آكلك من أين يا بطّة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

آكلك من أين يا بطّة .. ؟!

 فلسطين اليوم -

آكلك من أين يا بطّة

بقلم : طلال عوكل

جولة للمنطقة يبدو أنها ستكون حاسمة، التي سيقوم بها قريباً كل من جاريد كوشنير وجيسون غرنيبلات. المبعوثان الأميركيان سيصلان إلى إسرائيل، ومصر والسعودية، ودول عربية أخرى لبحث موعد إعلان «صفقة القرن» والوضع المتأزّم في قطاع غزة. الربط بين الوضع المتأزّم في قطاع غزة، وبين «صفقة القرن»، ليس عبثياً، ذلك أن غزة، تشكل أحد أهم فصول ومفاصل الصفقة المشؤومة، وعملياً فإن الولايات المتحدة قد بدأت منذ وقت في تنفيذ أهم مفاصل وعناوين الصفقة، ما يجعل إعلانها من عدمه، أمراً لا قيمة له.

الحديث بين الحين والآخر عن تعديلات على «صفقة القرن»، هو أمر نافل، ولا ينبغي أن يغري أحداً، بإمكانية التعامل معها. لا مجال لأية مواقف أو سياسات تخرج عن اطار المواقف والسياسات التي قررتها القيادة الفلسطينية وأكدتها أكثر من مرة، وحظيت بتوافق فلسطيني شامل طالما أن هذه الصفقة بدأت بمصادرة حق الفلسطينيين في القدس، وحق العودة، واعتبار الاستيطان شرعياً.
لقد اختارت الولايات المتحدة، تبني السياسة الإسرائيلية، حتى لو أن ذلك، سيؤدي إلى عزلتها، وخروجها عن موجبات، القانون الدولي، ويجعل دورها في الأمم المتحدة، يهدد بمكانة ودور هذه المؤسسة الدولية.

لا بأس أن بدأ الفلسطينيون، صراعهم من جديد لمواجهة كل المشروع الصهيوني الاستعماري، ومن يقف وراء هذا المشروع حتى لو كانت قوة عظمى بمستوى الولايات المتحدة.

كوشنير وغرينبلات، لا يعودان إلى المنطقة في هذه الجولة الواسعة، للبحث في تعديلات ترضي الفلسطينيين وتخفف عن العرب بعض الحرج، وإنما للبدء عربياً بتنفيذ كل دولة ما يترتب عليها القيام به، والأرجح أن تظهر المؤشرات الأولية في قطاع غزة.

بعد كل ما تعرضت وتتعرض له السلطة الفلسطينية والمؤسسات الوطنية من ضغوط عربية، كانعكاس لضغوط دولية، لا تغطيها كل البيانات والتصريحات الكاذبة، تعرض الأردن لمثل هذه الضغوط، من أجل تغيير موقفه من «صفقة القرن».

قد يغيب عن بال الكثيرين أن الموقف من «صفقة القرن»، يرقى الى مستوى الموقف المصيري ليس بالنسبة للفلسطينيين فقط وإنما، أيضاً، بالنسبة للأردن والأردنيين. نقصد أن الأردن مستهدف بعد استهداف الصفقة للقضية الفلسطينية، فيما لا خوف على القضية الفلسطينية، التي سيقطع التاريخ الحكم بشأنها طالما أن الشعب الفلسطيني موجود بقوة على الخارطة، وطالما أن إسرائيل تتكفل بمصيرها من خلال انهيار منظومتها الأخلاقية نحو العنصرية والأبارتهايد.
من الواضح أن مصير القضية الفلسطينية وإسرائيل مرتبط بجملة من العوامل من بينها، مدى قدرة الولايات المتحدة على تحمُّل أعباء نظام عنصري يرفض المجتمع الدولي بصورة متزايدة، التعاطي معه، وتحمُّل شبهة دعم مثل هذا النظام.
الولايات المتحدة، في ظل إدارة الرئيس ترامب، تتدهور مكانتها ويتراجع دورها على الصعيد الدولي، في ظل سياستها الانعزالية، وتتحول رغم قوتها إلى دولة مارقة وخارجة عن القانون.
لم يكن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق الخمسة زائد واحد مع إيران، هو المحطة الوحيدة، التي تدفع علاقاتها مع حلفائها إلى مستويات متقدمة من التوتر، فهي قد انسحبت من البيان الذي صدر عن اجتماع السبعة الكبار الذي انعقد مؤخراً في كندا، ودخلت مع حكومتها في مواجهة، وصلت مرحلة التهديد بعقوبات وعقوبات مضادة.
أما مع الاتحاد الأوروبي، فقد بلغ الأمر أن دول الاتحاد باتت مستعدة لدعم الاقتصاد الإيراني في مواجهة العقوبات الأميركية، وأعربت عن حاجتها لأن تقرر مصيرها بنفسها في ظل سياسة ترامب التي تهدد وحدة أوروبا. ثمة ارتفاع مطرد في لهجة التحدي من قبل دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً ألمانيا وفرنسا، للولايات المتحدة.

إذا كان هذا هو حال السياسة الأميركية مع حلفائها التاريخيين، فهل يعتقد العرب، أن بإمكانهم أن يؤسسوا صداقات أو تحالفات تضمن مصالحهم مع الولايات المتحدة، أم أنهم سيكونون عبيداً، ويتحملون دون مقابل، دفع نفقات السياسة الأميركية الإسرائيلية التي تتغّول على بلدانهم ومصالحهم.

وكما هو مؤسف أن تتذيل سياسات بعض العرب، للسياسات الأميركية الإسرائيلية، التي تهدد حقوقهم ومصالحهم القومية، فإنه مؤسف، أيضاً، أن يبقى حال الفلسطينيين، على ما هو عليه من انقسام وضعف واستنزاف لطاقاتهم. إن بقاء هذا الانقسام، وهذا الصراع بين الفلسطينيين، لا يخالف أبسط قواعد المنطقة فقط، التي ترفع التحدي إلى مستويات متقدمة، لا تدانيها الممارسات على أرض الواقع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آكلك من أين يا بطّة  آكلك من أين يا بطّة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday