظمة التحرير، وأمر حضورها ومشاركتها مرهون بتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء الشراكة السياسية في الإطار الجامع والموحد وهو منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

وربما أيضاً يمكن استيعاب مسألة غياب وعدم مشاركة الجبهة الشعبية، التي يتواصل موقفها مع الموقف الذي اتخذته من المجلس الوطني، وهو أمر سبق للشعبية أن مارسته في مرات سابقة، على أنه لا يمكن في أي حال تجاهل مدى أهمية حضور «الشعبية» كفصيل أساسي إن لم يكن الفصيل الثاني في المنظمة، بحكم تغير الظروف وطبيعة المخاطر والتحديات التي تواجه القضية ومنظمة التحرير والحقوق الوطنية، والتي تستدعي تجميع كل مصادر وعوامل القوة حتى الفردية. المشكلة الكبرى أن يغيب فصيل مثل الجبهة الديمقراطية، التي تلاصقت مع حركة فتح في اطار منظمة التحرير منذ تأسيسها، فلم يحدث مرة أن قاطعت الجبهة الديمقراطية اجتماعات عامة من هذا المستوى وهي معروفة بواقعيتها السياسية، وحرصها الشديد على المؤسسة الوطنية. حتى في أحلك الظروف وخلال أشد الأزمات والخلافات لم تغب «الديمقراطية» عن اجتماعات «الوطني» أو «المركزي» أو اللجنة التنفيذية لكنها اليوم تطرح جملة من الانتقادات والاعتراضات الجادة على كيفية وآليات اتخاذ القرارات، بالرغم من أن البعض قد يعزو مقاطعتها إلى قرار سحب دائرة المغتربين من عضو اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي للديمقراطية تيسير خالد.
وتتسع دائرة الأزمة حين تعلن المبادرة الوطنية عن مقاطعة جلسات المجلس فضلاً عن آخرين من حزب الشعب، وبعض المستقلين وكل لأسبابه، لكن النتيجة واحدة وهي أن ثمة غياباً سياسياً وهو الأهم من الغياب العددي.
النصاب متوفر للدورة، إن كانت شرعية انعقادها مرهونة بالنصاب، إذ إن تركيبة المجلس كما المجلس الوطني، تضمن انعقاد أي اجتماع بنصاب عددي معقول.
على أن هذا الغياب السياسي الواسع، وبغض النظر عن أسبابه ودوافعه، يعيد طرح مسألة الانقسام والمصالحة على بساط البحث، بطريقة مختلفة عما يعرف حتى الآن بالانقسام بين «فتح» و»حماس».
هكذا يبدو أن كل شيء منقسم على ذاته ومع الآخر، فمن غير المعقول أن تنقسم فصائل منظمة التحرير، ورفقاء السلاح بعد هذه التجربة الطويلة، بما يهدد فعلياً مسألة التمثيل، حتى لو أنها استندت إلى انعقاد المؤسسات الأساسية للمنظمة. لست أدري ما هي الحسابات السياسية والسيناريوهات التي تجعل المشهد السياسي حتى في إطار منظمة التحرير على هذا النحو المأساوي، الذي يدعو إلى تعميق المخاوف الوطنية من أن تتدهور الأمور نحو الانفصال، الخوف الأكبر هو من أن تتجرأ بعض الأطراف الدولية والإقليمية على الاستهتار بوحدانية التمثيل الفلسطيني والشرعية، ونحو تجاوزها كما تشير المعطيات الراهنة. في مصر تجتمع كل الفصائل والمجموعات والجماعات، لبحث موضوع التهدئة في غياب حركة فتح، وتبادر إسرائيل إلى فتح معبر كرم أبو سالم، وتوسيع مساحة الصيد البحري، بما يعني أن الاتفاق على التهدئة أو الهدنة، قد أصبح ناضجاً.
غزة ينبغي أن تتغير، هكذا قدرت الولايات المتحدة وإسرائيل، ونحو إعادة بنائها أو تأهيلها، حتى لو لم تكن السلطة الوطنية هي الشريك، رغم مطالبة الكل بأن تكون هي الشريك في غزة، ما يعني أن المصالحة قد تكون أصبحت في الباي باي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات على هامش دورة «المركزي» ملاحظات على هامش دورة «المركزي»



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday