كورونا وشيوخ من زمن الطاعون
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون

 فلسطين اليوم -

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون

زكرياء الابراهيمي
بقلم : زكرياء الابراهيمي

ينشط العقل الديني زمن الأزمات، ويجد في مصائب الأمم ومآسيها مناسبات لإنتاج أغاليط وترهات تقتات على الخوف والقلق الذي يميز الأمم والشعوب في أزماتها عادة، لم يشذ بعض تجار الدين في المغرب عن هذه القاعدة، ولم يكتفوا بالبحث في تاريخ للدين لا يعرفون أسانيده إلا هم، واختيار ما يناسبهم من وقائع وأحاديث وآيات يفسرون بها سبب الوباء والبلاء. بل اجتهد بعض كبار جهالهم في رفض قرار سيادي يكفله الدستور لرئيس الدولة بالمغرب باعتباره ملكا وأميرا للمؤمنين، ويسانده أغلب رجاح العقول، بل وأفتى المجلس العلمي بالمغرب بإغلاق المساجد بالمغرب، مثلما أفتت الكثير من الهيئات الدينية في العالم بنفس الفعل.

لن نناقش جهل هذا الشيخ بالدين، ولن نعتبر خفته في إطلاق الأحكام والتحريض على العنف بعدما جعل من المغرب دار حرب، مسألة ذات بال، فهو كأي معتوه، لا يسمع الناس كلامه ولا يثقون في أحكامه، وهذا بالفعل ما قام به المغاربة الذين عابوا على أبو الجهل إسهاله، وضحكوا من كلام شيخ إحدى الجماعات السياسية، مثلما تندروا بكل الأشكال على كثير من تجار الدين من الرقاة والدعاة والمتظاهرين بالتدين من كل نوع. وإنما سنسعى عبر هذه الحلقات إلى تفكيك الخطاب الديني حول الأوبئة والأمراض والمسائل التي فكر فيها، والأحكام والفتوى التي أنتجت طيلة تاريخ هذا العقل بالمجتمعات المسلمة، والتي عبرت في الغالب عن الشرط التاريخي التي أنتجته بما شرط لم يكن للعلم ولا للطب الموقع الذي عليه اليوم في مجال إنتاج المعرفة بالعالم، ولا الحاجة إلى إنتاج معرفة سياسية حول الأوبئة كالتالي كانت فالماضي.

إن النصوص التي أنتجها الفقهاء والمؤرخون والإخباريون والرواة من كل نوع وجنس، تعبر من جهة أولى عن عصرها، وتجيب على أسئلة أهلها، وهي على قلتها تقدم الكثير من النماذج على ضعف ما يعتقده هؤلاء حقائق لا شك فيها، نتحدث هنا عن بذل الماعون في فضل الطاعون لابن حجر، وأحكام الطاعون للرهوني، أقوال المطاعين للمشرفي، ما رواه الواعون في أخبار الطاعون للسيوطي...إلخ. تطرح هذه النصوص نفس الأسئلة تقريباً وتقدم نفس الإجابات، عن طبيعة الطاعون والوباء وسبب الإصابة به، عن الفرق بين وجوده كابتلاء ووجوده كعقاب، عن حقيقة استثناء الوباء لمكة، وعن الهروب من الطاعون، والدعاء برفعه، وعن وجوده كقضاء وقدر....إلخ.

لا يعلم أبو النعيم ربما أن عمر ابن الخطاب لم يدخل الشام بسبب حيطته من الطاعون، وربما لم يعلم أن الحنابلة حرموا حتى الدعاء برفعه، وأن ابن يحي السوسي دعا فقط إلى الصبر، ما لا يعلم أن هوميروس قبلهم جميعاً اعتبر أن الطاعون ليس إلا عقابا من الإله أبولون للإغريق بسبب حصارهم الطويل لطروادة.

لا نحتاج أبو النعيم ولا غيره للإفتاء في الحرام والحلال والجائز والمكروه والممنوع وخلافه من الأحكام الفقهية، نحتاج اليوم علماء يفكرون في حلول عملية لملايين المغاربة يعيشون على وقع الخوف من المرض والحاجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون كورونا وشيوخ من زمن الطاعون



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق

GMT 02:16 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني عيسى يُحضّر لأغنية جديدة بعد "أهلية بمحلية"

GMT 08:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سنحاريب ملكي يعتذر عن قبول عرض "الهلال" في الوقت الحالي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday