لبنان وسؤال بالنسبة للانتفاضة شو
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لبنان وسؤال بالنسبة للانتفاضة شو؟

 فلسطين اليوم -

لبنان وسؤال بالنسبة للانتفاضة شو

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

لدينا سؤال يستعير اسم مسرحية صارت فيلماً لزياد الرحباني: «بالنسبة لبكرة شو؟». السؤال هو: ماذا بالنسبة لانتفاضة 17 تشرين الأول في لبنان؟شاشة محطات التلفزة اللبنانية، في نقلها المباشر والحيّ للانتفاضة، مقسومة إلى أربع أو ست شاشات تغطي أماكن حشودات مختلفة. في جميعها مراسل يحمل ميكروفونا، ويسأل الرجال والنساء، الكبار والصغار. علم واحد لا شريك له يوحد الحشود. شعار واحد لأجوبة ناس الحشود: «كلّن يعني.. كلّن».

اسم لبنان البلد عتيق من اسم لبنان الجبل المكلّل بالثلج الأبيض. أما نظام الحكم في لبنان البلد منذ العام 1943، فقد مرّ بثلاث مراحل. مرحلة ميثاق وطني يُعرف بـ «الصيغة اللبنانية» حتى انتهاء الحرب الأهلية الكبرى عام 1990، بإدخال تعديل أو تنقيح على الميثاق ـ الصيغة، لكن من غير تعديل على طائفية الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان.

منذ اغتيال رئيس الحكومة، رفيق الحريري، تمّ ما يشبه ارتصافا سياسيا ـ طوائفياً جديداً، عُرف بتيار 14 آذار، أو «تيار المستقبل» السنّي ـ المسيحي ـ الدرزي؛ وتيار 8 آذار من «حزب الله» الشيعي وحركة «أمل» و»التيار الوطني الحر» المسيحي، وتنظيم «المردة» المسيحي الماروني.في انتفاضة تشرين الحالية، ماذا يعني شعار: «كلّن.. يعني كلّن»؟ هل فقط إسقاط الطغمة الحاكمة والفاسدة التي تتولى الرئاسات الثلاث، أم بناء لبنان الجديد دولة علمانية فوق طوائفية، كانقلاب على الصيغة ـ الميثاق، وعلى تقاسم الحكم لتياري 14 و8 آذار؟

ربما ينبغي أن نركّز على جمهور الانتفاضة في بلدة «جل الديب» المسيحية، حيث يتجمع الجمهور على شكل حلقة حول ما يشبه «برلمانا» مفتوحا في الهواء الطلق، ويدور الميكروفون على ألسنة متحدثين يجلسون على أرائك مريحة.في الأيام الأولى للانتفاضة تحدث رئيس الحكومة، سعد الحريري، عن عراقيل وزارية لبرنامج إصلاح. بعد أسبوع أقرّ وزراء حكومته تحت الضغط برنامج إصلاح راديكالياً ينفذ على مراحل، وفي الأسبوع الثاني للانتفاضة، قدم استقالته لسببين: جمهور الانتفاضة رفض برنامج الإصلاح، وقام أوباش من مناصري حركة «أمل» و»حزب الله» بالاعتداء الجسدي على أنصار وخيام اعتصام جمهور انتفاضة وسط مدينة بيروت. الحرب الأهلية ذرّت بقرنها.

منذ العام 2009 حتى استقالته ترأس سعد الحريري ثلاث حكومات، وبعد استقالته دخل لبنان النظام في أزمة حكم غير جديدة، لكنها فيما سبق منذ الميثاق إلى اتفاقية الطائف 1990، كانت حول تقاسم الطوائف للحكم. هذه المرة أزمة ثقة بين النظام والشعب.ما يميز انتفاضة لبنان الحالية عن انتفاضات «الربيع العربي» وبلاويها أنها كانت مزيجاً من الغضب السياسي ومن كرنفال أو مهرجان للفرح في تجمعات شعب الانتفاضة. صحيح أنها كانت عابرة للطوائف والمذاهب، لكن صار يشوبها خلافات فئوية، سواء بين الاتجاهات السياسية الفئوية في الطائفة المسيحية، أو الاتجاهات الفئوية في الطائفة الإسلامية، حيث صار بعض الموارنة من حراس النظام القديم، وصار بعض الشيعة كذلك (أنصار حزب الله، وحركة أمل) الذين قبلوا صيغة الإصلاح الحكومية، بينما اعتبرها جمهور الانتفاضة غير كافية.

ماذا «بالنسبة لبكرة شو؟» بعد استقالة زعيم «تيار المستقبل»؟ هل تتبعها استقالة رئيس البرلمان المزمن وزعيم حركة «أمل»، ولمن يقدم رئيس الجمهورية المتحالف برلمانياً مع حزب الله استقالته؟لا تريد، ولا تستطيع، أيضاً، انتفاضة تشرين اللبنانية إسقاط الميثاق ـ الصيغة واتفاقية الطوائف في «الطائف» السعودية، لكن تريد إسقاط رموز كل الفساد وطغمته العابرة للطوائف، وتقاسمها للفساد.

في البداية، شارك جمهور «حزب الله» و»أمل» ولو جزئياً في الانتفاضة، ثم انسحب منها إلى تأييد برنامج الحكومة للإصلاح، ثم إلى بدايات قمع جمهور الانتفاضة. احتكر «المقاومة» ثم هيمن، مع تحالفاته، على مجلس النواب، وإلى حد كبير على الحكومة.جمهور الانتفاضة يريد إسقاط الطغمة الفاسدة، لكنه لا يريد خراب لبنان باسم المقاومة، أو خدمة لاستراتيجية إيران بالأحرى، خاصة بعدما صارت إسرائيل ترى في الحزب والحكومة والنظام والبلد بأسره شيئاً واحداً، وتهدد بتدميره إن مارس مقاومة مسلحة تخدم استراتيجية إيران.

بينما لا يشارك جمهور جنوب لبنان من صور إلى حدوده الجنوبية في الانتفاضة، فإن احتجاجات العراق العنيفة امتدت إلى جنوبه الشيعي، بما يشبه تمرداً على ميليشيات النفوذ الإيراني وفرق «الحشد الشعبي»، وفي حين أن «حزب الله» ينفرد بميليشيا موحدة وبزعامة سياسية للطائفة الشيعية، فإن الحال غير ذلك في العراق، علماً أن الانتفاضتين اللبنانية والعراقية تطالبان بتغيير كل الطبقة الحاكمة؛ في العراق منذ احتلاله 2003؛ وفي لبنان منذ وثيقة الصيغة اللبنانية وتشكيل التيارين الآذاريين.

الفارق يبدو كبيراً بين مقتدى الصدر وكتلته البرلمانية الكبرى «سائرون» المعارضة للنفوذ الإيراني والأميركي وبين نصر الله، الذي يبدو وكيل إيران في لبنان.انتفاضة تشرين اللبنانية أحرجت «حزب الله» الذي قد يحاول رفع الإحراج بتسخين المواجهة المحدودة منذ العام 2006 مع إسرائيل.هل سيكلف الرئيس ميشال عون رئيس الحكومة المستقيل بتشكيل حكومة جديدة من شخصيات لا تطالها اتهامات الفساد، أم يكلف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة خبراء محايدين، وإجراء انتخابات برلمانية، وحتى يوضع دستور جديد للبنان الجديد الثالث منذ كتابة «صيغة» 1943 وصيغة الطائف؟

لبنان يلزمه رئيس جمهورية من خارج الصندوق كما حصل في تونس، ولكن كذلك رئيس حكومة ورئيس برلمان من خارج الصندوق.في المسرحية: «بالنسبة لبكرة شو؟».. والآن لبنان بالنسبة لبعد انتفاضة تشرين شو؟ عابرة للطوائف في لبنان.. وانتخابات عابرة للفصائل في فلسطين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان وسؤال بالنسبة للانتفاضة شو لبنان وسؤال بالنسبة للانتفاضة شو



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday