لو قبل الفلسطينيون لاخترع الشرط الحادي عشر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لو قبل الفلسطينيون لاخترع الشرط الحادي عشر

 فلسطين اليوم -

لو قبل الفلسطينيون لاخترع الشرط الحادي عشر

أكرم عطا الله
بقلم : أكرم عطا الله

لم يفاجئنا بنيامين نتنياهو في مقابلته الأخيرة مع صحيفة "إسرائيل اليوم" التي ذهب فيها مسدلاً الستار على محاولة أكثر من ربع قرن لإنهاء صراع تاريخي وهو ما بدا ممكناً عندما ألقى المتحاربون من الطرفين سلاحهم جانباً أو بدا كذلك أمام عدسات كانت تنقل من ساحة البيت الأبيض صورة مصافحة تاريخية بين ألد الأعداء.

من يعرف بنيامين نتنياهو لا يصاب بصدمة ومن قرأ كتابه "مكان بين الأمم" يدرك تماماً عمق البعد القومي الديني المسكون به الرجل. فليس من المصادفة أن يتجاوز اسحق شامير صاحب نظرية المفاوضات الى ما لا نهاية كل قادة "الليكود" آنذاك وزعمائه التاريخيين ويستدعي ذلك الشاب الأربعيني، ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة "بنيامين نتنياهو" ليسلمه مفاتيح وزعامة الحزب اليميني التاريخي.

من يعرف سيرة بنتسيون نتنياهو، والد بنيامين نتنياهو ومعلمه الأيديولوجي يجب ألا يصاب بدهشة ما يقول وما يفعل نتنياهو الصغير، خاصة حين يمتلك أدوات القوة وحين تتوفر له كل الشروط لكشف سياساته الأيديولوجية من تسيد للنظام السياسي وواقع عربي هزيل وبيت أبيض نذر نفسه للتخريب بلا خجل أو شعور بالعار مما يفعل في عصر الحريات وانتهاء زمن عصور الاستعمار وأزمنة استعباد الشعوب.

عشرة شروط على الفلسطينيين أن يوافقوا عليها حتى يسمح لهم بإقامة كيان في الأرخبيلات التي وفرها ما فاض عن الشهية الاسرائيلية المفتوحة للأرض التي ابتلعت الضفة الغربية، تبقت جزر معزولة يعيش عليها "رعايا" كما يقول في تلك المقابلة، رعايا بحكم هويتهم الفلسطينية ولأنه لا يريد أن يضم هؤلاء الرعايا لأن الهاجس الديمغرافي الذي يسكن الدولة يجعل من تنازل نتنياهو عن الأرض التي يقيم عليها "الرعايا" في غاية السخاء وتلك الأرخبيلات بعد أن يقدم الفلسطيني فروض الطاعة متنازلاً عن كل ما قامت عليه أسس التسوية وحل الدولتين يسمح نتنياهو بأن يقيم الفلسطينيون "دولة".

ولكنه يسقط في المقابلة معترفاً بأنه لن تكون دولة حتى على تلك الجزر. حين سئل عن مواطني أريحا وماذا سيفعل بهم؟ "أجاب"، هم رعايا بحكم الهوية، ولم يقل إنهم جزء من دولتهم الفلسطينية ولم يذكرها، فالذي يعرف نتنياهو ويعرف وعده لوالده منذ خطاب بار ايلان وتذاكيه المكشوف يعرف أنه لن يسمح بإقامة دولة حتى ولو على مساحة عشرة كيلومترات.

والد نتنياهو، أستاذ التاريخ، صاحب مقولة، إن هذه الأرض لا تتسع لدولتين. وحين غضب الأب من الابن الذي تجرع اسم "الدولة الفلسطينية" في بار ايلان قبل أكثر من عقد، قال الابن، إنه اعترف ولكنه رفع سقف الشروط التي لن يقبلها أي فلسطيني وبالتالي لن تكون هناك دولة، وتلك أصبحت مناورة في غاية الانكشاف ولا يضيف تكرارها أي جديد.

هي عشرة شروط ولو وافق عليها الفلسطينيون لأخرج نتنياهو من قبعته الشرط الحادي عشر الذي سيرفضه الفلسطينيون. وهكذا تبدو لعبته السياسية التي يلعبها أمام جمهور السياسة المتفرج من قادة العالم الذين أرهقوا شعوبهم بتمويل حل الدولتين، هذا الجمهور الذي يرتكب أمامه نتنياهو كل المخالفات دون أن يجرؤ أي منهم على استخدام صفارته وبطاقاته الصفراء أو الحمراء جبناً.

لا يمكن وصف تلك المقابلة إلا بالبلطجة السياسية والعسكرية يمارسها أزعر الحي ضد كل الذين أصيبوا بعقدة الخوف على حكمهم ومصالحهم في عواصم جردت نفسها من كل الأوراق السياسية.
لكن حين نلتفت للوراء وفي عصر التيه السياسي والعربدة وصمت الضمير العالمي تنتصب أمامنا تراجيديا وجع الانقسام وألمه الممتد على مساحة الأرض المسروقة والتي تنتظر، كيف فعلنا بأنفسنا كل هذا؟ على ماذا تقاتلنا، فلم تكن هناك غنيمة ولا حتى فزنا بالإياب بل عدنا مصابين ننزف دماً وأرضاً ومستقبلاً.

كم كنا قساة، ونحن نتربص ببعضنا بلا رحمة وكأن لم يعد يشغلنا سوى الحكم والانتخابات والمواقع، وتصرفنا كأننا دولة ولم نكن ندري أن كل ذلك كان مجرد وَهَم، والحقيقة الوحيدة فيه هو الصراع الفعلي على الوهم لنعرف الآن ما كان واقعاً يتجسد أمامنا طيلة السنوات الماضية بأن حل الدولتين كان يتآكل كل يوم، وأن الأرض تنحسر كل يوم وأن الصراع بيننا مستعر كل يوم.

كم كنا قساة، ونحن ندير ما هو أكبر من خلاف بكل ما يملك كل منا من قوة ورباط خيل داست سنابكها كل أحلام البسطاء والحالمين بوطن، وكل الذين أفاقوا من حلمهم على كابوس المسار بكل أدواته من قتال ومفاوضات ومحاولات كلها الآن تقف صامتة أمام عنجهية تنفرد على صفحات الجريدة بلا حساب وبغرور لا مثيل له.

على الفلسطيني أن يقبل بالتخلي عن كل أحلامه وحريته وعن أرضه مقابل أن يحكم شعبه في المعازل، هذه هي المعادلة التي يقولها أرأيتم هذا البؤس "الأرض مقابل الحكم" فمن رأى صراعاتنا التي تجسدت في العقد ونصف العقد الأخيرين له أن يستنتج أن الحكم هو أولويتنا، لذا يقدمه نتنياهو للفلسطينيين كجزرة الإغراء.

كم كنا قساة، في صراعاتنا ولغتنا وعدوانيتنا تجاه بعضنا، وكم سخرنا من إمكانيات ضد الأخ اللدود وكم تشتتنا وتمزقنا وتمزقت صورتنا لدى الصديق قبل العدو، تلك الصورة التي كان يعلقها العربي وساماً في صالون بيته.

الحقيقة أن نتنياهو يعيد قراءة تجربة الهنود الحمر ويريدنا كذلك ونحن في هذه اللحظة أمام الاختبار الأخير: هل نحن الهنود الحمر الجدد أم أننا شعب أراد الحياة ليستجيب له القدر؟ الأمر يبدأ وعلى عجل بترميم البيت وإلا فمن حق نتنياهو أن يقول وأن يفعل ما يشاء، وليس لنا إلا البكاء على الماضي وعلى التضحيات ..!!!

قد يهمك ايضا :  

  عن مصير السلطة بعد الضمّ...!

  النكبة وأخواتها...!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو قبل الفلسطينيون لاخترع الشرط الحادي عشر لو قبل الفلسطينيون لاخترع الشرط الحادي عشر



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday