حارس المرمى
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حارس المرمى

 فلسطين اليوم -

حارس المرمى

بقلم : حسن البطل

خلقته أمه لهذه اللحظة: عصفور يفرّ إلى ..الخطر. وخلقته قوانين اللعبة إلى استثناء القاعدة: الكرة لأقدامهم في قانون الحركة؛ وليديه في قانون إخماد الحركة.    

.. وللكرة كل هذا الدلال المشين في التقلب السريع، والانتقال من خلال أقدام اللاعبين (يسرى ويمنى) إلى خلال أصابع كفيه العشر. لا يضرب اللاعب الكرة بقدمين اثنتين؛ ولا يمسك حارس المرمى الكرة بأصابع يد واحدة.. قد يركلها بقبضة يد واحدة لينعطف الخطر عن حياضه، لكن لا تنفجر حناجر المشاهدين كما عندما تفرض أصابع حارس المرمى العشر قانون السكون على كرة خلقت لقانون الحركة.     

هناك علاقة تعاطف سرية بين الكاتب وحارس المرمى، ولعلها كالتالي: إن ثلاث أصابع تمسك بالقلم .. أو أن أصبعين تساعدان الإبهام في الإمساك بالقلم. أما حارس المرمى فإن ثماني أصابع تساعد إبهامين للامساك بالكرة من جنون الحركة وتطويعها إلى حكمة الاستقرار في لحظة خاطفة، تكفي لتدور اللعبة دورة جديدة.    

للاعب في الفريق أن يدور حول الكرة التي تدور، فتراه مقبلا ومدبرا، ومن الجانب الأيمن والجانب الأيسر. أما حارس المرمى فكأنه حركة القمر حول الأرض، لا ترى إلا جانبه المضيء. قلما تتخطى حركته صندوق الملعب.. حيث الغلطة البسيطة تتحول عقوبتها من حكم الجنحة إلى حكم الجناية، ويصدر الحكم حكمه في لحظة واحدة: ضربة جزاء. آنذاك، يا للقهر الحقيقي والمفتعل، ويا للفرح الحقيقي او المفتعل.    

ضربة الجزاء أشبه بحقل رماية على محكوم بالإعدام يراه الكلّ .. ولا يرى هو سوى شيء واحد: قذيفة قاتلة عليه أن «يقتل» حركتها، ويعقل جنون اندفاعها، وان يفر من «الخطر» المقبل لا كما تفر العصافير، بل كما يهجم الأسد الغاضب.   

طلقة الإعدام قاتلة من مسافة 9 أمتار (11 ياردة)، وقذيفة الكرة شبه قاتلة من هذه المسافة .. والفارق؟ أن طلقات الإعدام تتبعها طلقة الرحمة أو الإجهاز، وأما قذيفة الجزاء، فهي تحيي انفجار الفرح هنا، وانفجار القهر هناك.. على ملعب واحد، ومدرجات ملعب واحد .. والكل أطفال بعد الهدف بقليل.    
لكرة القدم جمال صراع قانون القاعدة مع قانون الاستثناء. ولها، أيضا، هذا «الإله الداخلي» في الصدور.   

الحماسة هي هذا الإله (كما قال اندريه مالرو) الذي يضيء وجه اللاعب .. دون أي «رتوش» من تصنع الكذب. حيث الفرح شعور صرف كالفرح، والغضب شعور صريح كالغضب، والأسى يكوي كالأسى .. دون مجاملة. الكل رجال في اللعب، ولا أحد يعفّ عن خدع الأطفال المعتادة: الغش الصريح والغش المخفي .. ولصفارة الحكم أن تقول كلمتها فاصلة، فتأتي مع العدالة غالبا، ومع الهوى أحياناً نادرة.. ولا يستطيع الحكم أن يرى كل شيء، وعليه أن يحسم في كل شيء. لا غنى عنه أن عدل وان مال مع الهوى.   

في كرة القدم لا يتعلمون فنون الدراما كما على المسرح. لا يتعلمون فنون الإلقاء، ولا قواعد الرقص. مع ذلك يجيدون دراما انفعال الفرح، وكما الأطفال يرتمون على الأرض يدقون قهرهم بقبضات ايديهم فيجيدون دراما الحزن، وكما الجرحى يتلوون من الألم.. ويبصقون لعابهم مثلما يحلو لهم أن يفعلوا، ويؤدون الرقصة في منتهى الرشاقة غالباً، وقد تخذلهم في اللحظة الحرجة الكرة الطائشة أو ربلات سيقانهم، أو كاحل قدمهم. أو يترددون بين ركل الكرة بقدمهم أو برؤوسهم.. أو يغارون عليها غيرة قاتلة من زملائهم.
بماذا يصفون الإنسان العصامي الناجح؟    

يقولون: يقف على أرض ثابتة! أو يقولون: يقف على قدمين راسختين .. وأما على ملعب الكرة، فإن الأداء الناجح هو العلاقة المتكاملة بين الحركة والسكون.. كما هي بالضبط هذه الكرة التي تذهب في كل اتجاه يشاء اللاعب، وفي اللحظة الحرجة تذهب إلى حيث تشاء قوانين الحركة الطبيعية (تحريك ساكن أصعب من تسكين متحرك).    

ها هنا يكمن جمال خاص للعبة كرة القدم: حوار بين قواعد الحركة الطبيعية وبين قواعد اللعبة.. وكل فريق يحاول تسخير قوانين الحركة الطبيعية لتكون حليفة وفي الاتجاه الذي يريده: قفص يعلو سطح الملعب 212 سم ويمتد 350 سم .. وحارس مرمى عليه أن يكون مع قوانين اللعبة وضد مجرى اللعب من المرمى إلى المرمى.    

خلقته أمه لهذه اللحظة الحرجة بين دلال الكرة وعنفوان اللاعب، وهوس الجمهور .. وصفارة الحكم. إنه حارس المرمى. وقانونه: الواحد للكل في لعبة قانونها الكل للواحد. إنه حامل الرقم «واحد» غالباً .. أو الرقم 22 أحياناً.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حارس المرمى حارس المرمى



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday