نحن وإسرائيل وداعش
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحن وإسرائيل وداعش

 فلسطين اليوم -

نحن وإسرائيل وداعش

بقلم :طلال عوكل

لم يكد آلاف الفلسطينيين في غزة، يتأكدون من صدقية ورسمية الخبر الذي نقلته وسائل الإعلام بشأن فتح معبر رفح لأربعة أيام، حتى أصيبوا بخيبة أمل، حين عادت الوسائل ذاتها لتبث خبر التراجع عن فتحه لأسباب أمنية. الأسباب التي دعت السلطات المصرية للتراجع عن قرار فتح المعبر، لم تكن ذرائعية، أو من باب رفع العتب، أو حتى لأسباب فنية أو تتعلق بالفلسطينيين. هي ليست المرة الأولى التي تُقدِم فيه، الجماعات الإرهابية الناشطة في سيناء، على عمليات إجرامية بهدف تعطيل فتح المعبر. ومع أن تلك الجماعات لا تتوقف عن ارتكاب جرائمها بحق الجيش المصري ومؤسسات الدولة، إلاّ أن هذه الجماعات تتقصّد القيام بعمليات بشعة وكبيرة في توقيتات تتصل بمعبر رفح، الأمر الذي يعني أنها تستهدف تخريب العلاقات الفلسطينية المصرية، والمساهمة الفعالة في تعميق الأزمات الإنسانية التي تضرب مئات آلاف الفلسطينيين المحتاجين للسفر ذهاباً وإياباً إلى غزة.

آلاف الطلاب، لا يستطيعون الالتحاق بجامعاتهم، وآلاف الحالات المرضية الصعبة، لا يستطيعون الوصول إلى المشافي المصرية، فضلاً عن عشرات آلاف الفلسطينيين الذين تتضرر مصالحهم الاقتصادية أو الاجتماعية بسبب إغلاق المعبر. لا يبرر التوتر في العلاقة بين حماس وهذه الجماعات، بأن تقوم بما تقوم به لضرب مصالح واحتياجات الناس المحاصرين في القطاع. يسقط هذا المبرر تماماً بعد إعلان اتفاق المصالحة في القاهرة، الذي يقضي بعودة غزة إلى حضن الشرعية الفلسطينية، ما يعني أن الهدف يتجاوز الانتقام من حماس التي تحولت إلى عدو لهم، ونحو خدمة الأهداف والمخططات الإسرائيلية والنيل من صمود الفلسطينيين.

 في المطالعات الكثيرة، التي تجري في وسائل الإعلام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ذهب الكثيرون مع قليل من الأدلة إلى أن تنظيم الدولة هو في الأساس، من إنتاج المخابرات الأميركية والإسرائيلية التي تذرّعت بإرهاب تنظيم الدولة لتنفيذ مخططاتها التقسيمية للجغرافيا السياسية في المنطقة، وإعادة صياغتها على أسس طائفية وعرقية ودينية.
لا يرى الناس الله بعيونهم ولكنهم يدركونه بعقولهم، فإذا وضعنا ما يقوم به تنظيم الدولة على المشرحة، فإن العقل يصل إلى نتيجة بأن الأهداف القريبة والبعيدة لهذا التنظيم، الأداة تصب في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل. نعم الشعوب العربية تعاني أشد المعاناة، من سياسات الأنظمة العربية المتخلفة والاستبدادية، وهي بحاجة إلى التغيير، ومستعدة لدفع ثمن الانتقال إلى عالم الحداثة والعصرنة. غير أن هذا الميل نحو التحرر الاجتماعي، والحداثة، لا يلتقي البتة بل يتناقض تناقضاً صارخاً مع المضامين السلفية التي تدعي داعش، أنها تحاول تحقيقها. تعرف داعش ومن يقف وراء داعش، بأن هذا الزمان ليس زمان الدولة الدينية.
فلقد تجاوزت حركة التاريخ مكانة الدين في السياسة، والآن المجتمعات التي انتقلت من حقب الظلام والظلم إلى حقب الحداثة والتطور ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه إلاّ بعد فصل الدين عن الدولة، والفصل بين الدين والسياسة. السؤال الذي لا يُحيِّر أحداً، إذا فكر بموضوعية وتجرد هو: لماذا ينجح تنظيم الدولة في تخريب المجتمعات العربية، واختراق الحصون الأمنية لعديد الدول الأوروبية، وغير الأوروبية، ويمتنع عن الاقتراب من إسرائيل؟ لا يكتفي تنظيم الدولة بتخريب سورية والعراق، وليبيا، واليمن، وتونس، ويحاول تخريب دول عربية أخرى في المشرق والمغرب، ولا يحاول القيام بأي عمل ضد إسرائيل أو ضد مصالحها في العالم. لمن لا يعرف فلقد بدأ نشاط داعش يظهر في جنوب شرق آسيا، في الفلبين، والصين، ولكنه لا يقترب من دول مثل السودان. إسرائيل فتحت مشافيها للجرحى من تنظيم الدولة الذين يصابون في سورية، وهو أمر لا تتكتم عليه وسائل الإعلام، ولا يضيرها أن يقترب مقاتلو داعش من الجولان لكنها تبادر بالقصف والاغتيال، لمنع أي قوات تابعة للنظام السوري أو حلفائه من الاقتراب من الجولان؟
النشاطات التخريبية التي يقوم بها تنظيم الدولة في سيناء لإبقاء معبر رفح مغلقاً أمام الفلسطينيين، تؤكد بالملموس مدى الترابط الشديد والتداخل بين الأمن القومي المصري، والأمن القومي الفلسطيني.

ويعني ذلك، أيضاً، أن الفلسطينيين بكافة أطيافهم السياسية معنيون بمقاومة وملاحقة هذا الارهاب. ثمة عدد من الفلسطينيين وأكثرهم من قطاع غزة، قتلوا في صفوف داعش في سورية، وفي مصر، وفي المواجهات الأخيرة في سيناء التي تسببت في إغلاق المعبر كان من بين الضحايا اثنان تم التعرف على هويتيهما من سكان قطاع غزة.

لا شك أن وجود فلسطينيين مهما كان عددهم في صفوف داعش، ويقاتلون خارج الأراضي المحتلة، إنما يشكل ظاهرة تستحق التوقف عندها من قبل الفصائل الفلسطينية، خصوصاً من حركة حماس التي كانت ولا تزال تسيطر على قطاع غزة، وبعض هؤلاء خرجوا من صفوف الحركة. إن الحرب على الارهاب بالنسبة لكل الفلسطينيين هي حرب على من يقف وراء هذه الجماعات الارهابية، وهي تأكيد على عدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال.

استناداً إلى ما تنص عليه الشرائع الدولية لا بد أن يجتهد الفلسطينيون في تمييز كفاحهم العادل ضد الاحتلال ومن أجل نيل حقوقهم وحريتهم عما تقوم به الجماعات الارهابية التي تتستر بالدين لخدمة المخططات الاحتلالية والتقسيمية. وفي ظل المصالحة الفلسطينية التي تلبي المصالح الوطنية العليا الفلسطينية بقدر ما انها تسدد ضربة، للمصالح والاستراتيجيات الإسرائيلية، فإن على كل القوى الفلسطينية أن تتصدى لهذه الظاهرة، في مهدها، ذلك أن إسرائيل ستتعمد تفعيل أدواتها التخريبية، لإفشال المصالحة واستعادة الوحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن وإسرائيل وداعش نحن وإسرائيل وداعش



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday