في «أربعين» إيران الإسلامية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

في «أربعين» إيران الإسلامية

 فلسطين اليوم -

في «أربعين» إيران الإسلامية

بقلم: حسن البطل

هناك من يعتبر، في العالم الغربي بخاصة، أن أهم حدثين ثوريين، سياسيين وأيديولوجيين، في القرن العشرين المنصرم، هما: الثورة البلشفية الشيوعية؛ والثورة الإسلامية الإيرانية.
بعد قرن من الزمان، غربت شمس «العالم الاشتراكي» منظومة ودولاً، وحتى أحزاباً، عن العالم الغربي، وبصعوبة نجد أن شيوعية الصين، اليوم، ذات صلة بشيوعية ماو تسي تونغ. 
سيقول البعض: ولكن هناك كوريا الشمالية، وكوبا، وبعض دول أميركا اللاتينية، وهي مثل جزر مبعثرة من انحسار «العالم الاشتراكي».
ماذا عن الثورة الإسلامية الإيرانية، بعد مرور أربعين سنة على شرارتها الخمينية، بعد أن خلعت تاج عرش الطاووس، وارتدت عمامة رجال الدين. 
في بدايتها الأسطورية، قال عرفات: جبهتي من خراسان إلى صور. الآن، هناك في الغرب من يقول بقوس نفوذ إيراني من طهران إلى لبنان.
قبل أربعين عاما، كانت أميركا ترى الخطورة في العروبة الناصرية، وفي ذروة مدّ تلك العروبة عملت أميركا على إقامة حلف «السنتو» أو المعاهدة المركزية.
الآن، بعد أربعين عاما، صارت أميركا ترى الخطورة بعين أخرى، هي إيران تحت حكم العمامة والملالي والولي الفقيه. 
لا مصادفة إن رأت إسرائيل ما تراه أميركا: العروبة الناصرية ثم الإسلام الإيراني. حاولت في البداية ضربه بعروبية جناح البعث العراقي، بدعم من عروبة خليجية سنّية غالباً.
إيران الشاهنشاهية كانت حليفاً إقليمياً وثيقاً لأميركا وإسرائيل، وكانت أكبر مستورد لأحدث الأسلحة الأميركية، والآن صارت السعودية هي الحليف الثاني لأميركا بعد إسرائيل، وأكبر مستورد لأسلحتها لمجابهة الخطر الإيراني، تحت غطاء ما يسمى «الحلف» السنّي ـ الإسرائيلي ـ الأميركي!
هيّا نُبعد الأربعين عن السحر والأساطير إلى السياسة، حيث ينعقد في الشهر الجاري مؤتمر وارسو الأميركي لشرق أوسط جديد يجابه الخطر الإيراني وتحالفاته، ولتمرير «صفقة العصر»، بينما يذهب الرئيس الإيراني إلى بلاد الموسكوب في سوتشي لقمة أخرى ثلاثية مع قادة موسكو الروسية، وتركيا الأردوغانية حول الأزمة السورية، عشية مؤتمر فصائلي فلسطيني موسّع في موسكو، كما كانت روسيا عقدت مؤتمرات للمعارضة السورية المسلحة لنظام سوري تدعمه وتدافع عنه روسيا وإيران!
هل فتحت موسكو أبواباً موصدة أمام المصالحة الفلسطينية؟ علماً أن بيان موسكو الفصائلي الثالث ليس بعيداً عن البيان السياسي والوطني للسلطة الفلسطينية، بخصوص الوحدة الفلسطينية، والمصالحة الوطنية، والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ومعارضة الصفقة الأميركية.
تبدو موسكو الروسية ـ الأرثوذكسية أنجح في نسج وإدارة تحالف المصالح مع إيران الشيعية وتركيا السنّية من سعي واشنطن إلى بناء تحالف أوسع ضد إيران في مؤتمر وارسو، لأن الاتحاد الأوروبي ودول الخليج لا تتفق معها إزاء حصار إيران، أو إزاء «صفقة القرن»، وحصار السلطة الفلسطينية. أميركا لم تدع إيران إلى مؤتمر وارسو، وفلسطين رفضت دعوة لحضوره وهما على صواب.
يقولون إنه في عمر الأربعين يصل الإنسان إلى سنّ النضج والحكمة. إيران بلغت هذا العمر بحضورها مؤتمر فيينا (5+1) حول برنامجها النووي، لكن أميركا ارتكبت حماقة الانسحاب من اتفاق فيينا الدولي، وفلسطين لم ترتكب حماقة إيماءة قبول «صفقة العصر».
عشية انعقاد مؤتمر وارسو، يبدو أن تحالفاً رسمياً ضد إيران قد «تفركش»، كما أن محاولة أميركا تسويق الشق الاقتصادي من «صفقة القرن» ستفشل لأن شقها السياسي غير مقبول من الفلسطينيين، سلطة وفصائل، وغير مقبول من السعودية، عميدة مشروع السلام العربي، وعميدة الدول العربية السنّية التي تريد واشنطن توريطها في تحالف ضد إيران.
هناك من يفسر أردوغانية تركيا الإسلامية بعقدتها من دور العرب في انهيار الإمبراطورية العثمانية وموت «الرجل المريض»، وهناك من يفسر سياسة إيران الإسلامية الخمينية بعقدتها من دور الفتح العربي في تقويض الإمبراطورية الفارسية، لاحقاً و»قادسية صدام» في بداية الثورة الإسلامية الإيرانية، والحقيقة هي أن على العرب الاعتراف بأن الحضارة العربية ـ الإسلامية هي حضارة عربية ـ فارسية أولاً.
لم يفتح العرب بلاد فارس بين معركة حاسمة وبين عشية وضحاها، فقد تمرّد الإيرانيون على الفتح العربي ـ الإسلامي طيلة قرنين بعد معركة القادسية، كما فصّلها البروفسور غلام حسين صديقي في رسالة دكتوراه من جامعة السوربون وتتوفر لها ترجمة عربية.
الثورة الإسلامية الإيرانية، في شباط قبل أربعين عاماً، قادمة من البعيد وذاهبة إلى البعيد، كما هو حال يهودية إسرائيل، وكذلك المقاومة الفلسطينية لإسرائيل وأشكالها طيلة قرن من الصراع.
مرّ زمن كانت فيه «مزاودة» عربية على فلسطين في نضالها وسياستها وإدارتها للصراع مع إسرائيل. 
الآن، ومنذ أربعين سنة، تمارس إيران سياسة عقلانية تجاه العالم، وتجاه إسرائيل تتحدث بلغة العداء الوجودي لها دولة، كما تتحدث إسرائيل بلغة العداء الوجودي للنظام الإسلامي الإيراني، كما كانت تتحدث عن الخطر الوجودي العربي عليها.. والآن: الخطر السياسي الفلسطيني!
بعد أربعين عاماً وصلت (م.ت.ف) إلى سنّ النضج والتعقّل السياسي والواقعية. هل بعد أربعين سنة مقبلة ستصل إيران الإسلامية إلى سنّ التعقّل السياسي، الذي وصلت إليه روسيا والصين، من الحرب الأيديولوجية إلى لغة السلام الاقتصادي، والتعايش السلمي؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في «أربعين» إيران الإسلامية في «أربعين» إيران الإسلامية



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday