فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة» !

 فلسطين اليوم -

فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة»

بقلم : حسن البطل

زميلي القديم، عبد الله عواد، المحتجب عن هذه الصفحة، كان في مقالاته يتحدث عن إسرائيل بوصفها "الدولة العبرية".

في سبعينية هذه الدولة، التي كانت قبل العام 1967 دولة الكيبوتزات والموشافيم، وصارت دولة المستوطنات، المسماة إسرائيل لا تعترف بـ"القومية الإسرائيلية" إلاّ في جواز سفرها، وفقط بصيغة أجنبية، تماشياً مع قوانين دولية لجواز السفر!

يكتب ب. مخائيل ("هآرتس" 18 نيسان) أنه مع إعلان دولة إسرائيل ماتت "الدولة العبرية". حتى إقامتها، كان كل شيء "عبرياً" عمل عبري، ثقافة عبرية، تعليم عبري، ولغة عبرية بالطبع.. لكن انقلب كل شيء في 15 أيار 1948 إلى "يهودي".

قبل أيام، وافق الكنيست بالقراءة الأولى على قانون القومية: إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي.

حسناً، من يعدّ "أبو التاريخ" المدوّن، الإغريقي هيرودوت، كتب، قبل التاريخ الميلادي بخمسة قرون، عن "فلسطينيي سورية" في سياق رحلاته، ولا شيء عن يهود فلسطين، الموصوفة في كتبهم "أرض اللبن والعسل" و"دولة بلا شعب لشعب بلا دولة"!

الآن، ربما على سبيل الوصف أو التهكُّم، تحدّث ديفيد ليفي عن إسرائيل اليهودية بوصفها "دولة "الهاي ـ تيك والبندورة"، وتحدث تسفي برئيل ("هآرتس" 25 نيسان) بقوله: دون مستوطنات، ودون تهويد، لا يوجد أي معنى لمفهوم "دولة إسرائيل" وهذا يعني "شجرة ولكن ليست شجرة كل أوراقها" أي ليست دولة كل مواطنيها.

الدول الحديثة هي دولة كل مواطنيها، باستثناء فريدة دول، وعجيبتها، ومعجزتها، المسماة دولة إسرائيل، مع أن شاعرنا القومي لا يرى في معجزاتها سوى معجزة إحياء اللغة العبرية.
.. وماتت الدولة العبرية مع إعلان إسرائيل، التي تحولت منذ احتلال العام 1967، من دولة الكيبوتزات إلى دولة المستوطنات، في "أرض اللبن والعسل" التي صارت "دولة الهاي ـ تيك  والبندورة".. والقنبلة!
حسناً، تحدّث أبو التاريخ المدوّن، هيرودوت، عن "فلسطينيي سورية"، وتحدّث صحافي إسرائيلي لا أذكر اسمه عن سورية بقوله: لولا سايكس ـ بيكو، لنشأ في سورية دولتان: سورية (ولبنان والأردن) وفلسطين جنوب سورية.

لماذا؟ لأن لبنان، دون أقضيته السورية الأربعة، هو جبل لبنان، ودولة لبنان هامش سوري ـ أوروبي، أما الأردن فهو هامش فلسطيني ـ عربي.
لفلسطين خصوصيتها السورية في ما كان "بلاد الشام" وللشعب الفلسطيني، الذي كان "فلسطينيو سورية" كيانه الخاص.

بعد النكبة، طُمست فلسطين في نظر إسرائيل، وليس في نظر الشعب الفلسطيني، وقالت غولدا مائير: لا يوجد فلسطينيون، أنا الفلسطينية. فقد حمل يهود فلسطين، زمن الييشوف وقبل دولة إسرائيل، جواز سفر الانتداب البريطاني بوصفهم من سكان فلسطين.

خصوصية فلسطين، وخصوصية النكبة، صارت خصوصية حق العودة.. وخصوصية دولة فلسطين، التي هي بمثابة هندسة عكسية لخصوصية دولة إسرائيل.

"الدولة القومية للشعب اليهودي" لا تريد دولة وطنية للشعب الفلسطيني، كما لا تريد أي حلّ (إنساني، تاريخي، قانوني) لحق العودة.

في فجر الكفاح الفلسطيني المسلّح، بعد النكبة، زعمت دولة إسرائيل، أن الفدائيين مجرد سلاح في يد دول وجيوش عربية مهزومة، وأن حق العودة سلاح فلسطيني وعربي لإلغاء إسرائيل اليهودية وحقها في الوجود!

آخر ادعاء في هذا المجال كان لموشي آرنس ("هآرتس" 23 نيسان). يقول: لكل حرب لاجئوها. اللاجئون الألمان في بولندا عادوا لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. كما بعد تقسيم الهند إلى الهند وباكستان، وتفكيك يوغسلافيا.

ما الذي يتجاهله آرنس، وزير دفاع سابق، وأحد أمراء الليكود السابقين؟ اللاجئون بعد الحروب عادوا إلى دولتهم الوطنية ـ القومية. ألمانيا، الباكستان، وكرواتيا وكوسوفو بعد تقسيم يوغسلافيا.. إلخ!

إسرائيل لا تريد دولة فلسطين، ولا تريد حتى عودة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات العربي إليها، ولا تريد حتى عودة النازحين الفلسطينيين في إسرائيل إلى ما يمكن من قراهم، بعد أن أقامت إسرائيل 700 مدينة وبلدة ليهودها.. ولا شيء للفلسطينيين فيها (باستثناء عراد في النقب)!

بلاد الشام، بعد سايكس ـ بيكو، صارت أربع دول (سورية، لبنان، الأردن.. وإسرائيل) وفيها خمسة شعوب، منذ أن قال هيرودوت "فلسطينيي سورية".

مع النكبة السورية الجارية، بعد النكبة العراقية قبلها، والنكبة الفلسطينية، انتهز صحافي إسرائيلي حال دولة سورية، وطالب بحق إسرائيل في ضمّ الجولان، لأن إسرائيل تحتله منذ نصف قرن، أي أطول مما كان جزءاً من الدولة السورية.. وايضاً، بسبب آخر "لا يوجد فيه فلسطينيون"!

سبعينية إسرائيل، وخمسينية الاحتلال اللاحق لفلسطين.. وبعد 30 سنة سيصير عمر إسرائيل قرناً، أي أطول عمراً من الهيكل الأول والهيكل الثاني.

اعتاد رسّامو الكاريكاتير العرب، قبل حرب النكسة، أن يرسموا إسرائيل أفعى، ويقال إن الأفعى ذات المائة عام تصير في الأساطير "مقرّنة" أي ذات قرون، وهي كذلك ذات قرون نووية وتكنولوجية، ولكن حق الدولة الفلسطينية وحق العودة سيبقيان مشكلة إسرائيل.

إسرائيل السبعينية فخورة بنجاحها على غير صعيد، باستثناء إلغاء فلسطين والشعب الفلسطيني. بعض الإسرائيليين يقولون إن مملكة إسرائيل انقسمت بعد 70 سنة على تتويج شاؤول إلى: إسرائيل، ويهودا، وبعد سبعين سنة انهار الهيكل الثاني.

لنترك المقارنات والأساطير والتاريخ جانباً. هناك حقيقة سياسية فلسطينية، ومنها معجزة نهوض اللاجئين الفلسطينيين.

المصدر : جريد الأيام
 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة» فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday