التوجيهي والمزورون الصغار
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

التوجيهي والمزورون الصغار

 فلسطين اليوم -

التوجيهي والمزورون الصغار

سما حسن
بقلم : سما حسن

قبل سنوات، تحديداً في ثمانينيات القرن الماضي عندما تقدمت للتوجيهي، حصلت على معدل متدن، وليس كما كنت أرغب، والخطأ لم يكن فيّ ولكن في سياسة التصحيح وقتها، حيث كانت تصحح أوراق امتحانات طلاب قطاع غزة في مصر، الأمر الذي استمر حتى حلول السلطة الوطنية الفلسطينية.

يمكن تطبيق مقولة: إن الله قد أمر بالستر. وبالتالي لم تكن نتائجنا مفضوحة على وسائل الإعلام التي لم تكن تزيد على الراديو والصحف الورقية، فالنتائج كانت تصل من مصر على شكل أرقام جلوس وتعلق في المدرسة، ولم يكن أحد يعلم نتيجة الآخر إلا لو سأله، والأمانة هنا تحتل دورها، وكنا نكتشف بعد مدة طويلة الكذب والصدق، فهناك من ادعى نجاحه ولكن بعد مرور أشهر قليلة رأيناه لا يزال قابعاً في البيت ولم يلتحق بالجامعة، وهناك من فضحتهم معدلاتهم عند التحاقهم بالجامعات بالصدفة، أما الفضائح التي تحدث اليوم فحدث ولا حرج، لأن وسائل الإعلام تكشف المستور وتجرح الشعور وتفضح من أراد الستر وتتسبب بمشاكل أسرية وعائلية، والأهم من هذا كله أن الطالب يكون ضحية لهذه الإباحية وانعدام الخصوصية.

تخطئ الجهات المعنية بنشر أسماء ومعدلات الطلاب والطالبات في التوجيهي، ويجب التأكيد على عدم نشر الأسماء ومعدلات أصحابها، لأن هذا النظام الذي تتسابق وسائل الإعلام على نشره لتحظى بأكبر عدد من المتابعين، يكون وسيلة من وسائل زيادة الأزمات النفسية والمشاكل الاجتماعية في المجتمع، خصوصاً الأمهات اللواتي يجدن في معدلات أبنائهن وسيلة للتباهي والتفاخر، وفي نفس الوقت يجدن المعدلات المتدنية للأقارب أو حتى رسوب أولادهن وسيلة للشماتة والفرحة بمصائب الغير.

وقد حدثت هذا العام عدة حوادث حول قيام بعض الطلبة والطالبات بتزوير نتائجهم أمام ذويهم أو بالاتفاق مع ذويهم، والسبب هو المعدلات المكشوفة والمفضوحة وما تعطيه وسائل الإعلام من اهتمام زائد وغير محسوب لنتائج التوجيهي واللقاءات التي تصبح مثل « الرز» مع أصحاب المعدلات العالية والأوائل، وكذلك قصص النجاح، والأحضان والقبلات بين الأحبة، ما يثير ضغينة الراسبين والحاصلين على معدلات منخفضة ويحذو بهم للتفكير بتزوير معدلاتهم، وإن كان معظم القصص عن التزوير قد كشف في لحظتها ولم تزد عن كونها على سبيل الظهور بمظهر الناجحين أمام الأقارب الذين يكشفون الكاذب والمزور بالقليل من البحث عبر مواقع الإلكترونية.

مؤسف ومحزن أن تأخذ نتيجة التوجيهي كل هذا الاهتمام رغم أنها محطة في حياة الطالب، خاصة مع الأرقام الرهيبة المعلنة لما أنفق من أموال على شراء المفرقعات النارية والبلد تمر بظروف اقتصادية صعبة وحرجة هذه الأيام، والمؤسف أن ينساق الكبار وراء الصغار ويخرجون للاحتفالات في الشوارع بطريقة مضحكة وهزلية وكأن الأمر بالنسبة لهم معركة حياة أو موت.

يجب أن نقف مع أنفسنا ونعيد حساباتنا، لأن أمثال الطالبة التي زورت شهادة نجاح بتواطؤ أو غير تواطؤ مع ذويها سوف تكون ضحية جديدة للتوجيهي، ولست أظنها ستخرج سالمة نفسياً من التنمر والسخرية اللذين تعرضت لهما من الناس، وكان الأجدر بها أن تقتنع بفشلها وتكرر التجربة، ولكنها للأسف لم تنشأ في بيئة تعلمها التصالح مع نفسها وتقبل الفشل والنجاح.

من كذبوا وزوروا وادعوا كذباً وبهتاناً حصولهم على معدلات عالية هم ضحايا للأمهات والآباء، خصوصاً الأمهات اللواتي يردن التباهي ولا يردن لزوجة عم أبنائهن أن تشمت وتفرح برسوب ابنتها أو ابنها أو تدني معدلهم، وكأنها تصلح الخطأ بجريمة، وها هي تضع أبناءها على أول خطى وعتبات الكذب والتزوير.

يجب أن نفكر كثيراً ثم نقتنع بأن التوجيهي سنة مثل كل سنة، وبأن الخريجين بالآلاف وعاطلون عن العمل ولكن الحرفيين والمهنيين وخريجي التعليم التقني أحسن حالاً من حملة الشهادات العليا وخريجي جامعات القمة.

قد يهمك ايضا : 

  في وداع فاروق مواسي

ذكريات في ذكرى غسان كنفاني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوجيهي والمزورون الصغار التوجيهي والمزورون الصغار



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday