قلبي لم يطمئن
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

قلبي لم يطمئن

 فلسطين اليوم -

قلبي لم يطمئن

سما حسن
بقلم :سما حسن

لا أحبذ ولا أبتلع ولا أتجرع فكرة أن يظهر الفقراء على الملأ، مهما كانت الأسباب والمبررات، وفي الحقيقة أن الإسلام قد حدد قواعد التصدق بألا تعرف اليد اليسرى بما قدمته اليد اليمنى، فكيف والعالم كله يرى ويسمع ويتابع من خلال الأعمال الخيرية التي تذاع في شهر رمضان.

يبدو الحديث عن ذلك متأخراً، وسط إعجاب كثرة الناس بهذه البرامج، ولذلك فقد قررت أن اكتب وأتحدث وأنا أتوقع الاعتراض والاستهجان، ولكن لنسأل أنفسنا سؤالاً مهماً: هل استنفدت تلك البرامج كل طرق المساعدة وهذه البرامج خلفها مؤسسات إغاثية كبيرة بميزانيات واسعة، لكي تتبع هذا الأسلوب الذي لا يخلو من الدعاية والتربح، لأني تابعت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" حيث تخصص هذه الصفحة مبيعات لشعار الحملة ولصاحبها وللقائمين عليها على شكل بلوزات وأكواب وميداليات، يعني أن التربح موجود، ولا يمكن أن أصدق و"يدخل مشطي" أن البرامج هذه لا تجني أضعاف ما تقدمه للمحتاجين الذين تهتك ستر فقرهم وتعريهم، وتضطرهم للبكاء على الملأ.

لا يمكن أن أصدق أن هذه البرامج والمؤسسات خلفها لا تستفيد، فإذا كان برنامجا مثل برنامج المقالب" رامز مجنون رسمي" يجني الأرباح من الإعلانات التي تسبقه وتليه وتتخلله على الأقل، علاوة على بيع الحلقات للقنوات المتعددة، فكيف ببرنامج خيري يستدر الدموع والتعاطف مثل قائمة من البرامج التي نتابعها منذ سنوات خلال شهر رمضان بالتحديد.

لفتتني مبادرة شبابية بالمقابل لشباب من غزة يقودهم صحافي شاب أو ربما هو صاحب الفكرة، وهو يعمل على أرض الواقع وبشيء ملموس وجدي ومفيد، هو لا يقدم وجبة طعام سوف يلتهمها الفقير في يوم ويجوع باقي الأيام، ولا يقدم ملابس وأحذية فيما يخر السقف ماء المطر شتاء، هو يفعل شيئاً مفيداً للمحتاج مثل تصليح حمام لسيدة مسنة بحيث يصبح مناسباً لاستخدام ظرفها الصحي، ولم يقم بالطبع بتصوير السيدة ولا دموعها ولا فرحتها.

لا أدري سر ولع الناس بدموع المحتاجين، ولا سر ولع البرامج بدموع الفقراء ولا حتى فرحتهم، ولا فغرة أفواههم من المفاجأة، وأن البعض يرى أن الإفصاح عن المحتاجين هو لكي نحميهم من ظنون الناس بأنهم قد تكسبوا من الحرام، فهذا أمر وارد لو أصبح الفقير الذي يعيش في بيت من الزينكو يمتلك شقة في يوم وليلة، ولذلك فلم لا يكون هناك برنامج مسابقات يقدم أسئلة سهلة ويجيب عنها طفل فقير ويحصل على مبلغ من المال، أو على شقة مثلاً، هل نحن بذلك نحميه؟ بالطبع نعم، وفي نفس الوقت لم نعرّه، لم نر بيته المتهالك الذي ربما عيرته به زميلته في الجامعة حين يكبر لأنها شاهدت الحلقة وتقول له: نسيت بيتك اللي من الزينكو، أو أن تقول له: أنت كبرت علينا وتعبيرات كهذه.

فدعونا نخفِ المرحلة الانتقالية، لماذا نصر على نشر البيوت التي لا تصلح لسكن البشر ونقول هؤلاء يعيشون هنا، لماذا لا نخفي البيت الذي لا يصلح للبشر ونسحب الصغير أو الفتاة لمسابقة أو حتى لإظهار موهبة مقابل جائزة كبيرة.

الله ينسى والناس لا تنسى، تخيلوا البنت التي كانت صغيرة حين تكبر ويذكرها زوجها كيف كانت تقف بجوار أمها بشعر منكوش وثياب مهلهلة قبل عشر سنوات وهم ينتظرون مقدم برنامج ما ليطرق بابهم وينتشلهم من الفقر، سوف يقول لها في أول مشاجرة: انتي نسيتي اصلك.
أخفوا الأصل يا أصحاب الأفكار الرائدة الخيرية، أخفوا ما ستره الله، وتفننوا في تقديم المساعدات، قدموا لنا الحكاية المحبوكة حتى لا نبكي قليلاً ثم نحسد ونتنمر، فالله ينسى ويسامح والبشر لا ينسون ولا يسامحون.

قد يهمك أيضا :    

تحية للوزيرة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلبي لم يطمئن قلبي لم يطمئن



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday