في رحاب شاعر المليون
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

في رحاب شاعر المليون

 فلسطين اليوم -

في رحاب شاعر المليون

تحسين يقين
بقلم : تحسين يقين

ما أن تدخل المكان، حتى تمتلئ باللون الذهبي، وحين تنظر نحو القبة، تصافح عيونك الحروف العربية التي تتدلى بجمال، فتقول تلك حروفي الجميلة، وتتذكر ما قاله محمود درويش يوما «أنا لغتي».ذهب، هو الشعر من ذهب، وهو هنا، يوزن بما هو غالٍ، وبما أكثر حين يتم نقل الرسائل السامية، ولعل تشجيع الشعر والشعراء يصبح فضيلة بما يحُث الجيل الجديد على التعبير والإبداع.جميل أن نشهد محبة اللغة العربية، والشعر، وجميل هنا أن تحضر العروبة بكامل جمالها؛ هنا في قصر الشعر، في أبو ظبي الجميلة، نشهد دوماً، تعانقاً رائعاً ما بين الشعر كجمال أدبي، مع جماليات التكنولوجيا، لتكون رافعة فعلاً لتقريب الشعر من الجمهور العربي، فثمة ملايين منا نشهد ونشاهد، لبضع برامج جمعت الأسرة العربية على الشاشة الفضية في ظل ما نتعرض له من تشتت بصري وسمعي.

يتقدم الشاعر المتسابق، ليلاقي لا الجمهور الكبير أمامه، ليجد نفسه أمام الملايين، وهو الفتى الشاب المعروف في وسطه الصغير، فكأنه هنا يمتلك شجاعة المواجهة، من خلال كلماته، لذلك فإن الأمر الملاحَظ هنا، أن الشاعر يبدو كالمبدع المسرحي الذي طال تدربه للوقوف على خشبة المسرح؛ فهو يدخل من خلال الإضاءة والموسيقى، مطمئن قسمات الوجه والجسد، رافعاً ذراعه، كأنه يتذكر شعراءنا الأجداد، أو يتخيلهم، محاكيا التراث العربي في التواصل والاتصال، وحين يقترب يصافحنا بكلمات شعره قبل اكتمال الوجه، حيث يصير الشعر هويته ومعناه، وبحروف ظاهرة، نستمع مصغين لما يحيينا به، مادحاً، على عادة الشعر العربي العمودي، ومبدياً فخره، ومحبته، كسلام للجمهور ولجنة التحكيم، فجميلة فعلا تلك التحيات الشعرية.

في شاعر المليون في حلقته التاسعة، على مدار تلك الدورات، تبلورت لدى رعاة البرنامج ولجنة التحكيم معايير أدبية، الملاحظ فيها والمثير نقدياً هو أنه ارتقت للتعامل مع الشعر الشعبي تماماً مع الشعر الفصيح، ولعل ذلك يذكرنا بما كتبه شيخ النقاد العرب د. صلاح فضل في كتابه «شعر العامية.. من السوق إلى المتحف»، والذي أعاد الاعتبار الأكاديمي للشعر الشعبي بمختلف أنواعه، بعد أن فرض شعراء العامية وجودهم الإبداعي وطنياً وقومياً وإنسانياً، بل لعلهم كانوا الأقرب للجمهور بما كتبوا فيه من مواضيع تنتصر للأوطان والمشاعر الإنسانية، والنقد الاجتماعي والسياسي.

يعدّ الشعر النبطي الأقرب للهجة البدويّة، لكنه يتميز أكثر بكونه مفهوماً من قبل الشعوب العربية، كونه يقترب من اللغة الفصيحة.في «شاعر المليون» الحلقة التاسعة، المسرح للشعر، والقاعة للجمهور ومعهم متابعو الشاشة، وبينهم لجنة التحكيم، فعلى غرار د. فضل وآخرين، فإن د. غسان الحسن من الأردن الشقيق أحد أعضاء لجنة التحكيم هو أحد الأكاديميين العرب المتخصصين في الموضوع، يجلس متوسطا الباحث والروائي سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في أبو ظبي، والشاعر حمد السعيد، فيما يؤازرهم عضوا اللجنة الاستشارية للبرنامج، وهما: الشاعر بدر صفوق والشاعر تركي المريخي. ومعروف أن هذا البرنامج تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي.

ومرة أخرى يسعدنا فعلا التأكيد على معايير الإبداع التي تمحورت بين الاهتمام بالجماليات والموضوع، أي الشكل والمضمون، لقد أبدع شعراء «شاعر المليون» في الإنسانيات والموشحات وأبدعوا في الرثاء.
أما معايير المنافسة في هذه المرحلة فكانت وفقا للأستاذ سلطان العميمي: في المعيار الأول، يقوم الشاعر بإلقاء قصيدة لا يقل عدد أبياتها عن ثمانية أبيات ولا يزيد عن عشرة، ويحق للشاعر اختيار الوزن والقافية والموضوع، وفي المعيار الثاني يجاري الشعراء في كل أمسية نمطاً من أنماط الموشحات الأندلسية الذي تقوم باختياره لجنة التحكيم. أما المعيار الثاني من التنافس ضمن المرحلة الثانية، فيكون بنظم قصيدة المجاراة للموشح على وزنه وقافيته، وأنّ المطلوب من الشعراء مجاراة الموشح طوال النصف الأول من الحلقة، ليلقوا قصائد مجاراتهم في النصف الثاني من كل أمسية.

مقدمان للبرنامج، مقدمة ومقدم يمتلكان الحضور، ويبدو عليهما لطول عشرتهما مع الشعر والشعراء، قد نالا من الشعر ما نالا، فصارت جملهم شعراً، حيث بثُّ الأمسية على قناتي بينونة والإمارات.مع بداية فعاليات الأمسية من الموسم التاسع للبرنامج الأول للشعر النبطي، «شاعر المليون» ردد مقدما البرنامج الإعلاميان أسمهان النقبي وحسين العامري أبيات شعر، من روائع أشعار الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تحمل في رمزيتها الشعرية إشادةً بالمكان الذي ارتبط باسمه مسرح شاطئ الراحة، ليكون منبراً للشعراء ومسرحاً للإبداع الشعري:

«يا شاطئ الراحة ويا شاطئ الزين         
        القلب بك يلقي غرامه وراحه
ييتك وقرّت من بعد شوفك العين  
              وانسيت بك همّ الزمان وجراحه»

 تتقاطع فنون الفرجة والاستماع في البرنامج بين الشعر، وبين المقابلات مع الشعراء التي تبث من خلال فيلم فيديو، حيث يمنح ذلك بعدا حميميا، خصوصا أن ذلك كله يتم وسط مسابقة، سيمتلك الفائز فيها الجائزة الكبرى-المليون، وصولاً إلى تفاصيل المنافسة المحتدة بين شعراء الأمسية السابقة.ومعروف أن هناك ترتيبا معينا تسير بموجبه المسابقة، ولكن من خلال الاستماع لشعر المتنافسين، ومن خلال المقابلات التي أجريت معهم، تبين أن هناك فعلاً موضوعية في الاختيار، كما لفت انتباهنا أيضا حضورهم الاجتماعي وصراحتهم، في العديد من الأسئلة الموجهة لهم.

وضمن منافسات الأمسية التاسعة والأولى في المرحلة الثانية من البرنامج، استمتع الجمهور في المسرح وخلف الشاشات بحضور أنيق للشعراء: أحمد عايد البلوي وعناد الشيباني وعبد المجيد سعود الغيداني من السعودية، ومحمد الشريقي من سورية، ومزيد بن جعدان الوسمي من الكويت، وناصر بن خميس الغيلاني من سلطنة عمان، والذين تنافسوا في تقديم روائعهم الشعرية أمام أعضاء لجنة التحكيم وجمهور الشعر.ولعل أحدى الإجابات والتي تتعلق باختيار الشعراء لمواضيعهم، تدل على أنهم يختارون كشعراء ما يتفق وتوقعات الجمهور، حيث إنه بالرغم من أهمية المواضيع العامة، فإن من الضروري تشجيع الشعراء للاختيار الحر لمواضيع تخص أفكارهم ومشاعرهم في هذه الفترة العمرية، حيث لم نستمع مثلاً لنص غزلي وعاطفي.

من مواضيع الحلقة رؤية الوطن مثلها أحمد عايد البلوي من السعودية المتسابق الأول مع قصيدته الحكمية التي عبرت عن موقف الشاعر من رفض التخلف والركود، والمضي قدماً إلى الأمام بهمة وعزيمة، كذلك كان الشاعر عناد الشيباني.أما فقد الأب، فمثلها الشاعر السعودي عبد المجيد سعود الغيداني في «فقد الأب» المتميزة بصدق المشاعر، وجماليات التصوير. تلاه المتسابق الرابع محمد الشريقي من سورية الذي ألقى قصيدة الأمة العربية في أوجاع دولها التي نحا فيها منحى رمزياً.

لفت انتباهنا الشاعر الكويتي مزيد بن جعدان الوسمي في قصيدته التي جاءت في وصف المكانة العلمية للبخاري وصحيحه الذي يستمد مكانته من الأحاديث النبوية الشريفة التي جمعها وعمل على توثيقها. أما سادس شعراء الأمسية فكان العماني ناصر بن خميس الغيلاني في رثاء السلطان قابوس بن سعيد، «بخصوصية مفرداته الشعرية ذات الصلة بالبيئة العمانية دون سواها، وتحمل هوية الموضوع المرتبط بالمكان والرموز الوطنية والأرض، بمخيال ووضوح مع خروج على التكرار والتقليدية والمباشرة وانتقال سلس، جعل من النص كتلة جمالية متكاملة».وأخيرا بإطلالة للفنان البحريني الكبير أحمد الجميري، في رائعة «شويخ من أرض مكناس»، من كلمات الشاعر الأندلسي أبو الحسن الششتري، وألحان الفنان خالد الشيخ، وهي من التراث الزجلي الأندلسي والموشحات باللهجة المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في رحاب شاعر المليون في رحاب شاعر المليون



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday