لغسان؛ للجمع في صيغة المفرد
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لغسان؛ للجمع في صيغة المفرد

 فلسطين اليوم -

لغسان؛ للجمع في صيغة المفرد

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

له حالات الماء.. وأكثر من حالاته الثلاث: الغازية، السائلة .. والصلبة. هو، نفسه، غسان كنفاني ثالث أركان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. الركنان الآخران: وديع حداد، جورج حبش.
الجبهة الشعبية ذاتها هي الكويكب الذي تمخضت عنه سحابة التكوين المسماة حركة القوميين العرب.
بالإذن من أدونيس «المفرد بصيغة الجمع»، أو بالإذن من غسان .. الذي هو، أيضاً، «جمع بصيغة المفرد» .. لأن له حالات الماء: الصحافي. الأديب .. والفنان، الفلسطيني، العربي .. والأممي، الزوج الوفي، العاشق الولهان .. والرفيق للرفاق.
يقول الأطباء إن القلب لم يعد معجزة ثانية، وإن العقل قد لا يظل معجزة أولى .. ولكن الكبد، حيث تجري ثلاثة آلاف عملية كيماوية، قد يبقى معجزة ثالثة.
كان يمشي، وئيداً، إلى موته بانفطار في كبده (النشاء سكر، والسكر طاقة)، ولكنهم اختطفوه إلى موته بانفجار جعل هذه «الآلة الانسانية» الفريدة .. أشلاء اختلطت بأشلاء ابنة شقيقته، واختلطت أشلاؤهما، بقوّة النار، بكلّ عناصر المادة: حديد، زجاج، وتراب.
.. والطاقة حياة؛ والحياة يجب أن «تسرّ الصديق»، وقد أودع مسرّاته في الصحافة هو (مدرسة صحافيّة فلسطينية أولى: تحريراً، عنونة .. وإخراجاً أيضاً). ثم أودع مسرّاته في الأدب (روايات أولى عن تحويل الحلم إلى فعل، وكتابات نقدية يتصدّرها هذا المولود الأول في المكتبة العربية: «في الأدب الصهيوني»).
.. ثم أودع مسرّاته في الخط (رسم كلمة فلسطين لوحة فنية تضيء بالحداثة في شكلها، وفي مضمونها تستعير زخرفة الثوب الفلسطيني).
لم يقصّر حتى في الرسم بين «خرابيش» و»اسكتشات» إلى لوحة «الفارس» التي تستحق رفع «الهاوي» إلى درجة «المتمرّس».
.. هل نقول، وأخيراً؟
أخيراً.. ماذا؟ غسان مصمّم الملصق، أو مصمّم شعار الجبهة الشعبية، الأكثر قوّة تشكيليّة بين سائر شعارات الفصائل، الأشدّ ديناميكيّة .. والأقل ثرثرة: مجرّد تحوير للسهم الذي يذهب حاداً وصاخباً إلى صميم أرض البلاد.
قبل غسان، تحدثوا عن «التفرّغ للإبداع». بعد غسان اشتكوا من «حمل بطيختين بيد واحدة». ولكنه «رئيس التحرير» و»المحرر» و»المخرج»؛ ولكنه الصحافي، والفنان، والأديب.. ولكنه الزوج، والرفيق والعاشق؟!.
«ولكن الحياة قصيرة» حتى لو امتلأت حياة غسان بحالات الماء الثلاث كلها: الغازية؛ السائلة.. والصلبة.
لم أعرف غسان، قط، وجهاً لوجه .. لكنني عرفت حالات ابداعه كلها، ثم عرفت عن قرب زوجته وأولاده، وزملاءه الذين أغلق معهم العدد الجديد من «الهدف»، وأغلق معهم يومه الطويل بأطراف نهار يوم جديد.
الرجل الأكثر غموضاً (وديع حداد) والرجل الأكثر سفوراً وانكشافاً (غسان كنفاني)، والرجل الأكثر عناداً (جورج حبش) .. وسيُعاني الرفاق من تعدّد حالات الماء.
سيُعانون من الرومانسية القومية، من الأممية، من الوطنية التي تقرب من التعصّب الشوفيني.. وعندما يكبرون من خندق إلى خندق، سيجدون أنفسهم يُقاتلون في «خندق دائري». سنجد روح الجبهة الشعبية في ثنايا قراءاتهم الجديدة والمغايرة. سنجد الحكمة ممزوجة بالطيش، وماء الواقعية لم يدرك بعض الطحين، وخبز التجربة يحمل نكهة الطحين والعجين.. و»الغاتوه» أيضاً.
* * *
الرابعة فجر يوم صيف. بالشورت القصير. بالصندل المبلّل بماء البحر. بشعر رأسٍ مشوّش.. أدَّيتُ «تحيّة عسكريّة» للجاثم في القبر. للعبارة التي اختارها الميت لموته : «باقٍ في حيفا».
كنّا ثلاثة : خالد درويش، سهام داود.. وأنا. بل كنا أربعة. كانت معنا روح الميت في مقبرة الشهداء - شاتيلا - بيروت: «غسان كنفاني».
«باقٍ في حيفا». «عائد إلى حيفا».. وزائر لحيفا، كتبوا على بطاقة هويتي (الرقم الوطني): «مكوم موليديت: إسرائيل» وعلى جواز / وثيقة السفر : «مكان الولادة : طيرة حيفا 14/7/1944».
ما الذي يشدّني إلى هذا «الغسان» المائي - الأرضي - الهوائي؟
«أنا أكبر من إسرائيل» قال غسان كنفاني في مؤتمر صحافي ببيروت. لعلّ هذا امتيازي الوحيد: أكبر عمراً من إسرائيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغسان؛ للجمع في صيغة المفرد لغسان؛ للجمع في صيغة المفرد



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه

GMT 05:54 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهرفي يستقبل ممثلين عن حركة التضامن الفرنسية

GMT 19:07 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

غروس يُعرب عن رضاه بتعادل "الزمالك"

GMT 01:07 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عريقات يؤكد لا ننتظر شكرًا من "حماس" بل تنفيذ اتفاق 2017

GMT 21:26 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان الفائزة بجائزة "نساء المستقبل" في العاصمة البريطانية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday