هذا ما نختلف عليه
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هذا ما نختلف عليه

 فلسطين اليوم -

هذا ما نختلف عليه

بقلم :طلال عوكل

انعقاد المجلس الوطني قد أصبح حقيقة واقعة، لم تعد مبررة الأصوات التي تدعو إلى تأجيله، حتى لو كانت الدوافع والأهداف مخلصة.

هذه هي المرة الأولى منذ ثلاثة عقود، ينعقد فيها المجلس، ويذكرنا بآليات انعقاده قبل توقيع اتفاقيات أوسلو، ولكن في ظل مناخات فلسطينية مختلفة، لا تشبهها ظروف انعقاد الدورة السابعة عشرة في عمان العام 1985، حيث وقع خلاف بين فصائل المنظمة أدى إلى مقاطعة بعضها لجلسات ذلك المجلس.
لا يختلف اثنان على أهمية انعقاد المجلس الوطني، وفق آليات الزمن الجميل، ولا نظن أن المنظمة مهددة إزاء كونها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ولأن كل محاولات تجاوزها، وطرح بدائل عنها باءت بفشل ذريع.

لن نصدق أن حركة حماس، التي وقفت وراء مؤتمر اسطنبول، وتقف وراء مؤتمرات شعبية سواء في غزة أو في مكان آخر، لن نصدق أنها لا تزال يحدوها الأمل بالنجاح في أن تشكل إطاراً بديلاً أو موازياً للمنظمة وفي كل الأحيان فإن مثل هذه المحاولات مرفوضة وطنياً.

وربما كان علينا أن نشير إلى أن حركة حماس تسعى من خلال رؤيتها للمصالحة، لأن تدخل في شراكة وطنية تعترف بوزنها في الحركة الوطنية، وعبر منظمة التحرير الفلسطينية.

لا يعني ذلك أن موقف حماس من المصالحة لا ينطوي على عوار، حيث يفترض بها أن تسلم الحكومة كامل المسؤوليات في قطاع غزة، حتى تبدأ رحلة بناء الشراكات الفلسطينية عبر صناديق الاقتراع سواء بالنسبة للسلطة أو بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ولا يختلف اثنان على أهمية انعقاد المجلس الوطني سواء لتجديد الشرعية أو لتجديد شباب القيادة أو من أجل وضع استراتيجية وطنية في مواجهة تحديات المرحلة الراهنة التي تنطوي على مخاطر جمة.
غير أن الموافقة على ضرورة انعقاد المجلس الوطني، ينبغي أن تترافق مع الحاجة، لأن يكون ذلك، تتويجاً للوحدة الوطنية، وبعد إنهاء الانقسام الذي يضرب في العمق، قدرة الفلسطينيين على المواجهة وتعظيم الاشتباك مع الاحتلال والمخططات الأميركية الإسرائيلية.
محزن أن يكون المشهد الفلسطيني العام، على النحو الذي هو عليه عشية انعقاد المجلس إذ يبدو أن الانقسام يتوالد، ويفرخ المزيد من الانقسامات، وبما يؤدي إلى تسميم المناخ الوطني.

طافحة مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، بالرسائل والمواقف المؤيدة والمعارضة، وبلغة غير محترمة، لا تليق بشعب فلسطين وفصائله المناضلة. أوروبا، أميركا، القارات الأخرى، تضجّ بالمواقف والرسائل المتعارضة، وبلغة تعبر عن انحطاط أدب الحوار.

المشكلة كبيرة حين تبادر قيادات سياسية كبيرة وفاعلة في استخدام أسوأ المفردات، وتبادل أسوأ الاتهامات بالخيانة أو التفريط، أو التآمر على المنظمة، أو الانحياز لخيارات أخرى غير الخيار الفلسطيني، أو خيار منظمة التحرير.

ومؤسف أكثر إزاء لغة الاستهتار بفصائل أخرى شريكة تاريخياً في منظمة التحرير، فيكون عليها أن تشرب من ماء بحر غزة الملوّث، إن هي لم توافق على حضور المجلس.
عائلة أحد القامات تبرّأت من ابنها، لأنه اتخذ موقفاً علنياً يعتبر حراك غزة، مقامرة، وحماس تعلن عن نتائج التحقيق في المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الحكومة ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية.
الأمن الداخلي لحماس، وصل إلى استنتاجاته التي تفيد بأن الجماعة التي تقف وراء محاولة الاغتيال لموكب رئيس الحكومة، وللواء توفيق أبو نعيم، هي نفس الجماعة، وان مرجعيتها المخابرات الفلسطينية، ولكن الإعلان جاء في سياق الردّ على انعقاد المجلس الوطني.
هذا يعني أن كل طرف يجرد كل ما لديه من عنف لفظي لتسويد صورة الطرف الآخر. وهذا الذي يجري، يضيف إلى العقبات التي تعترض المصالحة عقبات جديدة.

الفلسطينيون يأكلون بعضهم بعضاً، ويساهمون عن قصد أو غير قصد في تعميق آلام وأزمات الشعب الفلسطيني، ويقوضون قدرتهم على المجابهة، فأي فصائل وأي قيادات هذه؟

المجلس الوطني ينعقد، ولسان الحال يقول، إن السفينة سائرة في طريقها، وإن من يرغب في الالتحاق، فيمكنه ذلك استناداً إلى ما تم من وقائع، ومن لا يرغب فإن عليه أن ينتظر ما شاء وما استطاع الانتظار.

والسؤال هو: أليس ما يجري على الساحة الفلسطينية هذه الأيام، يقدم خدمة جليلة للاحتلال الذي يسعى لمصادرة الحقوق، وفصل غزة، وإقامة كيان فلسطيني عليها؟

ما الذي سيجري بعد انعقاد المجلس الوطني، الذي بالتأكيد سيؤكد التمسك بالثوابت الفلسطينية، وربما يعيد صياغة ما تم اتخاذه من قرارات في المجلس المركزي؟

هل سيشكل ذلك ضغطاً على حركة حماس بالتوازي مع الإجراءات التي تم اتخاذها، ويمكن اتخاذ غيرها من إجراءات، حتى تخضع وتسلم بما تدعو إليه حكومة الوفاق؟

كثير من الشك ينتابنا، إزاء إمكانية خضوع حركة حماس إلى الحد الذي تطالب به الحكومة، خصوصاً في ضوء الاهتمامات والتدخلات الدولية تجاه الأزمة الإنسانية التي تضرب في عمق المجتمع في قطاع غزة، والتداعيات المرتقبة للحراك الشعبي السلمي تحت عنوان مسيرة العودة الكبرى.
هي إذاً عودة إلى المحاصصة، وتقاسم السلطة، والتوغل في اتجاه تعميق الانفصال، وكي وعي المجتمع الفلسطيني حتى يقبل مغلوباً على أمره، ما يحاك من مخططات للفلسطينيين.

لهذا كان لا بد من التمهل، والإعداد جيداً لعقد المجلس الوطني الفلسطيني حتى تأتي مخرجاته، بحجم التحديات التي تواجه الفلسطينيين، ويحذر كل الفلسطينيين من خطورتها، والتأكيد على أهمية الوحدة كضرورة وطنية ملحة.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا ما نختلف عليه هذا ما نختلف عليه



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday