تساؤلات لها ما يبررها
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

تساؤلات لها ما يبررها ..؟

 فلسطين اليوم -

تساؤلات لها ما يبررها

بقلم: طلال عوكل

ثمة ما يبرر استمرار التساؤلات المتشككة والحائرة بشأن مصير الانتفاضة سواء جاءت هذه التساؤلات من الجانب الفلسطيني أو من الجانب الإسرائيلي. 

فبالرغم من مرور ما يقرب من ستة أشهر على اندلاعها ما يجعلها فعلياً تتجاوز الأهداف والتطلعات التكتيكية قصيرة المدى، إلاّ أن التساؤلات من الطرف الفلسطيني لها ما يوجبها.

لست ممن ينتقدون غياب الفصائل على نحو علني وطاغٍ عن النشاطات الانتفاضية، ولست أيضاً ممن ينتقدون غياب القيادة الوطنية الموحدة عن فعالياتها، ذلك أن مثل هذا الغياب او التغييب، ينطوي على مميزات حميدة لصالح الانتفاضة واستمرارها.

مثل هذا الغياب أو التغييب بالإضافة إلى غياب المشاركة الشعبية الواسعة والعارمة، هو مصدر التساؤلات من الجانب الفلسطيني، ويضيف اليها البعض، غياب الأهداف الواضحة والمحددة عن هذه الموجة الانتفاضية التي تواصل نشاطاتها بوتائر معقولة، رغم كل هذا الغياب.

لا شك أن هذا التغييب، ناجم عن وعي فصائلي لطبيعة المواجهة الجارية، ذلك أن ظهور أي دور علني وطاغٍ على النشاطات الانتفاضية، أو تبلور قيادة لها، كل ذلك سيشكل هدفاً محدداً لقوات الاحتلال ووسائله الاستخبارية، تركز عليه جهودها من أجل وأد الانتفاضة أو إلحاق الهزيمة بها، في حال نجحت قوات الاحتلال في الوصول إلى قيادتها. 

الانتفاضة بما هي عليه من فعاليات، تعكس في الجوهر طبيعة المواجهة مع الاحتلال، وتتميز بطابعها الوطني العام الذي يتجاوز حالة الانقسام والخلافات السياسية بين الفصائل، وتنحي جانباً كل عوامل التنافس السلبي. كما أنها تقدم رسالة واضحة، تشير إلى الانتقال فعلياً وواقعياً إلى مربع الصراع المفتوح والمديد. 

رسالة الانتفاضة وآليات فعلها ونشاطاتها، كأنها تقدم تقييماً لتجربة التعامل مع الاحتلال سواء من خلال برنامج المفاوضات السياسية، أو من خلال ما يعرف ببرنامج المقاومة. 
ينعكس ذلك في غياب الهدف المحدد بإقامة الدولة الفلسطينية، وهو هدف تجاوزته وقائع الصراع وفق المفهوم الذي يقدمه المجتمع الدولي وتتبناه القيادات الفلسطينية بل المجموع الفلسطيني الوطني.

وتقدم النشاطات الانتفاضية بديلاً عن برنامجين ووسائل تحقيقهما، فلا تعتمد الكفاح المسلح، أو برنامج المقاومة أسلوباً ولا تعتمد برنامج التسوية السياسية كذلك، وإنما تشق طريقها نحو إعطاء مفهوم جديد عميق للمقاومة الشعبية السلمية، الأمر الذي جعلها تتجنب الإدانات الدولية، والعزل، وفي الوقت ذاته، يمكنها من فضح طبيعة الاحتلال بما أنه احتلال إرهابي، عنصري إحلالي، يرفض الاعتراف بالحدّ الأدنى من الحقوق الفلسطينية.

الانتفاضة إذا مستمرة، لأنها ايضاً خارج إطار السيطرة الفصائلية ولأن إسرائيل تتكفل كل لحظة بصب المزيد من الزيت على نارها المتقدة، وتستفز المزيد من الفئات الشعبية المتضررة من جرائم الاحتلال.

التساؤلات على الصعيد الإسرائيلي لها ما يبررها هي الأخرى فلقد اعتمدت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برنامجاً متدرجاً، وتصعيدياً في مواجهة انتفاضة تعترف الدوائر الإسرائيلية بأنها ذات طابع فردي.

هذا الطابع الفردي أولاً، يلحق هزيمة متواصلة بالوسائل والأدوات الاستخبارية الإسرائيلية، التي لا تستطيع الوصول إلى نوايا، النشطاء الذين يصحون صباحاً وقد قرروا القيام بعمل ما، بالإضافة إلى أنه يربك المخططات الإسرائيلية، التي لم تعد تعرف كيف لها أن تنجح في محاصرة الانتفاضة تمهيداً للقضاء عليها أو الإمساك بأنويتها الصلبة. إسرائيل هي الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن دفع الأمور إلى مربع الصراع الواسع والمفتوح ذلك ان مفردات سلوكها المنهاجي، تشير إلى أنها تخوض معركة شاملة، ضد الأرض والإنسان الفلسطيني.

تواصل إسرائيل الاستيطان ومصادرة الأراضي وتواصل التهويد وتهديد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتواصل رفض المفاوضات، والعودة إلى عملية السلام، أو الالتزام بشروط اتفاقية أوسلو.

وإسرائيل تواصل سياسة القمع الواسع، والاقتحامات ونشر الحواجز المهينة، وتواصل الاعتقالات والاعدامات الميدانية، وهدم البيوت وتدمير الممتلكات، وها هي تناقش مشروع قانون يخول الجهات المختصة باعتماد الاعدام بحق نشطاء الانتفاضة.

فشل أساليب القمع والعقوبات الجماعية، والتنكيل جعل إسرائيل تضيف إلى ذلك، أسلوب الاغراءات الاقتصادية والتسهيلات عسى أن يؤدي ذلك إلى عزل الانتفاضة، وتأجيج المواجهة بين الفلسطينيين، لكنها فشلت فأضافت إلى ذلك، حرباً غير مقدسة ضد وسائل الإعلام الفلسطينية وغير الفلسطينية المتعاطفة.

إسرائيل استنفرت في معركتها ضد الانتفاضة كل ما تستطيع تجنيده من وسائل القمع، لكنها تحصد الفشل الذريع، ما يعني أن الانتفاضة، بما هي عليه مستمرة وفاعلة، وقد تجبر الاحتلال على الذهاب إلى خيارات صعبة وخطيرة، من شأنها أن تدفع إسرائيل إلى مزيد من العزلة الدولية، وانتظار ما تسفر عنه عملية مراكمة ملفات جرائم الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات لها ما يبررها تساؤلات لها ما يبررها



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday