هل إيران هي عدو
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل إيران هي عدو؟

 فلسطين اليوم -

هل إيران هي عدو

بقلم - حسن البطل

«قتلتُ رستم.. وربّ الكعبة» هل كانت صيحة المقاتل العربي الإسلامي بداية فتح بلاد فارس، أم كانت النهاية الظافرية لمعركة القادسية فقط؟هل نختصر التاريخ الطويل والمعقّد الفارسي ـ العربي بالقول: العرب أعطوا إيران دينهم التوحيدي؛ وأعطتهم الحضارة والإدارة، والعلوم، وفقه اللغة العربية، كما أعطتهم بلاد الإغريق الفلسفة والحكمة!

يروي التاريخ المشترك المبكّر لعلاقة المحاربين العرب، البداة الحفاة، ببلاد فارس أمرين: دهشة شعراء العرب لبذاخة وفخامة إيوان كسرى، والثاني: ان محاربي القبائل العربية تنازعوا أسلاب هذا الفتح، وبالذات سجادة مرصعة بالأحجار الكريمة، فاحتكموا إلى الخليفة الذي أمر باقتسامها بحدّ السيف، وتوزيع رقعها بين القبائل المتنازعة عليها!

يروي التاريخ، أيضاً، أن معركة القادسية الحاسمة عسكرياً كانت بداية فصل دموي طويل من التمرد الفارسي، استمر قروناً أربعة في الخلافتين الإسلاميتين: الأموية والعباسية، ضد حكم الولاة العرب على بلاد فارس، وكذا بلاد ما وراء النهر والسند.

نعرف أن حروب الإمبراطورية الفارسية مع الإمبراطورية البيزنطية هي مَن أضعف الإمبراطوريتين بما مكن الفتح العربي من التغلب عليهما بحدّ السيف الذي يرفع عبارة التوحيد: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله.

اليوم، ترسم اللغة العربية حدود العالم العربي، لكن الحرف العربي صار لغة بلاد فارس، وكذا حتى بلاد خيبر (أفغانستان الحالية) وإلى بدايات القرن العشرين لغة بلاد الأناضول والإمبراطورية العثمانية، إلى أن أمر أتاتورك باستبدال الحرف العربي باللاتيني.

لماذا حافظت إيران على كتابة لغتها الفارسية بالحروف العربية؟ لأنها أنتجت به تراثاً معرفياً غنياً من حضارتها وباللغة العربية، أيضاً، خلافاً لإمبراطورية آل عثمان، التي جاء مؤسسوها من عمق بوادي آسيا بلا تراث حضاري مكتوب، علماً أن القرآن كان أول كتاب بالعربية.

لا أعرف متى بدأ ذلك النشيد القومي ـ العربي: «لنا مدنية سلفت/ سنحييها وإن دثرت».. إلخ، لكن لبلاد فارس أن تقول: الحضارة الإسلامية ـ العربية هي، في الواقع، حضارة عربية ـ فارسية، كما نعرف فضل النحاة واللغويين الفرس، بعد الإسلام، على لغة الضاد، وتقعيدها، وتنقيطها.

نظر دعاة العروبة والقومية العربية إلى إيران وتركيا بالذات وفق «استراتيجية التخوم»، أي العروبة في مواجهة بلاد فارس والأناضول، وادعوا أن «عزة الإسلام من عزة العرب».إيران تتاخم العراق العربي، وسورية العربية ـ العروبة تتاخم تركيا، لكن الحدود القومية متداخلة في عربستان ولواء الاسكندرون وديار بكر.

أطلق صدام حسين على حربه، الضروس والمديدة، مع «الجمهورية الإسلامية الإيرانية» اسم «قادسية صدام» مخالفاً النصيحة الاستراتيجية الذهبية: إياك أن تتصدى بالقوة لموجة في أول مدّها، وانتهى الأمر إلى ما نعرفه الآن، وخسر العراق صفته «دولة تخوم»، وكان عليه أن يحقق حلمه: «سنبني في العراق دولة غير اعتيادية في العالم الثالث»، وصارت إيران هي التي تبني نظاماً ودولة غير اعتيادية في العالم الإسلامي، وكذا تركيا من أواخر القرن الماضي إلى حكم أردوغان.

الآن، انتقل الصراع من الخانة القومية إلى الخانة المذهبية، وصار لإسرائيل أن تدّعي تحالفاً بين إسرائيل اليهودية والدول العربية السنّية وتركيا السنّية، في مواجهة الخطر الإيراني و»العدو» الإيراني، .. والمذهب الشيعي!

لا يعرف البعض أن المذهب الشيعي لم ينشأ في إيران، بل في العراق، وأن صلاح الدين الكردي العراقي لم يكن بطلاً إسلامياً بل بطلاً إسلامياً سنّياً في وجه انتشار فرق وشيع المذهب الشيعي حتى في مصر الفاطمية والمغرب، أيضاً، قبل العداء للصليبيين.

كان شاه إيران الأخير (الذي لم يجد قبراً سوى في أرض مصر السنّية) قد حاول دولة علمانية مطعمة بالحضارة الفارسية القديمة، كما حاول أتاتورك دولة علمانية مطعمة بالحضارة الأوروبية.

إن عداء تركيا الإسلامية لإسرائيل شيء عابر، لكن عداء إيران الإسلامية لها شيء عميق، ليس لأسباب دينية فقط، ولا بسبب اعتمادها «ديمقراطية إسلامية» فريدة، ولا حتى بسبب مشروعها النووي، أو تشجيعها للإرهاب ضد إسرائيل.

في إيران الإسلامية يتحقق تجدّد الحضارة القديمة الفارسية، وجيش قوي، كما الجيش التركي، بينما تتهاوى دول التخوم العربية في العراق وسورية وتتشظى!
إسرائيل ديمقراطية يهودية ـ عنصرية، وايران نموذج ديمقراطية إسلامية ـ شيعية، وتركيا ديمقراطية إسلامية ـ سنّية، ووحدها موسكو الأرثوذكسية في دور «المايسترو» بين الدول الثلاث لمقاومة الإرهاب.

إذن، ما الذي تخشاه إسرائيل من «العدو الإيراني»؟ إنه التقدم الإيراني المتسارع في العلوم والتكنولوجيا، وعدد الباحثين العلماء، الذي يسابق ما لدى إسرائيل ويتفوق عليها في ميادين متزايدة.

كما نعرف، وقفت أوروبا لإحباط مشروع محمد علي النهضوي في مصر، وقت أن كانت الهوّة العلمية بين فرنسا ومصر ثلاثة عقود، ثم وقف الغرب وإسرائيل لتحطيم المشروع النهضوي العربي بقيادة ناصر، ثم مشروع صدام حسين لبناء دولة غير اعتيادية في العالم الثالث.

إسرائيل لا تريد لإيران أن تبني مشروعاً نهضوياً ـ إسلامياً ينافس الديمقراطية اليهودية بديمقراطية إسلامية ويسابقها في قوتها العسكرية والاقتصادية والعلمية.كان ناصر يقول إن الصراع العربي ـ الإسرائيلي له جذر حضاري، وكل ما في الأمر من عداء إيران ـ إسرائيل يتعلق بذلك.

.. والآن، أميركا في عهد ترامب تشارك إسرائيل في النظرة إلى بلاد النفط والغاز العربية ـ الإيرانية، وفي سلام إقليمي يغلّف السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي، أو الحلف السنّي ـ الإسرائيلي، هو ضد الإرهاب السنّي أولاً، ثم ضد النهضة الإيرانية المعادية للغرب وإسرائيل معاً.بدلاً من «كماشة» عربية تحيق بإسرائيل صار الحال كماشة تركية ـ إيرانية تحيق بدول التخوم العربية المتهاوية أو تحاول إسرائيل، أن تجد دوراً مناوراً فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل إيران هي عدو هل إيران هي عدو



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday