نص من تحت المصافي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نص من تحت المصافي

 فلسطين اليوم -

نص من تحت المصافي

نسيم الخوري
بقلم : نسيم الخوري

بين النشوب والركود المستمرّ لثورات العرب والانشغال بلملمة بقايا خرائبهم ووضعها فوق المصافي، يمكنني القول يائساً، أنّه حتّى في لبنان، لا ألمح تفتّح زهور التغيير الفعلي.
كيف؟
لا يعني امتلاك القشرة، في البلاد التي يمطّ أهلها وحكّامها أعناقهم منبهرين وبغير نضج، لتقليد العواصم الكبرى، خطوة معاصرة تكفل التمكّن من النواة. التحدّي قائم في امتلاك اللب. أنت قد تأكل الثمرة بقشرتها ولحاها وبذورها الصغيرة إن كنت من روّاد الفلسفة الصحيّة السائدة في هذا العصر، وأنت قد ترمي نواتها مع إدراكك المنسي بأنّها تختزن الحياة مجدّداً إذا ما زرعتها ورعيتها ولم تنزلق خارج تاريخك ومجتمعك، وعبر هذه الملاحظة أنت قادر، إذاً،على المشاركة في خلق الأفكار وتوليد الأجيال والمخترعات الجديدة اللامتناهية في قدريّة الصداقة بين الحياة والموت وبين الدول مهما كانت كبرى، فأنت جزء من الحضارة المعاصرة. هنا يكمن الوصل المتلازم المعقّد بين الإيمان والعقل.

قد يوقظ هذا التحوّل الشكلي العام الدهشة بل البهجة العارمة لدى الكثيرين بسهولة اقتناء «الحضارة» الجديدة، وهو يوقظ أيضاً الرفض الكامل لدى الآخرين لهذه المظاهر المستوردة التي تولّد الغربة والإحباط، وكأنّها تقبع التاريخ المألوف من أمكنته الراسخة المألوفة. يبرز الشكل متقدّماً في ميادين التحوّلات التي يصعب التماسها لدى الأفراد والعائلات والمجتمعات التقليدية وأنظمة الحكم الحذرة والخائفة، خصوصاً إن لم تأت الجرعات مدروسة في هذا التغيير، وإلاّ قد يذهب الرافضون ورجال الدين تحديداً إلى ربط الشكل بتهديد المضمون الأنقى الذي ترتكز إليه الدول والمجتمعات المحافظة على الأعراف والتقاليد.
يمكن الإشارة، في هذا المجال عربيّاً، الى مستويين.

1- مستوى الفرد: هو صورة عن الرجل مثلاً في عائلته ومحيطه بصفته جسر البيت وحاملاً لتسمية الرب. هو ربّ البيت وربّ العائلة وربّ العمل، وهو راسخ في ثوابت متجذرة وتتعقّد مصالحته مع المرأة نصفه الآخر المهمل والمهمّش الذي يبدو مالئاً الدنيا عبر الشاشات. يبقى متهالكاً على التقديس والثوابت وكأنّه لم يصبه الشك والبحث أو لم ينتبه لما يحصل من حوله. تلك الإصابة قد تحصل سرّاً وتتفاعل، وهي مقبولة إن كانت خارج الأسرار والأسوار العائلية والاجتماعية. قد يتحرّك الفرد بأزياء أجداده الأولى في موطنه الأصلي ذكراً وأنثى، لا فرق كبيراً بين الطبقات الاجتماعية، لكنّه يستغرق في عظمة الأمكنة البعيدة ليبدو ابن مجتمعين متناقضين، ويتكيّف مع جيلين مزدوجين وثقافتين متباعدتين ولو بالشكل، لكنهما تتقاربان في تزويج القديم والجديد بما يورث الفرد ثنائيات متعددة وتشقّقات بين الظاهر والباطن يصعب إخفاؤها.

وإذا ما غاب الشكل وتعرّى الجوهر بفعل غزو قوي عسكري غريب للمجتمع التقليدي، يتحوّل الفرد بسرعة غريبة لاحتضان البطل/الزعيم/الحاكم/الحامي للماضي العريق، يحترق فيه كلاميّاً ويسايره فيتناثر. وإذ يذوي البطل أو يقتل أو يصدم بتحريك المجتمع، تنقلب الدنيا الخارجية عليه أو يتحوّل البطل إلى «قدّيس» عبره هموم العجز عن التغيير أو يصمونه بأقذع الأوصاف، مثل العمالة والظلامية والكفر المستورد.تتمدّد الازدواجيات في بلادنا بانتظار بطلٍ جديد قد يكون فرداً أو حزباً مستورداً أو دولة كبرى خارجية تحمي قبوله وانفتاحه على معظم الأفكار والعقائد، شرط ألاّ يطاول الجديد ويشوّه جوهر الأفكار الثابتة ظلّ العقائد.

أ- في المستوى العام: تبرز أزمات التفاعل مع الآخر المحرّض أو المحوّل أو الغريب مهما كان إنساناً أو لغةً أخرى أو آلةً جديدة مبتكرة أو «حضارة» بمعناها الشامل. وتصبح العلاقة مع هذا الآخر مسنودة إلى الاقتناء السهل لمكتشفات الشعوب الأخرى لا بقبول حصيلة التغيير الإنساني المنتظر. إنّها علاقة اقتباس وتشاوف بالمقتبس أحياناً لا علاقة تفاعل وتغيير، علاقات انفعال وردود أفعالٍ لا علاقات تأثر ومصالحة وتبادل خبرات وتجارب. لا الجوهر الديني ببراءته المطلقة المطبقة على الزمان كفيل أو قادر على الإجابة عن أسئلة العصور المتلاحقة التي تعمّق المسافات بين الثقافات والشعوب، ولا المستوردات والمقتنيات الساقطة كالمطر ومثل أشعة الشمس قادرة أن تراكم الاستجابات لحاجات الناس وتطلّعاتهم نحو المضامين المتطوّرة والتجارب الجديدة ومقتضياتها الفكرية والثقافية على الأقل، بمعنى المأكل والمشرب والملبس والتزاوج والسلوك العام والقدرة على هضم أو مداواة المتغيرات التي تؤرّق المجتمعات الهادئة.

هكذا تبرز الأسباب التي تتوه عبرها الأجيال وتنقسم الآراء والأفكار وتفتح الأبواب الموصدة بسهولةٍ على التجزئة والتفريق وتوسيع الشقوق وتسهيل الصراعات والحروب. ويغدو المجتمع الواحد سواء أكان متآلفاً دينياً ومذهبياً وثقافياً أم مسكوناً بالتربص والخشية والتباعد غير المباح، مجتمعات متعدّدة لا تنوّع فيها، متنافرة، متقاتلة، ينكفئ بعضها نحو أوراق المذاهب ملتمساً السلامة، ويضيع البعض الآخر في اجتهادات ترسّخ الجوهر لبريق العصرنة المتحوّل أبداً.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

أزمة الثورات العربية: «خطايا حكام وأخطاء محكومين»

موجة ثانية من الثورات العربية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نص من تحت المصافي نص من تحت المصافي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday