في الطريق إلى المصالحة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

في الطريق إلى المصالحة ...

 فلسطين اليوم -

في الطريق إلى المصالحة

بقلم :طلال عوكل

حرب باردة تدور رحاها على المستوى الدولي بين دولة فلسطين تحت الاحتلال والدولة الاسرائيلية. هي حرب ربما اكثر صعوبة وجدوى من الحروب التقليدية المسلحة، رغم ما في الاخيرة من ضحايا ودمار وخسائر باهظة.

هذا ما ينبغي ان يدركه الفلسطينيون في اطار فهم وتحديد اولويات اشكال النضال دون ان يتخلوا عن اي شكل منها خصوصا وان مواثيق الامم المتحدة تجيز للشعب المحتل ان يستخدم كل اشكال النضال للتخلص من الاحتلال.

لا اقصد من ذلك، ان على الفلسطينيين ان يدفنوا تحت التراب اسلحتهم وقدراتهم القتالية، بمناسبة الحديث عن المصالحة وشروطها، فالمقاومة الموجودة في ظروف قطاع غزة المعروفة والمختلفة عنها في الضفة الغربية هي ذخر لا ينبغي التفريط به بقدر ما ان المطلوب التفاهم بشأن فعاليته.

في كل الاحوال، فإن المصالحة اذا تمت على اسس مقبولة للجميع، فإن قرار المقاومة كما قرار المساومة والكفاح الشعبي، سيكون بيد قيادة وطنية وبشروط تمنع استخدامها بل تحرم استخدامها في العلاقات الداخلية الفلسطينية.

لا بد من الاعتراف بأن النضال السياسي والقانوني والدبلوماسي حقق في السنوات الاخيرة انجازات مهمة، تندرج في سياق عملية التراكم المطلوبة لعزل اسرائيل دوليا ومحاكمتها واخضاعها للمحاسبة، لا يجوز بأي حال الا للجهلة، التقليل من الانجازات التي تحققت سواء بالاعتراف بدولة فلسطين عضوا مراقبا، ورفع العلم الفلسطيني بين اعلام الامم او ما تحقق في اليونسكو، ومنظمة حقوق الانسان ومنظمة الشرطة الدولية «الانتربول»، فضلا عن قرار مجلس الامن الدولي رقم ٢٣٣٤، الخاص بالاستيطان وعلى مستوى النضال الشعبي السلمي، لا يمكن تجاهل الانتصار الذي تحقق في معركة المسجد الاقصى، والتي كانت معركة وطنية بامتياز.

فليتصور الفلسطينيون حجم ونوع الانجازات التي كان يمكن تحقيقها وتلك التي يمكن تحقيقها في حال كانوا موحدين على قلب رجل واحد، يديرون خلافاتهم وتناقضاتهم في اطار الانضباط العام للقرار الوطني من خلال المؤسسة الوطنية الواحدة والموحدة.

في كل مرة يحقق فيها الفلسطينيون انجازا تتوسع دائرة الدول والمجتمعات التي تتفهم منطق العدل والحق، وتزداد نسبة المصوتين على القرارات رغم كل ما تقوم به اسرائيل والولايات المتحدة من مقاومة وتمارسه من ضغوط على الدول، اكثر من مرة هددت الولايات المتحدة بالانسحاب او الامتناع عن دفع مساهمتها في موازنات بعض المؤسسات الدولية لكنها فشلت في ان تحمي اسرائيل من العدالة الدولية.

 في هذه الفترة تبدو اسرائيل مرتبكة الى حد كبير، فهي تراقب بغضب سير الحوارات الفلسطينية من اجل تحقيق المصالحة، والاطاحة بالانجاز الاستراتيجي الذي حققته اسرائيل من خلال الانقسام الفلسطيني الذي دام لاكثر من عشر سنوات ووفر لها ذخيرة قوية استخدمتها للتغطية على مشاريعها ومخططاتها الاستيطانية والتهويدية، وقدمت لها الذرائع لتبرير انقلابها على عملية السلام.

في اوقات سابقة، كانت اسرائيل جاهزة لتعطيل المصالحة في بداياتها للاحتفاظ بواقع الانقسام، كما فعلت في تموز ٢٠١٤، حين خاضت حرباً ضد قطاع غزة، كان من بين اهدافها، تعطيل اتفاق الشاطئ الذي انتهى بحل حكومة حماس وتشكيل حكومة الوفاق الوطني.

في هذه المرة الامور ستكون اكثر صعوبة، ذلك ان اسرائيل وحدها تغرد خارج سرب المجتمع الدولي بما في ذلك حليفتها الولايات المتحدة واوروبا والامم المتحدة، حيث يشكل الاجماع الدولي حول ضرورة انجاز المصالحة كابحا لنوايا اسرائيل العدوانية.

لولا هذا الاجماع الدولي والاقليمي على دعم المصالحة، لكان الظرف مناسبا لاسرائيل كي تشن عدوانا كبيرا اخر على قطاع غزة بدعوى محاربة الارهاب، خاصة وان حبل التحقيق يلتف حول رقبة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لقد تعودت اسرائيل على التهرب من ازماتها الداخلية عبر تصدير العدوان وخلط الاوراق، واحيانا عبر الذهاب الى انتخابات مبكرة لكن لا هذه ولا تلك تتوفر لها ذرائع كافية، ما سيفاقم من ازمة رئيس الحكومة وائتلافه، اليميني المتطرف.

الآن تستعد اسرائيل لخوض معارك على جبهة الوضع الدولي ومؤسسات الامم المتحدة، تساندها في ذلك، الادارة الاميركية احيانا وفي احيان اخرى الكونغرس، تحت تأثير اللوبي الصهيوني الاميركي.

تحضر اسرائيل نفسها لخوض معركة ضد اليونسكو، ولكن على الارض اذ تواصل اقتحام المسجد الاقصى بمعدلات يومية، وبأعداد اكبر وبحماية الشرطة، فضلا عن متابعة الحفريات تحت وحول المسجد الاقصى في محاولة لتغيير الواقع القائم بعكس قرارات اليونسكو، الشيء ذاته بوسائل اخرى لتغيير واقع المسجد الابراهيمي في الخليل، فبعد تقسيمه مكانيا وزمانيا تسعى لاخراجه من دائرة الاوقاف الفلسطينية من خلال تشكيل بلدية للمستوطنين التي اقامتها وسط المدينة، منظمة حقوق الانسان العالمية هي في المهداف الاسرائيلي والاميركي، اذ يسعى الطرفان لانهاء صلاحياتها او وجودها من الاساس، اذ تعتبرانها منظمة منحازة لصالح الفلسطينيين. الاونروا هي هدف ثالث لاسرائيل تسعى لاحالة ملفها وصلاحياتها الى الهيئة العليا لشؤون اللاجئين، عبر اتهامها بالارهاب، وتقليص صلاحياتها.

اما معركة المقاطعة المعروفة بالـ B.D.S، فهي مفتوحة على التوسع خصوصا بعد أن نجحت في اختراق المجتمع والمؤسسات الاميركية، وبعد أن جهزت الامم المتحدة قائمة سوداء تشمل مئة وخمسين مؤسسة وشركة اسرائيلية ودولية تعمل لصالح أو مع الاستيطان.

في الخلاصة فإن على الفلسطينيين ان ينتبهوا لأهمية هذه الاشكال النضالية وهم يحاولون اعادة صياغة أوضاعهم الداخلية وتحديد استراتيجياتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الطريق إلى المصالحة في الطريق إلى المصالحة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday