66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ» !

 فلسطين اليوم -

66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ»

بقلم : حسن البطل

نعم، إسرائيل تجمع الاستثناء إلى الفرادة.. فإلى الشذوذ، أو هي «طفرة» في النشوء والمسار الطبيعي لتشكل الدول (في العادة الشعوب تشكل دولها؛ وفي إسرائيل فالدولة تشكل شعبها).

مناسبة هذا الكلام أن محكمتهم العليا ردّت، قبل نصف سنة، التماساً من مجموعة إسرائيليين بأن تعلن المحكمة أنهم ينتمون إلى «قومية إسرائيلية» ومن ثم، تغيير صفتهم في سجل السكان من «يهودي» إلى «إسرائيلي».

ذكّرني هذا، بسجال دار بين فلسطيني مسيحي من الرعوية الإسرائيلية، هو الأديب انطون شماس، والأديب العبري أ. ب. يهوشواع (ابراهام بولي يهوشواع) حول الوطنية والهُويّة والانتماء الديني.

تعلمون أن انطون شماس له كتاب معنون «أرابيسك» ووضعه باللغة العبرية، وقرّظه أدباء عبرانيون لإغنائه هذه اللغة (ربما لأنه فكر بالعربية وكتب بالعبرية).

مساجلة أ. ب. يهوشواع إسرائيلي صهيوني يهودي.. وعلماني، والسجال دار إبّان الانتفاضة الأولى، أي قبل أوسلو والسلطة الفلسطينية، وبالطبع، قبل رد محكمتهم العليا طلب إسرائيليين يهود تغيير صفتهم في سجل السكان من «يهودي» إلى «إسرائيلي». قال شماس في ختام السجال ما معناه: الانتفاضة الأكبر سيقودها «عرب إسرائيل» !

احتكم المتساجلان إلى الذهاب للسفارة الفرنسية في تل أبيب، كما تحدّاه إلى ذلك انطون شماس، فاكتشف يهوشواع أن شماس على حق لأن لفرنسا، وهي طليعة الدول العلمانية (لكنها تتصرف سياسياً كحامية المسيحيين في الشرق منذ الحروب الصليبية) تعريفها للقومية (الوطنية في العربية) والهُويّة الدينية (لا تضعها في السجل السكاني) يتوافق مع حجج شماس، الذي يريد توصيفه في سجل السكان بأنه فلسطيني ـ إسرائيلي وليس عربيا أو مسلما (أو مسيحيا). المصري والأميركي والفلسطيني ينسبون إلى أوطانهم.. لا إلى دياناتهم مثل إسرائيل ؟!

في حوار طازج، اعترف أبرز الأدباء والكتاب العبرانيين الإسرائيليين، عاموس عوز، بأنه يخشى ويعارض توصيف إسرائيل «دولة يهودية» علماً انه الأديب الإسرائيلي الأكثر «عالمية» و»إسرائيلية».. وربما «صهيونية».

يقودنا الحوار مع يهوشواع؛ والحوار اللاحق مع عوز إلى سبب من أسباب مقت محمود درويش ليهوشواع، لكن ربما قاد أدباء علمانيون إسرائيليون مثل العاموسين (عوز وكينان) إلى قول درويش: نعم.. لإسرائيل معجزة واحدة هي إحياء اللغة العبرية وإغناؤها.
هناك في إسرائيل من يضيف إلى الخرافات المؤسسة لإسرائيل و»أرض إسرائيل» والمعجزات (والاستثناء والفرادة.. والشذوذ) أن الجيش الإسرائيلي (بوتقة صناعة وصياغة شعب) هو الأقوى في المنطقة.
في ذكرى «الهولوكوست» كتب ديفيد ليفي عن سبب تقديس الجيش القوي، وهو أن يهود أوروبا ذهبوا، عموما، كالخراف إلى المحارق النازية.

لا مقارنة بين «المحرقة» اليهودية وبين «النكبة» الفلسطينية، لكن في صالح الفلسطينيين أنهم قاوموا النكبة وذيولها، وحاربوا ضدها، واصطدموا مع الدول العربية.. وحتى العالم، وها هم يواجهون الدولة والجيش الأقوى، ويعارضون الاعتراف بيهودية إسرائيل. إنهم لم ولن يهزموا !

صحيفة «هآرتس» تساءلت في افتتاحيتها، عشية السنوية الـ 66 لقيام إسرائيل (ونكبة فلسطين؟) عن مسوغات رفض محكمتهم العليا وجود قومية (وطنية) إسرائيلية (علماً أن معظم الإسرائيليين من مواليد الدولة بنسبة 85%) أو ما تقوله «هآرتس»: من نشوء أدب إسرائيلي، وفن، وموسيقى، ومسرح، ورياضة، وسياسة إسرائيلية، ولهجة إسرائيلية عبرية.. ألا يكفي هذا للحديث عن قومية أو وطنية إسرائيلية !

يقول نتنياهو، عشية 66 عاماً على إقامة إسرائيل، أن يهودية الدولة ستكرس رموزها ومنها العلم والنشيد الوطني واللغة.

لا علاقة لـ 20% من سكان إسرائيل بنجمة داوود التي تتوسط العلم، ولا بنشيد «هاتكفاه ـ الأمل» الذي يتحدث عن «النفس اليهودية تعادل مئة نفس».. ولا عن تهميش العربية (لغة رسمية قانونياً). هناك في إسرائيل شعبان ولهما علمان ونشيدان قوميان.

قلنا إن إسرائيل فريدة الدول (مثلاً.. هي الوحيدة التي أقيمت بقرار الجمعية العامة (وتعارض قراراً آخر بدولة فلسطين).. وهي الاستثناء والشذوذ (شعب الله المختار.. إلخ).. وهي الطفرة في قيام الشعوب والدول.

هل تعرفون أن قوانين الطبيعة تقوم بإلغاء 99,9% من الطفرات الشاذة عن قانون الارتقاء والاصطفاء الطبيعي؟
66 عاماً ليس إلاّ برهة قصيرة من طفرة الشذوذ في قانون الارتقاء والاصطفاء.. أو ربما تنجح بنسبة 1% ويتوقف هذا على الفلسطينيين وعنادهم.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ» 66 عاماً من «الطفرة» و»الشذوذ»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday