كيف يفكر الرجال الثلاثة بوتين رجل الدولة والتاريخ
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كيف يفكر الرجال الثلاثة؟ (بوتين... رجل الدولة والتاريخ!)

 فلسطين اليوم -

كيف يفكر الرجال الثلاثة بوتين رجل الدولة والتاريخ

بقلم : ممدوح المهيني

يتمتّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمزايا وصفات تشابه الرئيس الصيني جينبينغ. كلاهما تدرج في مؤسسة الحكم وعمل خلف الكواليس، كلاهما يؤمن بقوة الدولة وسيطرتها، كلاهما يؤمن بتغيير النظام الدولي الليبرالي. وهذه أسباب كافية لتجعل منهما حليفين موثوقين.

لا يخفي الرئيس بوتين موقفه من النظام الليبرالي، وأصبحت هذه النقطة أساسية في طريقة تفكيره. فقد قال عنه إنه نظام ميت، نظام مصمم لخدمة الغرب ومعاقبة خصومه وعلى رأسها روسيا. في جلسات مطولة يسهب الرئيس بوتين في الحديث لساعات عن مكانة روسيا وإرثها ودورها ويستحضر فصولاً من تاريخها. في حواره الشهير مع تاكر كارلسون طلب من المذيع الأميركي الذي قاطعه في البداية أن يصمت ويدعه يشرح أفكاره، وغاص بعدها في التاريخ الروسي والكنيسة الأرثوذكسية وتفريط ستالين في كييف، وخلص إلى أن أوكرانيا الحالية بلد مصطنع وبأن زيلينسكي يهودي مؤيد للنازية. التاريخ يلعب دوراً كبيراً في تفكير الرئيس بوتين، وهذا ما يجعله مختلفاً عن الرئيس الصيني المهتم باستعادة المجد الصيني من دون أن يغرق في الماضي. يرى الرئيس الروسي أن الغرب قلل من احترام الاتحاد السوفياتي الذي كان في يوم ما قطباً عالمياً، ولكنه انهار بسبب الحرب الباردة الغربية عليه. ولكنّ أحداً لم يتوقع أن موسكو ستعود لقوتها وتستعيد شيئاً من جبروتها وتعيد تموضع نفسها على الساحة الدولية، ولكن هذا ما فعله الرئيس بوتين الذي أعاد ترميم الاقتصاد الروسي المفكك، وأعاد الثقة للشعب الروسي المنكسر، وقام بالتحول من الخطابات الآيديولوجية الشيوعية والماركسية وتخلى عن الشعارات العمالية، وانتقل إلى الخطاب المحافظ اليميني الذي يركز على قوة الدولة وأعاد الكنيسة إلى صلب الهوية الروسية بعدما قامت الثورة البلشفية بشطبها.

نجح الرئيس بإصلاح الاقتصاد الروسي، خصوصاً في بداية حكمه حتى غزوه جزيرة القرم. بوتين معادٍ للثورات ويرى أن الثورات الملونة التي حدثت في دول مجاورة ليست لأسباب داخلية، بل دبرت بأيادٍ غربية هدفها الأول ليس هذه الدول، ولكن إضعاف موسكو إن لم يكن إسقاطها. تمدد «الناتو» على الحدود الروسية على خمس موجات أثبت هذه النيات التي لا يخفيها بعض القادة الغربيين الذين اعتقدوا أن روسيا خرجت من لعبة التنافس الجيوستراتيجي حتى أعادها بوتين على الخريطة.

يؤمن بوتين بفكرة قوة الدولة لحماية البلد، وفرض النظام داخلياً، ومنع الذئاب الجائعة من الانقضاض على روسيا التي يرى أنها مطمع بسبب ثرواتها الطبيعية. إن لم تكن قوياً فستتعرض للضرب والإهانة من المتنمرين، هكذا قال بوتين مرة في أحد خطاباته، وكلمات مثل الاحترام والإهانة والمكانة تشكل عوامل مهمة في طريقة رؤيته للعالم، وهذا يتسق أيضاً مع تيار في التاريخ الروسي يرى أن الأمة الروسية لم تحظَ بالمكانة التي تستحقها، وأن القوى الغربية قامت بمحاصرتها ومنعها من بسط هيمنتها العالمية. بالنسبة لبوتين، بما أن هناك الاستثناء الأميركي، هناك أيضاً الاستثناء الروسي. الأمة الروسية أعرق من الأمة الأميركية. ولهذا سعى بوتين ليس إلى جعل روسيا قوية فحسب، ولكن أيضاً لفرض قوتها على الساحة الدولية عندما تدخل في جورجيا وسوريا، وعزز حضور موسكو في أفريقيا واحتل القرم، وجاءت بعد ذلك الحرب الأوكرانية التي يفسرها الرئيس بوتين، بحسب كلامه، أنها أراضٍ روسية ضيعها البلاشفة بلا سبب مفهوم. في الوقت الذي يرى الآخرون أن ما قامت به موسكو غزو غير شرعي، يرى بوتين أنه واجب قومي لحماية روسيا من السلاح الأوكراني الذي أصبح في يد الغرب وعلى حدوده ومناطق نفوذه. تاريخياً، يجد بوتين صعوبة في الاعتراف بأوكرانيا كدولة مستقلة بعد أن كانت جزءاً من الإمبراطورية السوفياتية. بوتين رجل الدولة ورجل التاريخ والآن هو الرجل الذي يحمل مهمة فرض القوة الروسية على المسرح العالمي، على الرغم من العقوبات والعزلة الغربية المفروضة عليه.

تحدي النظام الدولي الغربي وتكسير قوانينه واحدة من أهم أولوياته. ولكي يهزم الأخ الأكبر الأميركي الذي يعاقب الجميع عليه أن يتحالف مع الأخ الأكبر الثاني وهو بكين، وهذا ما نجح فيه. العلاقة مع بكين أنقذته في حربه مع أوكرانيا بعد العقوبات الغربية، والاثنان يريان أن تحالفهما هو تحالف ضرورة لتشكيل قوة مكافئة للهيمنة الغربية. كوريا الشمالية التي زوّدته بالجنود، وإيران التي زوّدته بالمسيّرات محوران صغيران في هذا التشكل الجديد.

يصنع بوتين عالمين ثقافيّين، عالمه المحافظ الملتزم بقيم العائلة والدين، وعالم الغرب الليبرالي المؤمن بحرية الهوية الجندرية والتعدد الجنسي وكسر تقاليد الزواج بين الرجل والمرأة. تجد هذه الرؤية حتى في الغرب الكثير من الأنصار الذين يشعرون بالضجر من ثقافة «اليقظة»، ومن بينهم شخص آخر مهم اسمه دونالد ترمب وهو من نحاول قراءة شخصيته في المقال القادم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يفكر الرجال الثلاثة بوتين رجل الدولة والتاريخ كيف يفكر الرجال الثلاثة بوتين رجل الدولة والتاريخ



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday