يراني  ولا يرى ما أرى
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

يراني .. ولا يرى ما أرى!

 فلسطين اليوم -

يراني  ولا يرى ما أرى

بقلم : حسن البطل

سألني طلال الثاني: "ممّ تخاف؟"، فأعطيته جوابي: "من شياطيني الداخلية.. ليس إلاّ"، وظلّ طلال الثاني يذكرني بما فهمه من معانٍ مختلفة لجوابي "الغريب".. حتى والسرطان بدأ ينهش رأسه؟
طلال الثاني عاد جثة منتفخة، أصلع الرأس، إلى مسقط رأسه في "ميس الجبل"، إحدى أقرب القرى اللبنانية إلى حدود فلسطين.
كان طلال (الذي عَمِل، في طفولته، دليلاً لأوائل الفدائيين في جنوب لبنان) خذل وصيّتي التي أوصيته بها رجلاً وزميلاً أمام "المقر الحربي" لجريدة "فلسطين الثورة" قبل أيّام من خروجنا: تزوّج روضة يا طلال. اذهب إلى قريتك "الميس" عامين أو ثلاثة.. وعندما تتبدل الأحوال، سيكون زواجك بلاجئة فلسطينية من مخيم شاتيلا مُعيناً آخر لك، في نضالك الجديد نحو معنى جديد لـ "التلاحم اللبناني - الفلسطيني".
عَمِل طلال همداني بنصف الوصية. تزوّج من روضة.. ولحق بنا إلى قبرص، وعَمِل مثل ساعدي الأيمن، أي سكرتيراً للتحرير في مجلّة "فلسطين الثورة".. حتى قبل نهاية الشوط بقليل.
ذات صباح، وفي غرفتنا المشتركة، باح لي بسبب خيانته لنصف وصيّتي. قال: عندما خرجتم، فقد لبنان كثيراً من روحه. لم أتعلم المنفى واللجوء مثلكم. لكن "جماعة أمل" جعلت حياتي مستحيلة في "ميس الجبل"، فإمّا أن أنضمّ إلى "حزب الله"؛ وإمّا أن أحمل السلاح ضد أصدقاء طفولتي الذين صاروا في "أمل".. وإمّا أن ألحق بكم.
- أهلاً وسهلاً؟ قلت له. أهلاً بك في وطن مؤقت فلسطيني في المعنى.. وفي المنفى! كان رهاننا -أنا وطلال الثاني- حول هذه النقطة: هل يستضيفني، يوماً، في "ميس الجبل" أم أستضيفه، يوماً بعيداً، في "طيرة الكرمل".
لم يذهب طلال الثاني، اللبناني الشيعي، إلى النسيان، لكن بعد موته تفاقم خوف روضة على مستقبل أولادها، انتهى طلال إلى قبر في بلاده لبنان أقرب ما يكون إلى فلسطين؛ وانتهت روضة وولداها "يزن" و"فادي" إلى لجوء كندي.
.. وأما طلال الأول، السوري، وسكرتير تحرير "فلسطين الثورة" في المرحلة البيروتية، فقد انتهى إلى قبر في مقبرة الشهداء بمخيم شاتيلا، بعد أن شقّت قذيفة كتائبية صدره، وأخرجت قلبه إلى التراب، وقد كان في مهمّة صحافية إلى "تل الزعتر" المحاصَر.
على قبر طلال الأول؛ طلال رحمة، صديق العمر، وضعت وردة، وعلى قبر طلال الثاني سأضع وردة ذات يوم.
* * *
سألني صديق في رام الله "ممّ تخاف؟"، فلم أعطه أيّ جواب. سأعطيه لقارئي: أخاف ملاكين رجيمين (أكرّر: ملاكين رجيمين)، أحدهما ابن زميلي (الراحل) محمد حمزة غنايم في باقة الغربية؛ وثانيهما ابنة زميلي عزت ضراغمة في بيت لحم.
.. وأيضاً، أخاف شيطاناً رحيماً (أكرّر: شيطاناً رحيماً) يُدعى "الانترنت" لماذا؟
لأنّ رأي الزميلين غنايم وضراغمة، وسواهما، في كتاباتي لا يعنيني كثيراً، وأما رأي الابن والابنة فأحسّه ثقيلاً على كاهلي، لا لشيء إلاّ لأنني أتذكّر تأثيرات قراءاتي الأولى عليّ في أوّل سنّ اليفاعة.
فلماذا أخاف هذا "الانترنت"؟
لأسباب عدّة، سأتحدّث عن "الطازج" منها:
أطلّ عليّ، "البروفيسور عبد القادر ياسين"، من جامعة غوتنبرغ السويدية، عبر "الانترنت" برسالة، مطلعها: "سأستغرب إن كنتَ تتذكّرني".
عبد القادر ياسين يلاحقني بمشاغباته التي أتعبتني في بيروت، وأرهقتني في نيقوسيا، ويكاد يقصم ظهر صبري بسؤاله "الساذج": كيف تشعر وقد أنهيت 48 عاماً في المنفى؟ وهل أن "وطن الدولة" أخذ منك "وطن الحلم والمعنى".
* * *
يا زميلي عبد القادر ياسين، إليك جواباً مقارباً؛
ذهب شعبي عميقاً في الطحين، وذهب أصدقاء كثيرون (لك ولي) عميقاً في دمهم، وها أنا أذهب، في الفترة بين فرض طوق ورفعه، عميقاً "في تفاصيل البلاد"!
من دون الذهاب "في تفاصيل البلاد" لن تحسّ بما عناه درويش في أمله أن "نُصاب بالوطن البسيط واحتمال الياسمين".
فقد مات طلال الأول وطلال الثاني، وعشرات الآلاف سواهم، قبل أن نصاب بـ "الوطن البسيط"، ولعلّك، في غوتنبرغ، تستطيع أن تشمّ شيئاً من رائحة الياسمين.. والسلام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يراني  ولا يرى ما أرى يراني  ولا يرى ما أرى



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday