إنه زمن كشف العورات
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

إنه زمن كشف العورات

 فلسطين اليوم -

إنه زمن كشف العورات

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

المحن تكشف عن معادن الناس، ومعادن المجتمعات ومدى أصالتها وتماسكها وتضامنها، وتكشف عن معادن ودور التجمعات القارية والدولية وأدواتها ومنظماتها، وبالتأكيد عن معادن الدول وأدوارها.منذ الحرب العالمية الثانية لم تصب البشرية بمحنة عامة وشاملة كما جائحة كورونا.بالتأكيد، فإن هذه الجائحة ستكون بدروسها ونتائجها وما فرضته من آثار، مادة بحث عميق من قبل اختصاصيين في مجالات كثيرة ومتنوعة، لكن هذا البحث لن يحصل قبل الوصول الى خواتيمها.أما الآن، فيمكن التجرؤ بالحديث عن مؤشرات على درجة من الوضوح والجدية.

* المؤشر الأول، أن الجائحة أظهرت ومنذ بداياتها تميز بعض المجتمعات في درجة نضجها وتماسكها وتضامنها.وتناغم ذلك، وإن بدرجات متفاوتة، مع دولها وأهليتها وديناميكية أدائها وسرعه مبادرتها.

* المؤشر الثاني، أن الصورة النمطية للنظام العالمي التي ظلت مستقرة لسنين طويلة بدأت جائحة الوباء تضربها، والتساؤلات بدأت بالظهور والتصاعد حول استقرار النظام العالمي واستمرار دوره النمطي.

تعبيرات هذا المؤشر وتفاصيله تتزايد وضوحا بشكل يومي تقريبا، ومن أهمها:

- كل هيئات الأمم المتحدة، بالذات مجلس الأمن الدولي، لم تعقد أي اجتماع لبحث طرق مواجهة هذه الجائحة بشكل موحد أو إرشادي توجيهي أولا، ثم تعاوني وتكاملي.يمكن في هذه التفصيلية ملاحظة استثناء نسبي لمنظمة الصحة العالمية رغم إشارات محدودة عن تأخرها في القيام بدورها واقتصاره على الإرشادات والنصائح وعدم انتقاله إلى أي مستوى من الفعل في حدود طبيعتها وصلاحياتها.

- الاتحاد الأوروبي، لم يَعقد إلا اجتماع قمة واحدا لتنسيق تعامل دوله في مواجهة موحدة للجائحة وتبادل الخبرات بينها. والاهم تقديم أعضائه المساعدات الضرورية لدول منه التي ظهرت حاجتها الماسة إلى المساعدة (إيطاليا بالدرجة الأولى ثم اسبانيا و...).وهذا ما يضع علامة استفهام جدية إضافية حول بقاء الاتحاد واستمراريته، بعد علامة صعود اليمين في معظم دوله وعلامة مغادرة بريطانيا لصفوفه.

- لم يحصل أي شكل من التعاون بين دول ما يطلق عليه المعسكر الرأسمالي أو الدول الغربية، ولا حصل التعاون بين دول المعسكر نقيضه، ما كان يطلق عليها المعسكر الاشتراكي أو ذات التوجه الاشتراكي...

- التعاون الوحيد، أو بتعبير أدق المساعدة التي وصلت لإيطاليا، الأكثر احتياجا للمساعدة والعضو الرئيس في الاتحاد الأوروبي، جاءتها من الصين، وأخرى جاءتها من كوبا، وثالثه من روسيا. والدول الثلاث تحسب على «المعسكر الاشتراكي».لم يقدم أي من دول الاتحاد الأوروبي أي دعم أو مساندة لأي دولة عضو في الاتحاد أو من خارجه، وكلها تحصنت وراء القاعدة الذهبية «يا الله نفسي».عزز ذلك، أن المحنة طالتها كلها ولو بدرجات متفاوتة، وكشفت عدم جاهزيتها، وأن الكلفة الاقتصادية لمقاومة الفيروس عالية جداً.

* المؤشر الثالث، أن الفيروس بقدر ما يهاجم صحة الناس فإنه يهاجم معيشتها وأشغالها، ويضرب اقتصاد دولها بشكل عام، والصناعية والكبرى منها بشكل خاص.وهذا ما ينذر بأزمة اقتصادية عالمية، تشير مقدماتها إلى أنها ستكون صعبة، بالذات إذا استطال زمن الجائحة وتأخر القضاء على فيروسها.

* المؤشر الرابع، أن الولايات المتحدة التي تتربع منفردة على قمة النظام العالمي أحادي القطبية، قد شاب أداءها في مقاومة الجائحة وفيروسها التأجيل والتسويف في تطبيق الإجراءات الضرورية، ثم التردد وبعض التعارض بين أجهزتها في اتخاذ إجراءات ضرورية.نتج ذلك عن اضطراب في مركز القيادة الأول سببه تعارض في رؤية الأولويات، بالذات بين أولوية متطلبات واحتياجات مقاومة الفيروس وكلفتها، وبين أولوية الحفاظ على ازدهار الاقتصاد الأميركية.وفي صلب التعارض المذكور تكمن ضرورات الحملة الانتخابية الرئاسية المقرر إجراؤها في أميركا نهاية العام.من تجليات هذا المؤشر، عدم حصول أي تعاون أو تنسيق بين الولايات المتحدة وأي من الدول الأوروبية الغربية ولا مع اتحادها الأوروبي، رغم ما بينهما من علاقات تاريخية وأحلاف.

* ويمكن إضافة مؤشر خامس، أن الصين، أول من أصيب بالفيروس، ستخرج من هذه المحنة بأعلى رصيد على المستويين الوطني والدولي.فعلى المستوى الوطني، أظهرت قدرة متميزة ومتكاملة:في مقاومة فيروس الجائحة وهزيمته، وفي عمق انضباط مواطنيها وتقبلهم لإجراءاتها.إضافة إلى السيطرة التامة على الأوضاع الداخلية وتوجيهها لخدمة مقاومة الفيروس والقضاء عليه.وعلى المستوى الدولي، ظلت الصين الأولى بامتياز في مد يد العون والمساعدة إلى الدول المحتاجة للمساعدة بأكثر من شكل ومستوى.

إن الجائحة ومواجهتها سوف تشجع على عودة الحيوية إلى الجدل النظري/ السياسي حول الأنظمة وطابعها الأساسي وأفضليتها، بالذات لجهة علاقتها بالجماهير وقبولهم بها وتقبلهم لتوجهاتها وسياساتها (أنظمة اشتراكية/ شعبوية ديموقراطية/ رأسمالية....)وبالتأكيد فإن الجائحة ودرجة صعوبتها واختلاف درجة تأثر الدول بها ستفرض متغيرات موازية على النظام السياسي العالمي بتكتلاته ودوله تتناسب مع عمق الأزمة الاقتصادية ومستوى تأثر الدول بها، وعلى ثقل مواقع وأدوار الدول والأحلاف فيه.وإن الرصيد الذي خرجت به الصين كما تمت الإشارة لا بد أن يعكس نفسه على ثقل وزنها وقوة حضورها ودورها في النظام العالمي المعدّل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنه زمن كشف العورات إنه زمن كشف العورات



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday