حرب غزة مأزق «حماس» وإسرائيل معاً
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حرب غزة... مأزق «حماس» وإسرائيل معاً

 فلسطين اليوم -

حرب غزة مأزق «حماس» وإسرائيل معاً

بقلم : نبيل عمرو

آخر خطابٍ ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ترويجٍ مبالغٍ فيه قبل أن يلقيه، كشف بالسطور وما بينها عمق المأزق الذي تردت إليه إسرائيل، والذي تعمّق في عهد الرئيس ترمب بدلاً من أن تخرج منه.

الرئيس ترمب ومساعدوه منحوا نتنياهو أسابيع قليلة لإنجاز المهمة، أو على الأقل الاتفاق على وقفٍ لإطلاق النار، يمهّد الطريق للدخول في مفاوضاتٍ تنهي الحرب.

استغل نتنياهو الأسابيع الممنوحة له بتوسيع مساحة احتلاله لأجزاء من غزة، بلغت ما يزيد على الخمسين في المائة من أراضيها، ورفع وتيرة القتل والتدمير كما لو أن الحرب في بدايتها، من دون أن يقترب من تحقيق الهدف الذي يشاركه الأميركيون فيه، وهو استعادة الرهائن وفرض الاستسلام على «حماس».

وجد نتنياهو نفسه في حالة بالغة الصعوبة، فهو من جهة يواصل حرباً من دون تحقيق نتائج حاسمة، ومن جهة أخرى تشتعل في إسرائيل مظاهرات وعرائض وأنشطة جماعية تتسع كل يوم، تطالبه بمفاوضات جدية نحو صفقة تبادل تعيد جميع المحتجزين الأربعة والعشرين الأحياء وما تبقى من جثث للأموات، وهذا ما يرفضه نتنياهو ويرى أن الذهاب إلى ذلك يعني نهايته السياسية.

الخطاب الأخير لنتنياهو استقبل في إسرائيل بالسخرية، كونه لم يتضمن أي إشارة مقنعة لما يتعين عليه أن يفعل من أجل تخليص الرهائن، وكذلك لاجتراره المتكرر لما وصفه بالإنجازات المذهلة التي حققها في حرب الجبهات السبع، ولكنه يجد من يسعى إلى سلبها منه وإلقائها في «البالوعة» كما قال حرفياً.

مأزق نتنياهو يقابله مأزق «حماس»، التي تقدم عروضاً لإسرائيل والوسطاء يرفضها نتنياهو بصورة مطلقة، ويعزز رفضه بمزيدٍ من التوغل في الحرب، وتدمير البعض القليل مما تبقى في غزة من مرافق وبيوت وحتى خيام. ذلك مع تشديد الحصار بإغلاق المعابر لمنع دخول أي مساعدات. ما دفع فلسطينيين إلى التظاهر رافعين شعار «بدنا نعيش»، بينما «حماس» صاحبة قرار الحرب أو التسوية لا تملك ما تجيبهم به، وما يخفف من معاناتهم المتفاقمة كل يوم بل وكل ساعة.

مأزق «حماس» متداخلٌ مع مأزق إسرائيل، «حماس» تقاتل بلحمها الحي وبإمكانات تتناقص بما لا يقاس مع إمكانات الخصم العسكرية والتسليحية والتدميرية، وكل ما تقدمه من مبادرات للخروج من المأزق، يتعارض مع أجندة نتنياهو القائمة على مواصلة الحرب، حتى يتحقق النصر الذي ينشده، وعلامته هي استسلام «حماس»، ومغادرة قادتها الميدانيين قطاع غزة إلى منافٍ بعيدة، ذلك بعد حصوله على مشهد إذلال ومهانة لا لُبس فيه بتسليم السلاح.

وتدرك «حماس» صعوبة الحالة التي وصلت إليها، وتدرك كذلك كم تأثرت بتخلي الحلفاء عنها من «حزب الله» القريب، إلى إيران البعيدة، وتدرك كذلك أن المشاغلة الحوثية لا تصل في تأثيرها ما يعيق الأجندة العسكرية للجيش الإسرائيلي، فضلاً عن أن الحوثيين واقعون تحت وطأة حربٍ مباشرة، تشنها الولايات المتحدة ومن معها من حلف «الناتو»، وتسجل خسائر فادحة في الأرواح والمنشآت.

تطورت أمور الحرب في غزة، لتصل إلى حد كونها مأزقاً لا يظهر منه أفق عملي لإنهائها، وهي مأزق للفلسطينيين جميعاً ولقضيتهم ولكل ما بين أيديهم، وليس لـ«حماس» بمفردها، ذلك أن ما أفرزته من عصفٍ على الضفة، وإغراءٍ لإسرائيل على تطوير مشاريعها الاستيطانية والإلحاقية فيها، تجاوز حدود جغرافية غزة واليوم التالي بشأنها، ليطرح السؤال الأهم حول الضفة ومصيرها.

نار غزة المشتعلة من دون هوادة، والفشل في الوصول إلى تهدئة عبر هدنٍ محدودة وتبادل الأسرى، واستشراس نتنياهو عليها بتوسيع احتلاله لها، أخذ الاهتمام بعيداً عن الضفة وما يجري فيها، بما في ذلك إجراءات إسرائيل ضد السلطة ورئيسها الذي أعيق سفره إلى سوريا إلى أن تم تجاوز الإعاقة التي انطوت على رسالة إلى رئيس الحكومة الفلسطينية الذي مُنع من زيارة بعض المناطق في الضفة، المفترض أنها واقعة تحت سيطرته وفق الاتفاقيات، مع إجراءات لا يُعلن عنها وكلها تصب في مصلحة الأجندة اليمينية الإسرائيلية الهادفة إلى مزيدٍ من السيطرة على الضفة وعلى حياة الناس فيها.

إنه المأزق المتداخل بين إسرائيل و«حماس»، وبين غزة الواقعة تحت النار، والضفة الواقعة في حربٍ تكاد تكون منسية، وبين العالم الذي لا يستطيع فعل شيء بينما المأساة الإنسانية تتواصل وتتعمق وتتسع، والإغلاق السياسي يزداد إحكاماً ولا أحد يعرف الآتي بعدُ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب غزة مأزق «حماس» وإسرائيل معاً حرب غزة مأزق «حماس» وإسرائيل معاً



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday