كتاب المراثي فـتـى رافــات
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كتاب المراثي فـتـى رافــات

 فلسطين اليوم -

كتاب المراثي فـتـى رافــات

حسن البطل

لا يُسأل عاقل عن نتيجة حرب يخوضها رجل ضد دولة، وفتى رافات يحيى عياش خسر حرب السنتين، هذا اذا كانت الخسارة تصفية حساب دام، تقول إسرائيل انه حساب باهظ الثمن للغاية، وكان اشد ما يزعج اجهزة أمنها أن أسطورة الرجل تأكل من أساطيرها، وهي أجهزة تحتاج دوما إلى إنجازات، خصوصا وان المعنوية العامة الإسرائيلية ليست على ما يرام، وبالذات المعنوية الأمنية، من بعد «التقصير» الذي لم تتكشف أبعاده وذهب ضحيته رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو رجل الأمن الأول، وواحد من اقدم جنود إسرائيل فكان الجنرال الراحل إسحاق رابين يبدأ يومه بسؤال مساعديه عن سير عملية طراد «المهندس» واصطياده.
ولعل العقيد «كاف» القائد الحالي لخدمات الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشين بيت» يتنفس الصعداء الآن، ذلك ان «المهندس» لم يخض حربه إرادة في مقابل إرادة فقط، ولكن عقلا واجه عقول الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفي مجال حرب العقول لا يقبل الأمن الإسرائيلي، او أجهزته، حلا وسطا، ورجال تلك الأجهزة .
لم يكونوا يريدون «المهندس» حيا، لأن أعماله بلغت حدا من الوقع كاد يخل بالتوازن المعنوي للأمن الإسرائيلي، وبالمعنوية العامة الإسرائيلية ذاتها. وبارتقاء فتى رافات درجة الأسطورية، لم يعد يهّم العقول الأمنية الإسرائيلية، ان كان اغتيال الرجل يرفعه الى درجة الأسطورة.
والواقع ان تصفية «المهندس» كانت على رأس جدول الأعمال الأمنية الإسرائيلية، حتى بدون حاجة «الشين بيت» و «الموساد» الى التخفيف من روائح غير مستحبة أخذت، في الفترة الأخيرة تزداد، مثل : انكشاف جرائم حرب اقترفت ضد جنود مصريين في سيناء، وقيام احد قادة «الشاباك» بإعطاء أمر بتصفية اثنين من الشبان الفلسطينيين خطفا حافلة باص قبل زهاء عشرة أعوام، على الرغم من استسلامهما، ومن كون عملية الاختطاف تمت بواسطة أسلحة - لعبة .
والى هذا، وفي طيات جدل حقوقي حول تعويضات إصابات الانتفاضة، أخذت تتكشف تصفيات وجرائم حرب قام بها جنود إسرائيليون عاديون، او رجال ينتمون الى وحدات خاصة، مثل «المستعربين» .
واتسع نطاق الثغرات الأمنية، ليشمل فتح ملف «جريمة ليلهامر» وهي مدينة نرويجية، قام فيها عملاء الموساد باغتيال المغربي محمد بوشيكي، بعد ان شبّه لهم بأنه «الأمير الأحمر» أبو حسن سلامه، الذي اغتيل في وقت لاحق ببيروت، واعقب ذلك رد انتقامي فلسطيني في ميناء لارنكا القبرصي، وردا على الرد قامت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بالإغارة على ساحل حمام الشط التونسي.
كل هذه الأجواء والعوامل، القديمة منها والمستجدة، تفسر إصرار إسرائيل، او اذرعها الأمنية، على رد الاعتبار اليها، ولو تطلب الأمر اجتياز خطوط سياسية حمراء، والعمل خلف الخطوط في ساحة خرجت عن سيطرتها السياسية، من دون ان تخرج عن اعتباراتها ونشاطاتها الامنية.
وأيا كانت معايير الفشل والنجاح المهنية المحضة، غير أنها تظل نسبية، في حين أن الخلاف في المفاهيم والقيم بين «قاتل» وبين «بطل»، وبين «قتيل» وبين «شهيد» يظل خلافا عصيا على الحسم على الصعيد الأخلاقي والقيمي. لكن على هذا الصعيد فان «المهندس» لقي وجه ربه راضيا.
ولأجهزة الأمن الإسرائيلية ان تشعر بشيء، قليل او كثير، من الرضى عن نجاحها في «حرب السنتين» ضد شاب من رافات، كان يمكن له، لولا الاحتلال وشروره، ان يكون عالما لامعا في مجال علمه.
لا يسأل عاقل عن نتيجة حرب يخوضها رجل ضد دولة، ولكن على الشعب الفلسطيني الذي يعتبر «المهندس» واحدا من فتية فلسطين، أن يتعلم الصبر، وان يمتص الضربة، ويفوّت على المدبرين أهدافا قد يكون من بينها النيل من سمعة السلطة الفلسطينية ومن مكانتها، وزعزعة الأمن الوطني الفلسطيني على أبواب انتخابات.
هنالك حلّ وسط في السياسة، لكن المفاهيم مسألة أُخرى مختلفة جدا، هنــاك قاتل وهناك قتيل، وهناك بطل وهناك شهيد ..
ما لا يختلف عليه احد ان «فتى رافات» هو «الفتى» وان الرجل مات ميتة الرجال، حياته الأسطورية انتهت، وبدأت كتابة أسطورة حياته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب المراثي فـتـى رافــات كتاب المراثي فـتـى رافــات



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday