المجنون الرسمي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المجنون الرسمي

 فلسطين اليوم -

المجنون الرسمي

سما حسن
بقلم : سما حسن

أذكر قبل عامين حادثة بشعة، تمثلت بقيام أطفال الحارة بتقييد أحدهم وتركه ليلة كاملة في مكان مهجور فيما قلب أهله الدنيا بحثاً عنه، وعثروا عليه بعد عناء، وقد قال الأطفال وقتها إنهم فعلوا ذلك تقليداً لأحد برامج "الكاميرا الخفية" الذي يعرض في التلفزيون خلال شهر رمضان، وحيث تستقطب مثل هذه البرامج المشاهدين بأعداد كثيفة، وكأن شهر رمضان هو فرصة لترويج البرامج الهابطة التي لا فائدة منها، سوى الضحك ولو على حساب كرامة الناس والسخرية منهم، ناهيك عن الأرباح الهائلة بسبب الإعلانات التجارية التي تتخللها والتي يدفع أصحابها المبالغ الطائلة للقناة لكي تذاع في أول الحلقة او وسطها لضمان أكبر عدد من المشاهدين، وبالطبع فهذه الإعلانات هي لبضائع تافهة أو سيئة الصنع مثل أنواع المكرونة التي تتحول لكتلة من العجين بمجرد ان تلقى حباتها في الماء الساخن.

يعود هذا العام أحد البرامج الهابطة والسيئة وعديمة الهدف والتي ينتظرها المشاهد للأسف رغم مساوئها وهو برنامج المقالب الذي يقدمه ممثل اسمه رامز جلال، وعلى الرغم من ان هذا البرنامج ومنذ موسمه الاول قد لاقى الكثير من الانتقادات إلا انه يعود كل عام بفكرة اكثر سخافة من العام السابق، ورغم ذلك فهناك الإعلانات التي تتخلله، وهناك ممثلون ونجوم رياضة يقبلون المشاركة فيه، وهناك من ينتظره من المشاهدين الفقراء والمسحوقين، والمشاهدين الأثرياء الفارغين المرفهين المنبطحين على الأرائك مع أطفالهم بعد تناول وجبة الإفطار في رمضان.

" رامز مجنون رسمي" هو اسم البرنامج هذا العام، وربما شعاره او التنبيه الذي يريد ان يوصله الممثل رامز السمج السخيف، والذي يسخر من الجميع ويتطاول على الجميع، والغريب ان ضيوفه يقبلون إهانته واعتذاره وأسفه بعد ان "يمرمط" بهم الأرض، وبعد أن يستخف بهم ويمسح بهم بلاط الاستوديو، والغريب أننا جميعاً نُجمع على أن الحلقات لا تحمل أي مقلب وهي مفبركة، وأن الضيوف يعرفون ان المقلب من تدبير رامز المجنون، ولكنهم يتظاهرون عكس ذلك.

 رامز المجنون الرسمي الذي يستخدم هذه الأساليب في التعذيب مدعياً أنها مراجيح وملاهٍ هو إنسان اكتسب شهرته من الشذوذ، الشذوذ على القيم والمبادئ وترسيخ قلة الاحترام والاستهزاء بالآخرين، والتقليل من شأنهم، وحتى السخرية من عيوبهم الجسدية التي خلقها الله بهم، والتي لم تفلح عمليات التجميل في أن تخفيها، ولكنه سخر من الجميع ولم يتوقف، منذ سنوات وعلى مدى عدة سنوات لم يتوقف، لماذا لم يتوقف رامز، ولماذا يستمر هذا التهريج، ولماذا يطل رامز كل عام بفكرة أقبح من سابقتها، وبنجوم في الفن والرياضة أكثر شهرة من سابقيهم؟؟

 الاجابة ان رامز وأمثاله وجدوا من يشاهدهم وينتظرهم، ووجدوا القنوات التي تبث هذا الهراء وهذا الجنون والسفه، بل هذه العلل النفسية التي تنقل عدواها لأولادنا وبناتنا، وتجعل من السخرية من الآخرين خفة دم، وتحول الاحتقار للغير تسلية وترفيهاً. النداءات التي تطالب بوقف برنامج "رامز مجنون رسمي" لا تجد أذناً صاغية، ولا تزيد إلا من عدد مشاهديه، وتصدمك الأحاديث بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي عن مقلب ياسمين صبري ما بين متعاطف وشامت، بل أن هناك من يؤكد أنها ازدادت جمالاً وهي تبكي وتتوسل حقيقة لا تمثيلاً لأنها تتعذب، فأي إنسان هذا الذي يرى امرأة جميلة وهي تبكي بعد أن يسكب أحدهم الماء فوق رأسها ويبلل شعرها ويفسد تسريحته.

الحقيقة أن شهر رمضان هو موسم أمثال المجنون الرسمي، ولذلك فهو باق ويتمدد ويسعد، وفي آخر أيام الشهر الفضيل سوف يقول لكم انتظروني في "رمضان الجاي"، لأنه على ثقة أن أحداً لن يوقفه وأول هذا الأحد هو الجمهور، الجمهور الذي ينتظره ما بين موافق ومعترض ولكنه يشاهد وينتظر.

قد يهمك أيضا :

   الحياة الجميلة قادمة

كعك بيتي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجنون الرسمي المجنون الرسمي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday