من يكفكف دموع الأرض
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

من يكفكف دموع الأرض؟

 فلسطين اليوم -

من يكفكف دموع الأرض

بقلم - طلال عوكل

كان يوم الثلاثين من آذار العام ١٩٧٦، يوماً متميزاً في مسار النضال الفلسطيني من اجل حماية الارض، التي يدور حولها الصراع، وتشكل جوهره.

الرسالة كانت بليغة ومن طبيعة استراتيجية، جعلت من ذلك اليوم، مناسبة وطنية، مهمة، فرضت نفسها على اجندة طافحة بالمناسبات والايام الاليمة، والطافحة ايضا بأيام نضال متميزة.

ان تخرج جماهير الجليل والمثلث، اي في اراضي ١٩٤٨، دفاعاً عن الارض وهويتها، وان تعمد الرواية الفلسطينية بدماء ستة شهداء، وعدد من الجرحى، فإن ذلك يشكل تأصيلا للصراع بما انه صراع وجودي وليس حدوديا.

هو صراع على كل أرض فلسطين التاريخية وليس على جزء منها، وهو صراع جذري شامل، سواء تحقق او لم يتحقق السلام على اساس رؤية الدولتين، هو يوم يتوحد فيه كل الفلسطينيين بكل فئاتهم المجتمعية، واطيافهم السياسية، ولذلك فإنه ايضا يوم لتأكيد وحدة الشعب كل الشعب الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده داخل وخارج ارض فلسطين التاريخية.
قبلت منظمة التحرير الفلسطينية ان تخوض مساومة تاريخية تحقق للفلسطييين جزءاً من حقوقهم التاريخية، على ٢٢٪ من ارض فلسطين لكن اطماع الحركة الصهيونية، تصر على رفض مثل هذه المساومة المجحفة بحق الشعب الفلسطيني، وتصر على مصادرة كل ارض الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية.

ليس الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية من يدفع الصراع من صراع على الحدود إلى صراع على الوجود، وانما هي اسرائيل التي تفعل ذلك، فلا تبقي للفلسطينيين من خيار سوى الذهاب إلى خوض هذا الصراع. في الحقيقة، فإنني اجزم انه لا يوجد فلسطيني واحد، لا تغمره قناعة عميقة راسخة، وايمان لا يتزعزع، بأنه صاحب هذه الارض بلا منازع أو شريك، ولا اشك ابداً بأن تحقيق رؤية الدولتين، وهو امر ترفضه اسرائيل، يمكن ان ينهي الصراع، أو يغير من ايمان الفلسطيني بحقه على كل ارض فلسطين التاريخية.

يلفت النظر ان الاهتمام الفلسطيني الوطني الجماعي العام، لم يعد بمستوى الاهمية التي تنطوي عليها هذه المناسبة الوطنية المتميزة، تماما مثلما هي الحال ازاء الكثير من المناسبات والنكبات، التي تطفح بها ايام السنة قبل الانقسام الفلسطيني، كان الفلسطينيون كل الفلسطينيين يخرجون الى الشوارع بمئات الآلاف، موحدين خلف شعارات موحدة، تصدر عنها رسائل مهمة لكل من له علاقة بملف الصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي.

الانقسام اليوم، الذي يخلق حالة من الخوف والحذر، لدى الاطراف المسيطرة في غزة والضفة، جعل احياء مثل هذه المناسبات، في حدود دنيا تطغى عليها اجتماعات شكلية وخطابات لا تترك اثرا على وسائل الاعلام، لأنها تفتقد الى الخبر المهم، وتفتقد الى المصداقية كونها تميل الى المجاملات والنفاق السياسي.

الصورة التي يقدمها الفلسطيني في هذه المناسبة، مشوشة جداً، فعدا ضعفها، وتمزق القائمين عليها، فإنها لا تزال تزخر بخطاب سياسي محكوم للغة سياسة هابطة، مليئة بالاتهامات المتبادلة، ربما كان على الفلسطينيين المنقسمين على انفسهم ان يلاحظوا الفارق في التعامل مع معاني وابعاد هذه المناسبة، بين ما تقوم به دولة الاحتلال، وبين ما تقوم به الفصائل الفلسطينية.

في يوم الارض، هذا العام، اجتمع المجلس الوزاري الامني الاسرائيلي ليصدر قرارا باقامة مستوطنة جديدة، لمستوطني عامونا الذين تم اجلاؤهم بقرار قضائي اسرائيلي، مستوطنة عامونا كانت مستوطنة عشوائية، اما قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي فإنه يمنحهم مستوطنة «شرعية» وفق معايير دولة الاحتلال.

يدعي الاحتلال ان «المستوطنة الجديدة» هي فقط التي ستقام على اراضي الضفة الغربية منذ العام ١٩٩٩، ما يعني انها وفق المنطق الاسرائيلي ينبغي ان تضاف الى الكتل الاستيطانية الكبرى، التي يفترض أن تخرج من حسابات شروط استئناف المفاوضات.

الادارة الاميركية التي يتسم موقفها بالانحياز لاسرائيل، فلا ترى في الاستيطان عقبة امام تحقيق السلام، وقعت في تناقض ازاء الاعلان الاسرائيلي، تعبر الادارة عن قلقها ولكنها تجد لاسرائيل مبررا وذريعة حيث ان قرار اقامة «مستوطنة جديدة»، هو تلبية لوعد سابق قطعه نتنياهو على نفسه امام مستوطني عامونا، ويبدو أن ادارة الرئيس دونالد ترامب على علم مسبق بما اقره المجلس الوزاري الاسرائيلي، وان تلك الادارة مستعدة لتبرير وتغطية السلوك الاسرائيلي، الذي يضع المزيد من الشروط والعقبات امام امكانية نجاح الادارة الاميركية في تحقيق هدف استئناف المفاوضات.

القرار الاسرائيلي في ذلك اليوم تحديدا ينطوي على وسائل عديدة تفترض ردوداً قوية من قبل الفلسطينيين والعرب.

ان يصدر قرار اقامة مستوطنة جديدة في يوم الارض، فإن ذلك يشكل تحديا لأهل الارض الاصليين، ويمتحن استعدادهم وقدرتهم على حماية ارضهم وروايتهم التاريخية، لكنه فوق هذا يشير إلى الطبيعة الجذرية والاستراتيجية للصراع بما انه صراع على كل الارض، صراع وجود وليس صراع حدود.

اسرائيل تريد من خلال تلك الرسالة، أن تتحدى العرب الذين انهوا قمتهم قبل يوم واحد من القرار الاسرائيلي، تماما كما فعل شارون في اليوم التالي لقمة بيروت العام ٢٠٠٢، التي اقرت مبادرة السلام العربية.

كان رد شارون كما رد نتنياهو عمليا، حيث جرد «حملة السور الواقي»، واعاد احتلال الضفة الغربية وذلك رداً على المبادرة العربية.

ورسالة حكومة المستوطنين التي يقودها بنيامين نتنياهو هي رد عملي على قرار مجلس الامن الدولي ٢٣٣٤، بما يعني ان اسرائيل لن تمتثل لأي قرارات دولية تتعلق بالحقوق الفلسطينية، اسرائيل تفعل ذلك وظهرها الى الحائط الاميركي، الذي يوفر لها الحماية، ويمنع المؤسسات الدولية من ان تواصل «تقريع» اسرائيل كما تقول مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة.

والسلوك الاسرائيلي اخيراً، يعبر عن رؤية اسرائيل العملية ازاء التحرك الاميركي، لاحياء المفاوضات وعملية السلام، ما يعني انها ستواصل فرض شروطها، ومنطقها للحل، وان مسألة استئناف المفاوضات ينبغي أن ترتكز فقط على ما ينبغي على الفلسطينيين أن يقدموه من تنازلات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يكفكف دموع الأرض من يكفكف دموع الأرض



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday