المدرسة وأيام الشتاء الجميلة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المدرسة.. وأيام الشتاء الجميلة

 فلسطين اليوم -

المدرسة وأيام الشتاء الجميلة

سما حسن
بقلم : سما حسن

يؤسفني أن أسمع عن الإعلان عن تعطيل الدوام المدرسي بسبب الأحوال الجوية، حيث تشتد البرودة وتهطل الأمطار، يؤسفني أن يتوقف التعليم في ظل هذه الأجواء ولو ليوم واحد، لأن العطلة من المدرسة بسبب الجو البارد والماطر هي خسارة للتلاميذ أولاً، ولأنه يزرع في نفوسهم روح التراخي، وينزع من قلوبهم روح المغامرة والتحدي والإصرار على التعليم رغم كل الظروف.
تخيلوا وتذكروا معي كيف كنا نذهب إلى مدارسنا في ثمانينات القرن الماضي أو قبل ذلك بسنوات قليلة، وكيف تعلم آباؤنا وأمهاتنا في مدارس لم تكن مهيئةً ولا مجهزة للدراسة، وكان التلاميذ يغرقون مع المعلمين، ولكن رغم ذلك لم يكن أحد يتغيب عن المدرسة.

تذكروا وتخيلوا كيف كانت مدارس الأونروا في زمننا وقبل ذلك، حيث كانت في أوضاع أسوأ، وكانت الفصول مسقوفةً بالقرميد والذي كان يتهشم ويتساقط فوق رؤوسنا ولكننا كنا نتعلم.
لا أدري أين هي المشكلة او أين هو الخلل؟ لماذا كنا نطير إلى المدارس في الصباح الباكر وماء المطر يغمرنا والشوارع موحلة وغير مرصوفة، وحيث كانت الباصات والسيارات قليلة، فقلةٌ من كانوا يصلون إلى مدارسهم بالسيارات أو الباصات، ولكننا اليوم نشتكي ونتذمر لو تأخر الباص على أولادنا او تعطلت سيارة الأب أو الأم واضطر الأبناء للذهاب راجلين إلى مدارسهم؟

لا ادري ولا أتخيل كيف تعلمنا في هذه الظروف وكنا نحب المدرسة، وكنا نتنقل من صف إلى صف لأن الصف الآخر كان صالح السقف، ولم نكن نغرق بماء المطر فتضطر المعلمة وبأمر من الناظرة ان تدمج فصلين في فصل واحد، تخيلوا ان يحتوي الفصل الواحد على مائة تلميذة صغيرة، ورغم ذلك كنا ننتبه ونركز ونقرأ ونكتب ونحل المسائل على السبورة ونستمتع مع المعلمة ونصغي لها ولا شيء يشغلنا عنها.

 لم نكن نعرف الدراسات العلمية الحديثة التي أكدت ان قدرة الانسان على التركيز تزداد في الأجواء الباردة، وأن ملامسة ماء المطر لجسم الإنسان يمنحه الطاقة الإيجابية ويزيد من نشاطه.
أيام الشتاء هي أيام جميلة يجب ألا نحبس فيها أولادنا بخوفنا عليهم، ولا ننتظر الإعلان عن إجازة من المدرسة، ولا ننتظر أن يتم تأجيل الدوام للموظفين، ولو كان التأجيل سيتم مع كل هطول للمطر معنى ذلك أن أياماً كثيرة ستفوت على الطلاب وعلى المراجعين للدوائر الحكومية، وسوف تتعطل مصالح الناس وأشغالهم.

يجب ان نسأل عن حال الطلاب في بلاد الثلج، وهل يحصلون على إجازات من المدارس طيلة العام، وهل أجواء بلادنا الباردة تقاس بأجواء بلادهم، وحيث تنزل درجات الحرارة إلى أدنى من الصفر بدرجات بعيدة، في حين ان بلادنا لا تتجاوز الصفر إلا نادراً ولو بدرجة أو درجتين. يجب ألا نعلم أولادنا الكسل، ولا نطلب منهم ان ينتظروا الإجازات لأن الإجازة بسبب البرد والمطر، يعني ان يتعلم الطفل منذ صغره التهرب من المسؤولية ومن العمل حين يصبح موظفاً، وسوف يمتهن التسويف والمماطلة ولن يحترم المواعيد ولا القوانين.

أيام المطر الجميلة، تلك الأمسيات التي تجمع العائلة حول الموقد، يجب أن تجمع العائلة في الصباح وهي تتجه لأعمالها، فلا مجال للكسل وأمامنا العلم، ولا مجال للنوم وأمامنا أبواب المستقبل تنادينا وهي مشرعة للجد والاجتهاد. نأسف أن يطالب الآباء والأمهات على مواقع التواصل الاجتماعي بالإجازات بدلاً من الأبناء، ويجب أن يحكوا لأطفالهم عن ذكرياتهم أيام الطفولة، وكيف كانوا يهرعون للعلم تحت المطر وهم لا يرتدون هذه الملابس الثقيلة والأحذية المصفحة، بل على العكس كانت ملابسنا بسيطة وأحذيتنا رخيصة الصنع، وحقائبنا حدِّث ولا حرج، فهي ليست مدعمة ولا جديدة، فالتلميذ المحظوظ من يظفر بحقيبة جديدة كل سنة ورغم ذلك فالجميع كان يحب المدرسة.

قد يهمك أيضا :  

تعليم غزة"" تناقش معايير اختيار المعلمين للوظائف للعام 2020

التعليم العالي" تعلن توفر منح دراسية في ماليزيا وبولندا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدرسة وأيام الشتاء الجميلة المدرسة وأيام الشتاء الجميلة



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday