عباس أعجز من أن ينفذ كلامه
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عباس أعجز من أن ينفذ كلامه

 فلسطين اليوم -

عباس أعجز من أن ينفذ كلامه

عبدالستار قاسم
بقلم : عبدالستار قاسم

بداية لا بد من الإشارة إلى حقائق تجاوزتها منظمة التحرير الفلسطينية وخذلت فيها الشعب الفلسطيني وتخلت عن دورها (المشكوك فيه أصلا) في تحرير الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه الوطنية الثابتة. كانت منظمة التحرير الفلسطينية أكبر تنظيم مزور يدعي العمل باتجاه التحرير، وكانت سياساتها خداعة وكاذبة ولكن تحت ستار وطني كاذب.

وكان واضحا للمتتبع لسياسات قيادة المنظمة أنها لا تحرص على العمل المقاوم، بقدر ما أنها كانت تستخدم ذلك العمل الذي لم يكن ناجحا لتكون جزءا من صفقات مع العدو ليكون لها شأن سياسي ونفوذ. وقد كتبت كتابا حول هذا الموضوع بعنوان الطريق إلى الهزيمة، إذ ما كنت أراه لم يكن يوحي أبدا بجدية قيادة المنظمة في العمل المقاوم، وأن مختلف نشاطاتها كانت تؤكد رحلتها نحو الجلوس مع الصهاينة بحثا عن حلول سلمية ولو على حساب الشعب الفلسطيني.

لقد كان الشعب الفلسطيني ضحية العديد من المؤامرات التي ساهمت فيها جهات غربية وعربية وفلسطينية، وبقي يظن أن القيادة جادة في استعادة الحقوق إلى أن وصل الشعب الفلسطيني إلى حالة من التيه والضياع أيقن معها أنه كان ضحية الدجل والتضليل والأكاذيب.

  اكتسبت القيادات الفلسطينية موقعها ونفوذها وهيمنتها على الشعب الفلسطيني من خلال قبولها بأن تكون وكيلا للاحتلال، وأن تمارس كل ما يلزم من أجل الهبوط بالشعب الفلسطيني وبثقافته الوطنية والتزامه باستعادة حقوقه الوطنية.

لنقطة الأخرى أن اتفاق أوسلو وما ترتب عنه من اتفاقيات متتالية لم يكن شرعيا أبدا وهو باطل لأنه خالف القانون الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية والقرارات الفلسطينية والميثاق الوطني الفلسطيني. ومن العجيب أن منظمة التحرير ألغت الميثاق الوطني الفلسطيني بعد ثلاث سنوات من توقيع الاتفاق! كان يجب ألا تمر هذه المهازل على الشعب الفلسطيني، لكن سياسة شراء الذمم التي اتبعتها قيادة منظمة التحرير أدت إلى خروج جماهير غفيرة يوم توقيع الاتفاق إلى الشوارع ابتهاجا بالتوقيع. حتى إن جماهير قد خرجت ابتهاجا عام 1988 عندما اعترف المجلس الوطني الفلسطيني بالكيان الصهيوني. لم تكن هناك أمانة من قبل المثقفين وأغلب الكتاب ورجال القانون في مواجهة التغييب القانوني للإرادة الفلسطينية.

أما النقطة الثالثة فهي أن عباس سبق أن قال إنه لن يلتزم بالاتفاقيات إن لم يلتزم الكيان الصهيوني. وفي كل مرة، كان عباس يخدع الناس ويستمر في الالتزام. حتى إنه خدع الأمم المتحدة عندما أعلن من على منبرها أنه لن يلتزم. انتظر العالم خطواته العملية لكنه لم يفعل شيئا. وكم من مرة اتفق مع الفصائل الفلسطينية على وقف التنسيق الأمني، لكنه لم يكن يفي بوعوده. وهذه المرة لن تكون مغايرة لما سبق. فهو لم يخرج من المفاوضات، وما زال يتمسك بها بخاصة عندما قال إنه لا يقبل الولايات المتحدة وسيطا وحيدا. أي أنه يقبل أمريكا وسيطا ضمن مجموعة، والمعنى أنه ما يزال في عقلية التفاوض مع الصهاينة.

والنقطة الرابعة تتعلق بالسؤال: هل يستطيع عباس إلغاء الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني؟

عبر سبع وعشرين سنة من المفاوضات البائسة والفاشلة، رهنت القيادات الفلسطينية نفسها ورهنت الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني، وأصبح الارتباط بين هذه القيادات والصهاينة عضويا ويشمل الكثير من المصالح الخاصة والنعم.

اكتسبت القيادات الفلسطينية موقعها ونفوذها وهيمنتها على الشعب الفلسطيني من خلال قبولها بأن تكون وكيلا للاحتلال، وأن تمارس كل ما يلزم من أجل الهبوط بالشعب الفلسطيني وبثقافته الوطنية والتزامه باستعادة حقوقه الوطنية. خدمة الاحتلال هي مبرر وجود هذه القيادات، وإذا كانت ستتوقف عن خدمته فإنها ستفقد الكثير من الامتيازات. فهل لديها الاستعداد للتضحية بامتيازاتها وامتيازات أبنائها وبناتها وأخواتها من أجل شعب فلسطين؟

عملت قيادات منظمة التحرير على مدى سنوات إلى جر الشعب الفلسطيني من فشل إلى فشل ومن هزيمة إلى هزيمة، ومن تهجير إلى تهجير، وأذاقت الشعب مرّ العذاب من أجل سجادة حمراء وامتيازات مالية ودنيوية رخيصة،

خبرتنا تؤكد أن مصالحها الشخصية وامتيازاتها هي العليا. الكيان الصهيوني يقبض على الكثير  من الحقائق والفضائح التي مارستها السلطة الفلسطينية وهو قادر على نشر معلومات تذهل الشعب الفلسطيني بخاصة الذين ما زالوا يعاندون ويصرون على بقائهم ضمن أهل أوسلو.

عملت قيادات منظمة التحرير على مدى سنوات إلى جر الشعب الفلسطيني من فشل إلى فشل ومن هزيمة إلى هزيمة، ومن تهجير إلى تهجير، وأذاقت الشعب مرّ العذاب من أجل سجادة حمراء وامتيازات مالية ودنيوية رخيصة، فهل ستضحي بجهودها عبر كل السنوات السابقة ومنذ عام 1972 وتتمرد الآن على الكيان الصهيوني وأمريكا؟

فلسطين ترخص أمام المكاسب والمناصب، وحقيقة لم تكن المناصب والمكاسب إلا ثمن التنازل عن الوطن. وحقيقة أخطأ لطفي البوشناق عندما قال خذوا المكاسب والمناصب لكن اتركوا لي الوطن. الوطن هو لقاء المكاسب والمناصب... بئسوا.

قد يهمك أيضا :  

قرارات مرتقبة للقيادة الفلسطينية في مواجهة "الضمّ" الإسرائيلية

  تيسير خالد يرحب بموقف جو بايدن من مخططات الضم الاسرائيلية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس أعجز من أن ينفذ كلامه عباس أعجز من أن ينفذ كلامه



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday