كائنات معص وفعص
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كائنات.. معص وفعص!

 فلسطين اليوم -

كائنات معص وفعص

بقلم : حسن البطل

جلستُ على حافّة مدخل "الأيّام" ألتمس شمساً ربيعية شاحبة، كما جلس الروائي البرتو مورافيا على مقعد في الحمّام. رحتُ أرقب دبُّوراً أحمر يلوب بحركة حلزونية، ويخفق بجناحيه محاولاً الطيران. إنه يقوم، على الأرجح، بحركات إحماء (وورمينغ أب)!

في قصة، أو جزء من رواية، جلس الروائي الإيطالي على كرسي في حمّام بيته، وراح يرقُب كيف ستخرج دويبة حمراء قميئة سقطت في حوض المرحاض ساعة انصرمت والحشرة تتعربش على منحنيات حوض المرحاض. تسقط تنهض ثانية. تسقط.. تنهض، وأخيراً نجحت في الخروج. مؤلف رواية "السأم" لم يسأم، ولم يضغط على شاطوفة (نياغرا) تذهب الحشرة إلى حتفها.

في حركات الإحماء للدبُّور الأحمر، فكّرت أنه لا يطير لأنه مهيض الجناح المكسور.. لكن كلاّ يخفق بجناحيه عبثاً. أنا من كائنات الدم الحار وأتشمّس، وهو من كائنات الدم البارد، خرج من وكره صباح يوم متقلب بين شمس شاحبة لا تلبث أن تستر أشعتها غيوم، وتهبّ ريح باردة!

كما في مسرح وروايات العبث، خرج زميل سمين من بوّابة "الأيّام"، وداس دون قصد على الدبُّور المجتهد و"معصه". هذه أوّل مرّة أرقب ميتة عبثية لدبُّور أحمر، أغبى من أن يعي "تردّد" نيسان" بين الشتاء والربيع، أو بين الربيع والصيف.

الدبُّور هو الدبُّور، وهو شيخ "الزلقطة" المخططة بالأصفر الزاهي والأسود، هي في الشام "زلقطة" وفي فلسطين هي "صَمَل". كنا صغاراً في الغوطة، ودوما بالذات، وكنا نعرف أن لسعة سمّ الدبُّور في قوة سبع لسعات للزلقطة"، وأن لسعة الدبُّور الأسود تفوق لسعة الدبُّور الأحمر!

تذكّرت شيطنة أولاد دوما، حيث كانوا "ينعرون" وكر الزلاقط وفي أيديهم عصا ملتهبة، فتتساقط "الزلاقط" كما كان جنود الحرب الغابرة يتساقطون بنيران قاذفات اللهب!

كانت دوما بخاصة عاصمة العنب الدوماني فائق الحلاوة، رقيق القشرة، بحيث تنخرها الزلاقط وتمتص رحيقها. انقرض العنب الدوماني في التوسع العمراني، فانقرضت الزلاقط، وصارت كروم الأعناب ذات حبّات سميكة القشرة، كأنها "بلاستيك"، أو مغبّرة بالكيماويات، لكن نحل العسل لم ينقرض بعد، لأنه صار "مدجّناً" كما البسس والهررة.

2ـ لم تكن "زرقاء اليمامة"!
"زلقطة" في الشام و"صَمَل" في فلسطين. أيضاً، يمامة (حمامة برية) في فلسطين و"ستيتية" في ديار الشام، حيث يمتهن البعض مهنة "كشاش الحمام" الداجن على السطوح، و"يتسارقون" فيما بين أسرابهم. خصومات ومصالحات!

العصفور الدوري لا يألف الإنسان (ربما كان شاهداً على قتل قابيل لهابيل)، على عكس الحمام واليمام شيئاً ما. أبداً تقريباً لم أرَ عصفوراً دورياً تدوسه عجلات السيارات، لكن رأيت في شارع ركب كيف داست وفعصت سيارة مسرعة يمامة لاهية، لعلها "طمعت" في التقاط "فتوتة" خبز أخرى.. فدهمتها سيارة و"فعصتها".

لو كنت أنا السائق لتمهّلت قليلاً، أو أطلقت زموراً صاخباً، ولكن ركلت جثة اليمامة المفعوصة من منتصف الشارع إلى حافة الرصيف!

3ـ البسّة واليمامتان الحذرتان
في شارع بهية فرح خليل، حيث مقر الكمنجاتي ومؤسسة "تامر" تمهّلت في سيري. توقفت ورحتُ أرقب بسة شارع تكمن خلف عامود كهرباء، كما تكمن النمور بين الأشجار لفرائسها في أشرطة فضائية "ناشيونال جيوغرافي".
الزلقطة أخت النملة، والبسّة سليلة النمور أو "القطط الكبيرة" ولها عاداتها، ولكنها لا تعدو في سرعتها (يُقال إن سرعة الفهد الصيّاد القصوى هي 120كم/س).

رأيتُ في طفولتي وولدنتي كيف كَمَنت بسّة لعصفور أو حمامة، وكيف أفلحت أحياناً في افتراسها. لم أخبط بقدمي أرض الشارع لتهرب البسّة، فتهرب اليمامتان وهما تلتقطان قوتهما، لكن في حركة عفوية متعاكسة، تمنع البسّة من وثبة "النمر" للإمساك بواحدة من اليمامتين. أفلتت اليمامتان من كمين البسّة، لأن ولداً على درّاجته جعل اليمامتين تطيران، فتغادر البسّة موطن كمينها الفاشل.

من مراقبته للطيور تعلّم الإنسان كيف يطير، وكيف يصنع الطائرات، ومعظم الطائرات الحربية والمدنية تحتاج أن "تدرج" على مدرجات لتقلع، وإلى جنيحات لتهبط على أرضية المدرجات، لكن ذوات الأجنحة من الكائنات الطائرة، كالنحل والزلاقط، أو كالعصافير والحمام واليمام وأضراب الطير، تحطّ من عليائها بحركة أجنحتها كما تفعل الطائرات بجنيحاتها، لكنها تُقلع دون مدرجات برفرفات سريعة من أجنحتها.

انقرضت الديناصورات اللاحمة والعاشبة على السواء، لكن ديناصورات ذات ريش كانت تُقلع ركضاً، كما الطائرات على المدرجات.. ثم بفعل النشوء والارتقاء، صارت الطيور ديناصورات صغيرة متطورة، كما صارت "القطط الكبيرة" ذات نسخة مصغّرة من القطط الداجنة.
الإنسان قمة "النشوء والارتقاء" والمدجّن الأكبر للكائنات.. لكنه، أيضاً، المفترس الأكبر!

السلطان و"ميزان الميّه"
قال أردوغان: "لا نيّة للتخلي عن التحالف مع أميركا، أو الشراكة مع روسيا، أو التعاون مع إيران. علاقاتنا مع روسيا وإيران ليست على حساب الغرب وأميركا".

المصدر :جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كائنات معص وفعص كائنات معص وفعص



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday