هامش بيئوي والمتن سياسي ديمغرافي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هامش بيئوي.. والمتن سياسي ديمغرافي

 فلسطين اليوم -

هامش بيئوي والمتن سياسي ديمغرافي

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

بَعُد عهدي بأحراش جيبيا، في سنوات ما قبل الألفية وبعدها بقليل، كنّا الثلاثة نرتادها؛ الراحل الفنّان سمير سلامة وصديقته ربى، خرّيجة «بيرزيت». ما أن نحطّ عدّة الشواء، حتى نبدأ بلملمة ثلاثة أكوام من النفايات المبعثرة بعلوّ قامة الإنسان.

لذا، لما نشر الزميل التشكيلي، خالد الحروب صورة له من الأحراش حتى سألته: هل صارت نظيفة؟ أسعدني جوابه.. وأتعسني قوله: هناك همس عن تسريب.
كتبت ثلاثة أعمدة، قبل الألفية وبعدها بقليل، عن أحراش أم صفا، الأكثر تنوُّعاً في غطائها الشجري، وكنّا نرتادها في أيام الجمع بخاصة، ويرتادها مستوطنو مستوطنة مجاورة أيام السبوت بخاصة. في عمود مُعنون «أزياء أم صفاه» انتهى إلى: صارت هناك مقاعد أكثر للمتنزهين وصنبور ماء، وأماكن للقمامة، مع ذلك تشعر أن هناك خطة ما، لا تتعلق بالاصطفاء الطبيعي بين الشجيرات، وإنما بالصراع مع اليهود على الأرض، البعض يخشى أن يؤول مصير غابة أم صفاه إلى مصير غابة تلة أبو غنيم.

توقف المتنزهون الفلسطينيون عن ارتياد غابة «أم صفاه» أيام الجمع، بعدما توسعت المستوطنة إلى بوابتها، وقد يتوقفون عن ارتياد أحراش جيبيا، إن تم تهويدها بعد سنوات، نظيفة من مخلّفات المتنزهين العابثين بجمالها الطبيعي الأخّاذ.

بلدية رام الله طوّرت بنجاح رقعة غابية صغيرة، وجعلتها متنفساً أخيراً مجهّزاً جيداً لمشاوير وقعدات الشواء، ونظيفة تماماً من المخلّفات، بإدارة طاقم من الموظفين المياومين.
اعتدتُ مع صاحبي في أيام الحجر الـ «كوروني» على التردد من ساحة مانديلا إلى مركز القطان الثقافي. نترك السيارة عند ساحة مانديلا، ونمشي هرولة إلى تلك القرنة حيث مركز القطان، ومقابله منصة حديدية «مجلفنة» ضد صدأ الزمان، وذات قاعدة خشبية، ربما لتصوير افتتاح المركز، أو مناسباته الثقافية.

المركز الرئيسي على كتف الوادي، وتحته محمية طبيعية فريدة تسمّى الأرض المخلصة (تيرا فيديا) يرعاها برموش العين ورثة «دار زهران» مقابل فرع البنك العربي في رام الله التحتا.
شارع فقط بين المركز ومنصّته، وبينهما وبين «الأرض المخلصة» لكن المنصّة مجهّزة للملمة مخلفات المتنزهين، وأمام المنصّة وخلفها ما هبّ ودبّ من النفايات، تبدو بأشكالها وألوانها في حالة تناقض مع زهور الربيع البرية، وقذى للعين في سبات الزهور في فصل الصيف اللاهب.

هذا الإهمال من المتنزهين يشمل كل قرنة، في ظاهر ضاحية الطيرة الأنيقة والنظيفة غرباً. مهملات الأوراق يبليها الزمان، ومهملات فوارغ العلب المعدنية تأكلها على مهل أسنان صدأ الدهر.. لكن ما العمل مع هذا البلاستيك الحرون على البلى؟.

هل تصدقون؟ من على الأرضية الخشبية للمنصّة الحديدية، نلمّ وصاحبي حتى قفازات مرمية على بعد خطوات قليلة من حاوية القمامة. هل على موظفي مركز القطان أن يعلقوا على المنصّة وجوارها لافتة تقول: اترك المكان نظيفاً كما زرته؟.

كتبت مرّة على صفحتي سؤالاً: هل أن السلطة حالة إدارية أرقى من شعبها، أو أن شعبها حديث العهد بسلطة وطنية؟ قرأت أن بلدية رام الله فازت بجائزة مؤسسة الطاقة العالمية في النمسا على مستوى بلديات الضفة، لتطوير إدارة النفايات الصلبة، وتؤكد البلدية على أهمية التوعية البيئية، خاصة تلاميذ المدارس. حسناً، في كشف امتحانات النجاح في «التوجيهي» لا توجد علامة على مادة غير مدرجة عن التثقيف البيئي، فشوارع المدينة تبقى نظيفة نسبياً، ولكن هذا بفضل نشاط عُمّال البلدية وليس لوعي الناس حول رمي المخلّفات من الأيدي وشبابيك السيارات.

صراع الغور
يقولون إن صراع غور الأردن بدأ مع مشروع ييغال ألون عملياً، لكن بدأ من قبل مع تطلُّعات المشروع الصهيوني قبل إقامة إسرائيل: «للأردن ضفّتان أولاهما لنا، والثانية لنا»، وما أن بدأ الاحتلال حتى وضع واحد اسمه فاختمان مشروعاً لبناء «عمود فقري ثان» لإسرائيل في الأغوار، إلى جانب عمود ديمغرافي على «الخط الأخضر».

في خطة الضمّ أن الأمن الإسرائيلي هو الذريعة، لكن الهدف هو وضع ما تبّقى من الضفة من جيوب بين كمّاشتين ديمغرافيتين يهوديتين. حكومة نتنياهو عقدت جلسة لها في الأغوار؛ وحكومة السلطة عقدت جلسة مضادّة في الأغوار، ومؤتمرين حاشدين في أريحا وفصايل، وقررت لاحقاً برنامجاً لإنعاش منطقة تعتبر «سلّة غذاء» فلسطينية.

عملياً، قامت السلطة بتأهيل وافتتاح بئر عميقة في مخيم عقبة جبر بطاقة 1500 كوب يومياً لمخيم يقطنه 25 ألف نسمة.
هذا صراع على الأراضي، وعلى مكامن المياه، وحتى على الينابيع والأحراش.. وأيضاً على الديمغرافيا، لأن إسرائيل لا تريد تواصلاً مستقبلياً ديمغرافياً بين الضفة والأردن، إذا قامت دولة فلسطينية ذات سيادة على الأغوار.

خبطات التخبُّط الـ «كوروني»
ساخراً، كتب الزميل حافظ البرغوثي على هذا الـ «فيسبوك»: تخبُّط حكومي في إدارة الأزمة.. والفيروس يقيم الأفراح.
حكومات العالم مخبوطة معنا، ويكفي أن ترامب «يخبط» وحكّام الولايات يردون على الخبط».. وكذا في غير حكومة ودولة، سوى أن حكومة إسرائيل ستصرف راتباً للمتعطّلين بخبطة الـ «كورونا»، بينما تصرف حكومتنا المخبوطة نصف راتب كل شهرين.

قد يهمك أيضا : 

  تسلية لوَسن المساءات !

   رام الله البسطات ...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هامش بيئوي والمتن سياسي ديمغرافي هامش بيئوي والمتن سياسي ديمغرافي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday