حيفا؛ شمّة هَوا لفحة هوى
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حيفا؛ شمّة هَوا.. لفحة هوى!

 فلسطين اليوم -

حيفا؛ شمّة هَوا لفحة هوى

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

في الدوّار ثلاث دوائر، وفي الدوائر الثلاث ثماني نخلات.. يا له من توصيف مُجحِف، لولا أن الدوّار الجديد يحمل اسم الذي على شاهدة قبره نقشوا وصيته: «باق في حيفا».
قبل ثماني سنوات، وعلى وجه الصبح، قادتنا سهام داود إلى صاحب القبر الرخامي المضيء، ربما لأن القمر كان في تمام البدر. سنراه في غزة مرّة واحدة. سنراه في رام الله عدداً من المرّات.. لكن، ما أن رآنا ورأيناه أوّل مرّة في نيقوسيا.. حتى جلجل صوته على الباب.. وسيظل يجلجل « والله لو شافكو شارون لقال خسرت ها الحرب».

بعد غيبة ثماني سنوات عن حيفا، حضرنا لنحضر، على صهوة الكرمل تماماً، تأبين ذكرى الأربعين لصاحب الميدان في رام الله، أو لصاحب القبر الجنوبي العالي.. أو لصاحب الغياب الذي يزداد سطوعاً في حضوره. سهام شابت.. وابتسامتها البيضاء أكثر بياضاً.

حيفا من هنا بدأت / وأحمد سُلّم الكرمل / والندى البحري والزعتر».. هل بدأت حيفا من وادي النسناس، والحليصة ووادي الصليب ومن البور؟ نزلتَ من الكرمل أم تصعدُ إليه؟ أم يبدأ الكرمل من سفح الجبل (هدار هاكرمل)؟ من «شارع بن غوريون» الذي يقودك صعوداً إلى «شارع هرتسل».. أم من «دوّار اميل حبيبي» تبدأ حيفا الحقيقية.. حيفا - البلد؟

للشاعر أن يرى ما يريد؟ فلمّا رأيتُ ما رأى الشاعر، من سفح الجبل ومن صهوته، فهمتُ ماذا يريد أن أرى. رأيت، ليلاً، أن للكرمل سُلّماً فعلاً. إنه مرقى من 500 درجة. إنه العَلَمُ الأبرز على سفح الكرمل. إنه يشبه نخلة خرافية مشعشعة بالضوء.. وهذا هو معبد البهائيين. إنّه الدليل الأوّل في مفتاح المطوية (البروشور) السياحي عن مزارات مدينة الكرمل، يصعده البهائيون وحدهم في طقسهم وحدهم.. لكن، نحن صعدنا الكرمل، من دوار اميل إلى شارع بن غوريون، فشارع هرتسل. هناك على صهوة الكرمل، في قاعة تشبه ما يشبه قصراً ثقافياً قال الشاعر: «كل ما كان منفى يعتذر إلى كل ما لم يكن منفى». هل ذهبت منافينا سدى؟ لا أعرف!

بعد أقل من 30 ساعة، وقفت ليلاً على التلّة حيث يرقد صاحب القبر العالي. لم أعتذر إلى البلاد من المنفى أو إلى المنفى من البلاد. اعتذرت من الشاعر لأنني بُسْتُ يد ورأس أمّه في غيابه. «جايين من رام الله يمّا».. وفي الوداع قالت بصوت واهن: «سلموا لي على ولدي يمّا». يا الله كم يشبه أمّه هذا الذي صار نجيب إخوته، هو أكثر من شقيقيه أحمد وزكي (الشقيق الثالث نصولي نزيل المستشفى). له لون عيني شقيقه أحمد.. وله، وحده من بين إخوته، أصابع أمّه.. طويلة ورشيقة.. وتلك الحركة براحتي يدين مفتوحتين وأصابع منفرجة، تبدأ من جوار مكمن القلب وترسم فضاءً ممتداً ومفتوحاً. كما رأيتم الشاعر يتلو قصائده عليكم.

لسيّد الكلام أن يتسيّد الكلام. لشقيقه زكي أن يقتصد في كتابة القصص.. وأمّا شقيقه أحمد فله أن يقلق، وهو أستاذ المدرسة، على اعوجاج لغة الضاد على ألسنة الجيل الجديد.. ولي أن أبتسم، ربما لأن حيفا بقيت حيفا، وعكا صارت عكو، ويافا صارت يافو.. أو لأن على بوّابة تلك الصالة على صهوة الكرمل كلمة واحدة بالعبرية وسهم (عل - طقس) أي (إلى مكان الاحتفال).

 كم عاصمة لهذه البلاد؟ لشعبي / شعوب هذه البلاد؟ تل أبيب، القدس، رام الله.. ولكن حيفا بالذات عاصمتي.. مسقط رأسي، وأيضاً بها كان يبدأ أول حلم العودة: حيفا.. يافا.. عكا.
صاروا في إسرائيل يحكون عن نمط المواطن تل - أبيبي، وعن نمط المواطن المقدسي.. وأمّا حيفا فهي عاصمة لسلامٍ أندلسي بعيد. حيفا مدينة والمدينة بلد.. وحيفا العربية هي عاصمة المدينة أو هي بلد - البلد. عكا العربية هي، نوعاً ما، بلد - البلد، قلب المدينة.. وأما يافا فلا طاقة لها بتل أبيب.

حمّص وفول في وادي الصليب، وتعلّمت شيئاً من كثرة البيوت العربية المغلقة. صاحب المطعم حملته الريح من أقرت. عرب وروس ويهود يوحّدهم صحن الحمّص. «يا دار.. يا دار إن عدنا كما كنّا..» أو «تنعي من بناها الدار».

حمصّ وفول على شرفة المحامية نائلة عطية.. وتعلمت شيئاً. كانت تحكي بالروسية فسألها روسي أن تعلّمه بالعربية (المي باردة).. لماذا؟ قال: جميع الصيادين هنا عرب. «مَن لا برّ له لا بحر له»، فإن كان الصيادون عرباً فقد كانت المدينة عربية.. ليكن أنها صارت مدينة الشعوب الثلاثة.
للبحّارة مفردات لغة البحر. يقول الريّس الذي على الدفّة ( أنوا anawa- إلى الأمام) أو يقول (أونوري - إلى الوراء).
* * *
احتفالية حيفا تقول: «لا هناك سوى هنا..» واحتفالية رام الله تسأل: «هوية الروح» ولصاحب القبر العالي على التلّة ههنا أن يترك السؤال معلقاً: الفكرة والدولة.
لي أن أسأل: ثلاثة نهارات وليلتان هل كانت «شمّة هوا» أو كانت «لفحة هوى»؟

قد يهمك أيضا : 

   «أين تذهب هذا المساء» ؟

   كوروناليزم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حيفا؛ شمّة هَوا لفحة هوى حيفا؛ شمّة هَوا لفحة هوى



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه

GMT 05:54 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهرفي يستقبل ممثلين عن حركة التضامن الفرنسية

GMT 19:07 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

غروس يُعرب عن رضاه بتعادل "الزمالك"

GMT 01:07 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عريقات يؤكد لا ننتظر شكرًا من "حماس" بل تنفيذ اتفاق 2017
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday