«كادوك 2» حق الرفض وحق النقض
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«كادوك 2»: حق الرفض وحق النقض!

 فلسطين اليوم -

«كادوك 2» حق الرفض وحق النقض

بقلم - حسن البطل

ثلاثون سنة حافلة تصرّمت بين «كادوك عرفات» في باريس، و»كادوك كوشنر» في واشنطن. الأول كان يعني أن ميثاق منظمة التحرير بخصوص إسرائيل تقادم وعفا عليه الزمان، لكنه صدر بعد عام تقريباً من قرار المجلس الوطني في قاعة المؤتمرات في قصر الصنوبر الجزائري إعلان قيام دولة فلسطين، وبعد عام على اندلاع الانتفاضة الكبرى الأولى، تثنية على برنامج النقاط العشر؛ برنامج السلطة الوطنية الفلسطينية، بعد عام على حرب أكتوبر.

ذلك «كادوك» كان نافذة فتحت باب «اتفاق مبادئ أوسلو» بعد محطة مؤتمر مدريد، بحضور من باب موارب لمنظمة التحرير، وتلا ذلك أولى مفاوضات مباشرة إسرائيلية ـ فلسطينية أسفرت عن مفاجأة.

انهار «الظهير» العراقي، وكذا «الظهير» السوفياتي، وبعد انصرام للسنوات الخمس المقدرة لإعلان مبادئ أوسلو انهار بدوره، واندلعت الانتفاضة الثانية، وفي غمرتها صدرت «مبادرة السلام العربية» في بيروت بغياب ـ تغيب صاحب «كادوك» فلسطيني أول.

السلطة كادت تنهار بعد حرب اجتياح الجيش الإسرائيلي لمناطقها، لكن بطل حرب احتلال بغداد، الرئيس جورج بوش ـ الابن، أعلن «خارطة طريق» ثم بعد عام موضوعة «حل الدولتين».
يقول كوشنر في إعلان «كادوك» فشل «حل الدولتين»، وتسويقاً لحل «خارج الصندوق» يسمى «صفقة القرن»، إن مبادرة السلام العربية كانت محاولة جيدة للغاية، لكن صنع السلام على أساسها لم ينجح. لماذا؟ لأن إسرائيل غمغمت ومغمغت في قول «لعم» لها.
طويت صفحة «مبادرة مدريد» أو رباعيتها، واحتكرت أميركا بعد كامب ديفيد الفلسطيني ـ الإسرائيلي محاولات الحل، وبخاصة «حل الدولتين» الذي يعني إنهاء الاحتلال، علماً أن شارون نفسه وصفه بـ»الاحتلال» العام 2003، بينما وصفه طاقم «صفقة القرن» لاحقاً بأنه «سيطرة».
بعد انتخابه الرئيس 45 أبلغ ترامب رئيس السلطة التزامه بـ»حل الدولتين»، ثم قال، سيان لدولتين أو دولة واحدة، وأميركا توافق على أي اتفاق بين الجانبين.
بدأ انسحاب واشنطن من «حل الدولتين» بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى الفور مارست السلطة حق الرفض، لأن الاعتراف يخالف مبادئ اتفاق أوسلو، ومبادرة السلام العربية، وقرارات دولية، وحتى مواقف وسياسة إدارات أميركية سبقت إدارة ترامب.

آخر مبادرة سياسية أميركية لإنقاذ «حل الدولتين» تولّاها وزير الخارجية جون كيري العام 2014، وأحبطها نتنياهو، مع أنها تضمنت مشروع حل لأمن إسرائيل وضعه الجنرال جون ألن ومجموعة من العسكريين والسياسيين الأميركيين، وقبلتها السلطة الفلسطينية، بينما رفضتها إسرائيل.
في تبريره لانسحاب أميركا من «حل الدولتين» يقول كوشنر، إنها تعني شيئاً مختلفاً للإسرائيليين والفلسطينيين، مع أنها تعني شيئاً واحداً للفلسطينيين وللشرعية الدولية، لكن إسرائيل تدّعي أن دولة فلسطينية تشكل خطراً سياسياً وأيديولوجياً على إسرائيل، و»حل الدولة الواحدة» يشكل خطراً على يهودية دولة إسرائيل.
بينما تقبل إدارة ترامب بحق الرفض الإسرائيلي، وتُثني عليه بحق نقض «حل الدولتين»، لكنها ترفض حق الرفض الفلسطيني لـ»صفقة القرن».
حتى قبل مشروع هذه «الصفقة» اللعينة، قبل الفلسطينيون دولة منزوعة السلاح، ولكن ليس دولة منزوعة السيادة، كما قبلوا مبادلات جغرافية أرضية متبادلة.
«صفقة القرن» تعرض على الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدود السيادة جغرافياً وأمنياً وإدارياً على جزء من الأراضي المحتلة، مع ما يشبه «مشروع مارشال» إقليميا وفلسطينيا للازدهار الاقتصادي.
أميركا لا تعترف رسمياً بمنظمة التحرير، وإزاء رفض السلطة للصفقة تهدد بسحب اعترافها بالسلطة الفلسطينية، وفتح خطوط اتصالات مع شخصيات وأطراف محلية هامشية تقبل بـ»الصفقة» كأن الأمور عادت إلى حقبة «روابط القرى» في ثمانينيات القرن المنصرم.
في المقابل، فالسلطة التي قطعت علاقاتها مع إدارة ترامب، تواصل اتصالاتها واجتماعاتها مع وفود سياسية وأكاديمية وثقافية، بما فيها أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي ومؤسسات المجتمع المدني.
يقول صائب عريقات لهذه الوفود، إن الصفقة مفهوم عقاري يحمل في طيّاته موافقة طرف على بيع ممتلكاته نتيجة الإفلاس، علماً أن أركان الصفقة الثلاثية هم عقاريون وهي تعني وجود رابح وآخر خاسر، لكن «حل الدولتين» السياسي هو اتفاق طرفين وأكثر على معادلة حل سياسي فيه ربح للجميع.
مضت ثلاث سنوات تقريباً على نية إعلان «الصفقة»، وطبخ بنودها بسرّية مفضوحة تدريجياً، وتم توقيت إعلانها حسب أنسب توقيت لإسرائيل.
يقول مراقبون، إن الفلسطينيين أمام خيار الاستسلام أو الانتحار إذا قبلوا، وإذا رفضوا، لكن هناك خيارا ثالثا هو تفشيل «الصفقة» برفضها، بانتظار رفض إسرائيل لأي تنازلات هامشية لـ»الصفقة»، في مقابل تنازلات جوهرية فلسطينية. هذه حرب أعصاب بين رهان إسرائيلي ـ أميركي على الرفض الفلسطيني، ورهان فلسطيني على الرفض الإسرائيلي.

إحصائية
ازداد عدد يهود إسرائيل 10.4 ضعف بين عامي 1984 و2019. ازداد عدد الفلسطينيين فيها 13.1 ضعف. اليهود من 650 ألفاً، والفلسطينيون من 150 ألفاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كادوك 2» حق الرفض وحق النقض «كادوك 2» حق الرفض وحق النقض



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday