«صُنع في الصين»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«صُنع في الصين»!

 فلسطين اليوم -

«صُنع في الصين»

بقلم - حسن البطل

حرف الـ H منتصب في شعار سيارات «هوندا»، لكنه مائل في سيارات «هيونداي» انظروا الى سيارات تدرج في شوارعنا، وستجدون أن أعداد السيارات ذات الحرف H المائل تفوق أعداد سيارات ذات الحرف المنتصب، والسيارات Kia تفوق أعدادها سيارات ميتسوبيشي مثلاً!

أيضاً، سيارات «سكودا» أكثر رواجاً من سيارات «فولكس فاغن»، في الأقل كما تلاحظون في أسطول السيارات الرئيسي في شوارعنا. المسألة أن شركة «فولكس فاغن» اشترت حق إنتاج سيارات «سكودا» التشيكية، وسيارات «هوندا» أقامت فرعاً لها في كوريا الجنوبية لإنتاج نسخة «هيونداي».

سيارات الشركات متعددة الجنسية، كما شركات التبغ العالمية وشركات الأدوية والنفط أيضاً، تتنافس فيما بينها على الأسعار، أي على رخص نسبي في كلفة الإنتاج، وأجور عمال مصانع السيارات أولاً.

سيارات B.M.W الألمانية الشهيرة (كما شهرة سيارات المرسيدس وفولكس فاغن) اكتشفت أن مبيعاتها قليلة في السوق اليابانية. السبب؟ أن اليابانيين ظنوا أنها صناعة انكليزية «بريتش موتور واغن» وليست من انتاج مصانع بافاريا في المانيا، حيث كان اليابانيون مسحورين بعبارة «صنع في المانيا».

في زمن صناعي، كانت عبارة «صنع في بريطانيا» أو ألمانيا. والآن جاء زمن «صنع في الصين» والمنتوجات الصينية تخوض حرب إغراق تجارية لأسواق العالم، كما كانت المنتوجات اليابانية من قبل، التي تطورت من سيارات Desotto ذات العجلات الثلاث، الى سيارات «لكزس» التي تنافس السيارات الأميركية الفاخرة من طراز «كاديلاك».

الآن، أكبر سوق عالمي لبيع السيارات هو السوق الصيني، حيث تقوم المصانع الصينية باستنساخ الشكل الخارجي لماركات السيارات الفارهة، وتطرحها في اسواقها. ولاحقاً في السوق العالمية للسيارات، بأسعار تقلّ ست مرات عن اسعار السيارات الأصلية.

هذا الاستنساخ يشمل سيارات «بورشه» الإيطالية كما سيارات «مرسيدس» الألمانية وكذا سيارات «لاند روفر» البريطانية.

نظرة الى تطور الشكل الخارجي والداخلي للسيارات، تشير الى أنها تقلد بعضها البعض، فالمصانع اليابانية للسيارات انتبهت الى ان السيارات الأميركية ينقصها جمالية التصميم الداخلي، أما مصانع السيارات الكورية فانصرفت الى تحسين الخطوط الانسيابية الخارجية.

حصل أن استغنت شركة سيارات أوروبية عن مصممها لأنه وضع تصميماً انسيابياً لشركة أُخرى يبدو اكثر قوة من سياراتها.

حصل، أيضاً، أن شركات صناعة السيارات اليابانية كانت تشتري سيارات سوفياتية، كي تستخدم حديدها السميك والقوي لإنتاج سيارتين يابانيتين. ربما كانت السيارات السوفياتية من إنتاج مصانع الدبابات!

أيهما يفضل الزبون؟ أن يدفع ٨٠ ألف يورو لنسخة أصلية، ام ١٣ ألف يورو نسخة صينية مقلدة بنسبة ٩٠٪ للشكل الخارجي، ونسبة اقل في التصميم الداخلي؟

ليس معنى هذا أن كفاءة السيارات الصينية المقلدة تقل عن كفاءة السيارات الأصلية، لكن في حروب الأسعار والتصدير، تلعب أجور الإنتاج وأجور العاملين فيه دورا في هذه الحروب.

فشلت الولايات المتحدة في إقناع اليابان برفع سعر صرف عملتها «يوان» مقابل هذا الدولار القوي، لكن في المقابل تدعم اليابان سعر كيس الأرز، بدلا من استيراده بسعر رخيص من الأرز الأميركي، لأنه صحن الياباني اليومي!

المسألة في سعر السلع الصناعية، أن المصانع الأوروبية تستورد الأيدي العاملة الرخيصة نسبياً، لكن الشركات الآسيوية تقوم بنقل مصانعها الى بلاد ذات أجور رخيصة للأيدي العاملة.

هذا يشمل صناعات النسيج والملابس الجاهزة، حيث صارت الماركات الشهيرة تنقل مصانعها الى بلاد الأيدي العاملة الرخيصة نسبياً، خاصة البلاد الآسيوية، ولاحقا حيث البلاد الإفريقية.

الأمر يشمل قيام الصين بإعادة تصنيع الأسلحة البسيطة بالتقليد والاستنساخ أولاً، ثم التحسين والابتكار والتطوير.

مؤخراً، دخلت الصين سباق الفضاء، الذي كان حكراً على أميركا وروسيا.. ولاحقاً أوروبا، وبدلاً من انضمامها الى المحطة الفضائية الدولية، اختارت إطلاق نواة مختبر فضائي خاص بها، ثم إطلاق مركبة شحن فضائية لتلتحم بالمختبر، كمقدمة لبناء محطة فضائية خاصة بها في العام ٢٠٢٢، عندما تكون المحطة الفضائية الدولية قد أنهت عمرها الافتراضي (الكلال)!

تعرفون ان النسر هو شعار الولايات المتحدة، ولا أعرف هل هو «نسر اصلع» أم لا، لكنه يفرد أحد جناحيه، عبر المحيط الأطلسي شرقاً ليلامس أوروبا، ثم يفرد جناحه الآخر عبر المحيط الهادي ليلامس اليابان، وكذا القواعد الأميركية تزنّر الأرض!

الولايات المتحدة ساعدت، بعد الحرب العالمية الثانية، في اعادة بناء اوروبا واليابان اقتصاديا، لكن لم تساعد في اعادة بناء الصين ذات الطريق الخاص، التي اعتمدت على نفسها لبناء اقتصاد صار ثاني اقتصاد عالمي بعد الاقتصاد الأميركي، وقد يفوقه في ما تبقى من هذا القرن، بعد أن كان القرن الغارب قرناً أميركيا، والذي قبله كان قرناً أوروبيا.

بعد الحرب العالمية الثانية، وسيطرة الاتحاد السوفياتي على نصف القارة الأوروبية، كانوا يقولون : «الروس قادمون» خوفاً من الجيش الأحمر السوفياتي.

الآن، يقولون «الصينيون قادمون» لإغراق أسواق العالم بصناعات صينية من إبرة الخياطة اليدوية، حتى مركبات سباق الفضاء، الذي دخلته الهند أيضاً، ولكنها اختارت انتاج سيارات رخيصة لأن شعبها فقير، بينما تنتج الصين سيارات فخمة. الصين الشعبية ملأى بالمليونيرية.

اقتصاد بلاد التنين ذات المليار وربع المليار من البشر ينمو بنسبة ٦ - ٨٪ سنوياً، أي أكثر بأضعاف مما تنمو اقتصاديات أميركا وأوروبا. هذا زمن Made In China!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«صُنع في الصين» «صُنع في الصين»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday