الرائدة أليس الياس سعد في الذاكرة الشعبية الجماعية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الرائدة أليس الياس سعد: في الذاكرة الشعبية الجماعية

 فلسطين اليوم -

الرائدة أليس الياس سعد في الذاكرة الشعبية الجماعية

فيحاء عبد الهادي
بقلم : فيحاء عبد الهادي

«كنت من الستين في اتحاد نسائي بيت ساحور، شغلت عدة مناصب منها: الصندوق، منها: أمينة سر، وبعدين رئيسة، وكنت إذا أخت قالت: بِدّي الموقع الفلاني؛ أتنازل عن الموقع؛ لأني أنا مؤمنة؛ شخصية الواحد بِعَمَلُه، مش بِمَركَزُه».                                                                      أليس الياس سعد                                                            
رحلت الرائدة التربوية، والمناضلة الإنسانة؛ وبقي حلمها بالحرية طازجاً،

تحدثت عن مسيرة حياتها منذ الطفولة، وأضاءت على مرحلة الخمسينيات، حتى العام 1965؛ ضمن مشروع التأريخ الشفوي، الذي بادرت إلى تنفيذه إدارة المرأة/ وزارة التخطيط والتعاون الدولي، نهاية التسعينيات؛ ما ساهم في التوثيق لأدوار النساء في المرحلة التاريخية.
مسيرة نضال متواصل، مع همة عالية، وإيمان قوي بالقضية الفلسطينية، وبدور المرأة الفاعل الشريك؛ بدأت في بيت لحم، مع مولدها العام 1939 - واستمرَّت، حتى رحيلها يوم 5 حزيران 2020.
*****

قبل أن تتحدث الرائدة عن مشاركتها السياسية منذ الخمسينيات؛ روت عن الفترة السابقة مباشرة للتطهير العرقي في فلسطين، العام 1948:
«بالنسبة لطفولتي؛ كنا عشر أشخاص في البيت، سنة 48 كان أبويا فلاح؛ يحرث الأرض ويزرع؛ لكن نداء الوطن سنة 48، خلاّه يبيع البغلة، ويعطي حقّها للحاج «أمين الحسيني»، والحاج جاب لهم بارود؛ وكان أبويا يحارب في القدس».
روت عن طفولة قاسية، مع إصرار على التعليم:

«كنا ندرس في بيت ساحور، في اللوثرية، كنا نروح على المدرسة مشي، وحافيين، أنا واخواتى، بعد ما خلّصت سادس ابتدائي، طلعت على «مدرسة بيت لحم الثانوية للبنات»، كنت أطلع مريولي مرقوع من ورا، وصيف وشتا يكون الدنيا ثلج لابسة صندل بدون جرابين، كنا مآيسين على كل شيء، وما نِستحيش من  إشي، أهم إشي إنه نشقّ الحياة ونكون متعلمين».

وتحدثت عن نشاطها المتميز في مدرسة بيت لحم الثانوية، بعد 48، ويلفتنا النشاط المشترك بين الفتيات والشباب في تلك الفترة المبكرة:
«في المدرسة، انخرطت مع لجنة الطلاب، من مدارس مختلفة. كنا ننظم مظاهرات في المدارس في بيت لحم؛ وقت العدوان الثلاثي على مصر، وقبلها حلف بغداد؛ فشّلناه، وكنا كثير منضبطين، ونطلع على مستوى ألوفات الطلبة من المدارس. بعد الحرب الثلاثي على مصر، كان عندي إقامة جبرية.

خلّصت التوجيهي واشتغلت رأساً، سنة 1957، مع أنى من الأوائل؛ مَقِدروش أهلي يخلّوني، أني أدرس دار معلمات.
علّمت في قرية إذنا، وأنا كنت المعيلة لإخوتي، وكلهم أصغر مني، كنت آخذ 13 دينار، وكل أخواتي في المدارس أعلّمهم.

كنت قبل 67، أنظِّم دورات إسعاف أولي؛ وكنت أنظّم كل المسيرات بعد 67، كنت دايماً أشتغل مع الشباب، أطلع على المخيمات وعلى البلد. ظلّيت في الاتحاد النسائي، من سنة 65.
بالخمسينات، كنا إحنا ننظِّم مجموعة، اللي عندهم الدافع الوطني، جمعنا حالنا، وكنّا أقلية لا يتجاوز العشرة، في كل منطقة بيت لحم.
كان عِنّا أحزاب؛ الحزب الشيوعي، حزب البعث، والقوميين العرب. أنا كنت في حركة القوميين العرب؛ منظمة ومش منظمة، أمنيتنا أن يكون فيه عنا وحدة عربية، ووطن عربي واحد كبير، حتى كنا نفكر وإحنا

صغار، إنّه فيه أمل يكون فيه رئيس واحد لكل الدول العربية. حلم الوحدة العربية».
*****
تحدَّثت «أليس سعد»، عن نشاطها النسائي بعد تأسيس منظمة التحرير العام 65:
«صار يِجينا نشرات سرّيّة، كنا نسوّي حلقات دراسية سياسيّة، نتداول مع بعض في اتحاد المرأة، ونجتمع في كل المناطق، نطرح الأعمال السياسية ونخطّط للعمل السياسي».

كما تحدثت عن مشاركتها في المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ممثلة عن مدينة بيت لحم، العام 1965، حين فضَّلت المشاركة فيه، على حضور حفلة زفاف أخيها:
«حضرت أول مؤتمر لمنظمة التحرير في القدس، كان في الغرفة التجارية، أحد عشر يوم قعدت، أخوي أجا من ألمانيا على شان يتجوَّز، أنا ما حضرتِش عرسه، لإيماني إنّه وطني أبدا من أخويا اللي بِدّو يتجوَّز. كنت ملتزمة في المؤتمر، انخرطت في اللجنة الاجتماعية. أنا كنت كاتحاد امرأة فلسطينية، مشكلة مجموعة سرية؛ لأنّه هو عمل سري في بيت لحم، بيت ساحور، ومن بيت جالا، وكنا كلنا نشتغل».
*****
روت عن مرحلة ما بعد هزيمة 67؛ كانت تعلِّم في القدس، ورفضت التدريس؛ بسبب إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضمّها وتغيير الخارطة؛ لكنها واصلت التدريس في بيت لحم، العام 1982.
وتحدثت المناضلة، عن الرائدات، اللواتي أسَّسن نواة العمل السياسي، في تلك الفترة:

«فيه كثير ستات شاركِن بعد 67، زَيّ نواة العمل السياسي للمرأة. كانت «عصام عبد الهادي»، رئيسة الاتحاد العام للمرأة اعلفلسطينية؛ طلّعوها، أبعدوها، و»سميحة خليل»، رئيسة الاتحاد داخل فلسطين.
كنا هيئة إدارية للاتحاد لكل الضفة: من بيت لحم «حلوة جقمان» و»ليديا الأعرج»، من طولكرم «سارة حنون»، من القدس «أمينة الحسيني»، من نابلس «لواحظ عبد الهادي»، و»نائلة العطعوط»، من الخليل «يسرى شاور».

فرزوني اتحاد المرأة أشتغل مع المطران «كبوتشي»، بشكل منتظم، أي مهمة كنت أروح على الدير، قبل الساعة السابعة أكون عنده، بالرغم أني أنا معلمة ومراقبة من إسرائيل، كنت أي مهمة يودّيني على الشمال والاّ الجنوب؛ كنت أروح بعد ما اشتغلت، كنت آخذ أجازات مرضية، قسماً بالله، كان يحلق لحيته المطران كبوتشي؛ أكون عنده؛ ما يصدِّقِش، ما عندي سيارة، وعشرين مواصلة أروح! فمثلاً فيه احتجاج لهئية الأمم، لازم أفرِّقها على كل الضفة الغربية، كل فلسطين، كنت أتعامل مع ستات ورجال».
*****
ضمن شهادتك «أليس سعد»؛ تتبيَّن ملامح شخصية قيادية، ساهمت في العمل التربوي، والسياسي والنسوي منذ مطلع شبابها حتى رحيلها.
انتميتِ إلى الحلم القومي العربي، وإلى حركة التحرر الوطني الفلسطيني/ فتح، وانخرطتِ بفاعلية ومسؤولية، في نشاطات الاتحاد النسائي في بيت ساحور، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، واتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي، والهلال الأحمر الفلسطيني.

سوف نحرص أن يبقى الحلم متقداً أيتها العزيزة الغالية، وأن تستقرّ مسيرتك ومسيرة النساء، اللواتي كرَّسن حياتهن من أجل قضايا الوطن وقضايا المرأة، في الذاكرة الشعبية الجماعية.

قد يهمك ايضا:

يوم المرأة العالمي: المرأة الفلسطينية وتحديات متواصلة

روايات النساء حول التهجير العام 1948: آمنة الشناوي/ "ليس بعد الليل إلاّ.."

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرائدة أليس الياس سعد في الذاكرة الشعبية الجماعية الرائدة أليس الياس سعد في الذاكرة الشعبية الجماعية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday