المألوف في انكساره على القاعدة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المألوف في انكساره على القاعدة

 فلسطين اليوم -

المألوف في انكساره على القاعدة

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

.. وفي نهاية - النهاية، يذهب هذا الكوكب إلى إحدى نهايتيه الجحيميتين: فناء أبيض بارد؛ أو فناء أحمر ناري. وهذه الأرض التي ولدت في عمارة من جحيم ناري، تدور في منزلة بين منزلتين لا يطيقهما ابن آدم: عطارد الناري؛ ونبتون الصقيعي... ونحن نذهب في الزمن إلى زمنين: زمن بدأته النعجة «دولّي» في بريطانيا بمحاكاة الإنسان للتخليق؛ وزمن بدأه الكلب الآلي الياباني «آيبو» (الشريك). نطرق بوابة الخلود المراوغ مع ثغاء النعجة «دولي»؛ ونطرق مع نباح الكلب «آيبو» حاجز السر بين خلية حية، وبين فلز جامد.. نبرمجه ليكون الكلب الآلي مسلياً ومفيداً، دون أن يزعجنا ماء إحليله، أو برازه على "الموكيت" النظيف.. أو حديقة «الغولف».

   بين نهايتين: بيضاء حتى الموت؛ أو حمراء حتى الموت، تكسر الفصول الأربعة رتابة المألوف في المنطقة فوق المدارية (مثل منطقتنا) أو يكسره فصلان في المنطقة شبه القطبية، أو يحجل فصل واحد في المنطقة الاستوائية من على قدم يسرى (تسمى الفصل الجاف) إلى قدم يمنى (تسمى الفصل الرطب).  الثلج الأبيض كأنه كسر مضاعف في رتابة المألوف في مشهد بلادنا، وفي غير بلادنا جحيم أبيض، والمطر ذاته كسر بسيط في رتابة المألوف في مشهد بلادنا.. وفي غير بلادنا طوفان أو يباس.

قطرات المطر متشابهة إلى الغاية، كأن السماء تحلب الغيم في مختبراتها، مثلما صرنا نستنسخ «النعجة» و«القرد» و«البقرة»، وأما بلورات الثلج؟  ماذا لو ارتدت كل بلورة ثلج ثوباً يختلف عن لون ثوب البلورة الأخرى؟ تحت مجهر بسيط تنفضح التشكيلات الهندسية اللانهائية لبلورة الثلج. وتحت العين (الإنسانية) المجردة، تبدو جميعها بيضاء... وتحت ضغط الزمن والجاذبية، وانهيار التشكيلات الهندسية على ذاتها، يتشكل جليد يشبه الجليد في ثلاجتك، ولكن إذا حاولت تهشيمه ببلطة من فولاذ، فسوف يتثلم حد البلطة. هذه هي القبعة الجمودية، ميزان ماء الأرض كما الغابة ميزان هواء الأرض.
   للأرض قبعتان جموديتان، ولها «زنار» من الصحارى الدافئة في وسطها. والإنسان يخشى أن تخلع الأرض قبعتيها الجموديتين شيئاً فشيئاً؛ أو يخشى انزياحهما إلى الزنار الدافئ، لأنه يخشى فجيعة البحر على وليمة البر، أو يخشى ثأر البر من ديكتاتورية البحر.
   تكيف الإنسان مع نمط معين من «ديمقراطية المناخ»: أن تثلج بحساب، وتمطر بحساب ماءً مالحاً أجاجاً بحساب، وماء عذباً سلسبيلاً بحساب .. ولكنه ينفث الدخان في الهواء بلا حساب، أو يتكاثر بلا حساب (من 300 مليون بني آدم في عهد السيد المسيح، إلى 7.5 مليار بني آدم في 2018).
   دوّن الإنسان من كتب السماء: سبع سنوات عجاف، تليها سبع سنوات سمان. ودونت السماء في صفحات الأرض أحقاباً جيولوجية تقول: كانت الأرض كرة من نار، ثم كرة من ماء.. ثم كرة من نار وماء، ثم كرة من ماء سائل أو ماء جامد: برّ يابس وبرّ أقل يباساً. بدأت خليقة الإنسان.
..  ودونت هذه الشجرة الخضراء حقيقة أكثر بساطة وعمقاً: حزاماً أخضر غابات الأمازون إلى غابات أفريقيا، فغابات جنوب آسيا.

إذا مرّ فصل جاف نسبياً على غابات الأمازون، حظيت غابات أفريقيا بفصل رطب، أو غابات جنوب آسيا. والعكس صحيح. ودوّن هواء هذه الأرض حقيقة أكثر تعقيداً: إذا تقدمت القبعة الجمودية الشمالية انحسرت القبعة الجمودية الجنوبية .. والعكس صحيح.
هكذا، بدأت خطوات الحضارة. معظم البر شمال خط الاستواء، ومعظم البحر جنوب خط الاستواء. ومعظم البشر يعيشون حيث معظم البرّ. لذلك، فإن الناس تنسى زمناً سحيقا كانت فيه القبعتان الجموديتان في وسط أفريقيا، ووسط المحيط الهادي، بينما كانت القبعة الجمودية الجنوبية جزيرة خضراء ودافئة، لأن القارات تزحف زحفاً وئيداً. تتطلّق من بعضها، أو تتزوج من بعضها.
ارتفعت حرارة الأرض في نصف الكرة الشمالي درجة أو درجتين، فخاف الإنسان على «ديمقراطية المناخ» كما اعتادها، فتحدث عن تطرف في المناخ، فإذا بفصل بارد يعمّ نصف الكرة الشمالي، لتتقدم القبعة الجمودية الشمالية قليلاً، ولينكسر المألوف في بلادنا مرتين: كسراً بسيطاً بشتاء ماطر؛ وكسراً مضاعفاً بشتاء ثلجي ..وسوف ننسى عاما أو عامين مشاريع تحلية مياه البحر، أو استيراد الماء، أو جرّ الجبال الجليدية إلى الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط.. وسوف تمتلئ بحيرة طبرية، وبحيرة الأسد على سد الفرات.. وتمتلئ خوابي الزيت بالزيت، وأهراءات القمح بالقمح.
 ..  وسوف ننسى أن استنساخ الخلية الحية لا يقود إلى خلود النوع، واستنساخ الكلب الآلي لا يؤدي إلى حوار فكري بين الإنسان الحي والإنسان الآلي.
إنها تمطر وتثلج كما كانت. وسوف تظل تمطر وتثلج، لأن انكسار المألوف لا يعني انكسار القاعدة.
يدور المرصد «هابل» حول الأرض ويرسل إلى أهل الأرض بقصة البداية والنهاية: موت ناري جحيمي، أو موت أبيض صقيعي.. غير أن الأرض هي استثناء المألوف في هذا الكون، والفصول انكسار المألوف .. والمطر والثلج؛ الماء الأجاج والماء الحلو .. وهناك عطش في صحراء ما. وهلاك من الصقيع في مكان ما.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المألوف في انكساره على القاعدة المألوف في انكساره على القاعدة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday