نحو تلبية استحقاقات مرحلة التصدي والصمود
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحو تلبية استحقاقات مرحلة التصدي والصمود

 فلسطين اليوم -

نحو تلبية استحقاقات مرحلة التصدي والصمود

بقلم طلال عوكل

مهمة هي المبادرة التي طرحها وزير الخارجية الأميركية جون كيري، وتتضمن رؤيته لإعادة إحياء المفاوضات وعملية السلام على أساس رؤية الدولتين، غير أنه وفق معايير الحقوق الفلسطينية وقرارات الأمم المتحدة فإن الأهم هو الشهادة التي قدمها في حديثه حول إسرائيل وسياساتها ومسؤوليتها عن تعطيل العملية السياسية برمتها.

العناصر التي قدمها كيري كإطار لتفعيل عملية السلام، تخالف قرارات الأمم المتحدة بخصوص الحقوق الفلسطينية الثابتة وتنتهك هذه الحقوق التي لا يتبقى منها استناداً لرؤية كيري سوى دولة فلسطينية بدون أظافر أو أسنان، مع بقاء الكتل الاستيطانية ضمن حدود الدولة الفلسطينية.

القدس من وجهة نظره عاصمة لدولتين وبالتالي موضوعياً وبحسب موازين القوى ستكون عاصمة لإسرائيل عملياً، أما موضوع حق العودة فهو عملياً مشطوب من الحقوق، ومقابل هذه الانتهاكات يترتب على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.

هي معقولة بالقياس لجوهر السياسات والمواقف الأميركية المعروفة بانحيازها التاريخي والكلي لإسرائيل، ولأنها تصطدم بسياسة إسرائيلية متطرفة لا مكان فيها لدولة فلسطينية وأية حقوق تتجاوز سلطة حكم ذاتي محدود الصلاحيات.

وربما لهذا السبب ولأن الفلسطينيين يعرفون أنها ستكون مرفوضة من ألفها إلى يائها من قبل إسرائيل، فإنهم رسمياً يرحبون بها طالما أنها تنطوي على بعد اعتراضي على ما تقوم به إسرائيل، وبعد تعبوي للمجتمع الدولي.

قد تتحول هذه الرؤية الإطارية إلى قرارات من قبل مؤتمر باريس الذي يفترض أن ينعقد أواسط هذا الشهر وقد تتحول إلى مجلس الأمن الدولي ليتخذ فيها قراراً لا تعترض عليه الولايات المتحدة مثلما يتوقع بنيامين نتنياهو، لكن الأهم هي الخطوات التي يترتب على الطرف الفلسطيني اتخاذها لتحقيق وانتزاع المزيد من الإنجازات على المستوى الدولي.

نتمنى أن يكون الترحيب العربي السريع والصريح بأفكار كيري منطلقا من قراءة استثمارية لرفض إسرائيل الإجماع الدولي، ذلك أن هذه الأفكار لا تلبي الحد الأدنى من مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002.

إسرائيل كما أعلن نتنياهو تجرد حملة سياسية وتحريضية واسعة على مؤتمر باريس الذي يعتبره رئيس حكومة إسرائيل مؤتمراً وهمياً لا قيمة له. هذا يعني أن إسرائيل إلى أن ينعقد المؤتمر وخلال أيام انعقاده ستدخل في إشكاليات وتوترات مع معظم الدول التي ستحضر المؤتمر.

في المحصلة، فإن إسرائيل تتجه بسياساتها الخرقاء نحو عزل نفسها أكثر فأكثر على المستوى الدولي، بحيث لا يكون بمقدور الرئيس الأميركي المقبل ترامب إنقاذها من هذه العزلة. وبكلام واضح فإن نتنياهو يراهن على ترامب الذي صدر عن أحد مستشاريه ما يفيد بأنه سيقوم بإصدار مراسيم تلغي الكثير من القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس أوباما خلال سنواتها الثماني.

تستطيع إسرائيل الاعتماد على ترامب وإدارته ومستشاريه لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بالنسبة لسياسات الولايات المتحدة، بل ويمكنها أن تراهن على تعميق الانحياز الأميركي لإسرائيل، واتخاذ المزيد من القرارات ضد الحقوق الفلسطينية، لكن هذا لن يبدل المزاج الدولي الذي تشكل خلال العقود السابقة.

إذا كان هذا هو رهان إسرائيل وهو رهان تدميري لأنه يؤدي إلى عزلها دولياً، والتسريع بتعميق عنصريتها ولا ديمقراطيتها، فإن الفلسطينيين موضوعياً يراهنون على أن سياسة ترامب الأكثر انحيازاً لإسرائيل من شأنها أن تخلي الساحة الدولية لتعظيم التحولات الجارية لصالح القضية الفلسطينية.

بعض الإسرائيليين أشاروا عن حق الى أن ما طرحه كيري يجعله صهيونياً بامتياز، وأنه من موقع الحرص على إسرائيل يسعى لحمايتها من نفسها، لكن الأغلبية الحاكمة والمتحكمة بالسياسة الإسرائيلية تتهمه زوراً بالانحياز للفلسطينيين ومعادة إسرائيل التي تصر على رفضها لرؤية الدولتين وتعمل على برنامج دولة غزة.

المشكلة هنا فلسطينية بالدرجة الأولى، ذلك أن السياسات الفلسطينية المتناقضة والمنقسمة على نفسها، ما تزال تراوح عند حدود الشعارات فيما يتعلق بوحدة الجغرافيا والنظام السياسي الفلسطيني. الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تحدث مؤخراً عن الفيدرالية، الأمر الذي ينطوي على خطورة بالنظر لأن إسرائيل هي صاحبة اليد الطولى والأطوال في صياغة الوضع الفلسطيني.

لا يكفي التأكيد على أن هذه الفكرة لم تطرح أو تناقش من قبل الهيئات القيادية لـ»حماس»، كما لا يكفي مواصلة التأكيد على أنه لا دولة في غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة، فالسلوك الفلسطيني عموماً يسهّل على إسرائيل مواصلة العمل لإنجاح برنامج وهدف دولة غزة.

إن من يضع ما هو معلن من إجراءات فلسطينية خلال الأشهر القليلة المقبلة، إن من يضع هذه الإجراءات في مختبر التحليل الموضوعي يستنتج أن اتجاهات الفعل الفلسطيني الداخلي تتجه نحو تعميق الانقسام وإبعاد الأمل في إمكانية التخلص منه واستعادة الوحدة.

السياسة الإسرائيلية تشكل خطراً على الحقوق الفلسطينية على المدى المنظور، إنما هذا هو جوهر الصراع الذي لا يمكن تغييره إلا بمواصلة النضال، لكن خطر الانقسام وتفاقم حالة الصراع الداخلي تشكل الخطر الأكبر طالما أنها وعلى المدى المنظور أيضاً تشكل عائقاً أمام النضال ضد الاحتلال.

وبصراحة يحتاج الفلسطينيون إلى ثورة على الذات نحو إعادة ترتيب الوضع الفلسطيني برمته وفق استراتيجية وطنية جديدة ومختلفة لمواجهة التحديات التي تطرحها وتنجح في فرضها السياسات الإسرائيلية. إن التاريخ لن يعفي كل طرف فلسطيني والأرجح كل الأطراف الفاعلة من المسؤولية عن انحطاط الوضع الفلسطيني وعن تجاهل هذه الأطراف عن تلبية استحقاقات مرحلة تتسم بالتصدي والصمود وتحتاج إلى الوحدة أكثر مما تحتاج إلى أي شيء آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو تلبية استحقاقات مرحلة التصدي والصمود نحو تلبية استحقاقات مرحلة التصدي والصمود



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday