لا أحد يريد أن يعرف لا أحد يريد أن يتذكر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لا أحد يريد أن يعرف.. لا أحد يريد أن يتذكر

 فلسطين اليوم -

لا أحد يريد أن يعرف لا أحد يريد أن يتذكر

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

في متوالية بسيطة ومتكررة تصل إشارات عن تفاصيل "الخطة" التي منحها الرئيس الأميركي "ترامب" اسم "صفقة القرن"، إشارات على شاشة صغيرة قادمة من الفضاء، إشارات يصعب تحليلها متروكة لمخيلة الجالسين أمام الشاشة، وتنبؤات الأكثر حكمة منهم، والأكثر معرفة في تفكيك الألغاز، أو المكلفين بحل المستعصي على العامة من مسائل الحكم. الأمر برمته يدور حول إذا كانت ما

هذه الإشارات تحمل أخباراً عن إمكانية الحياة في الكوكب الجديد الغامض والذي يزداد غموضاً كلما تجددت الإشارة، أو في الأقل العثور على ما يشي بذلك. بين وقت وآخر يقفز أحد المشاهدين في الغرفة ويشير نحو عنصر جديد ظهر في الصافرة، إضافة مقطع، تردد أطول، خشخشة في مكان ما من الصافرة.. أشياء من هذا القبيل يلتقطها عادة العارفون وأصحاب الخبرة.

حتى أولئك الذين رفضوها برمتها، (الخطة)، ويرفضون تصديق إمكانية الحياة على الكوكب المقترح، يواصلون البحث بين الإشارات ومقاطع الصفير وفوضى البنود والمساحات والأفكار، التي تتغير في كل مرة، عن ثغرة صغيرة يمكن الاحتماء بها أو الالتجاء إليها حين تتضح الأمور. الجميع تقريباً هناك يتكومون أمام الشاشة الصغيرة التي ترسل إشارات. الجميع، تقريباً، يتلقفون موجات الصفير

ويحاولون الاحتفاظ بالصوت وتقليده، كما لو أن حياتهم تتوقف على ذلك. الذين يرفضون ويكيلون الشتائم لكل شيء، أو المتبطلون الذين يواصلون الندب، أو أولئك الذين يبحثون عن طوق نجاة لإنقاذ فكرتهم عن أنفسهم. رغم أن "الحادث" يتراكم في الجهة الأخرى، خارج الشاشة وخارج الغرفة، بالضبط وراء النافذة، في الشارع حيث يمشي الناس ويعملون.

لا أحد يجرؤ على مغادرة الغرفة لئلا تصل إشارة جديدة. لا أحد يفكر بالنظر من النافذة نحو الشارع. في فترات انقطاع البث، عندما تصبح الشاشة بيضاء وصامتة، يمكن أن يسمع صوت من الغرفة، وخشخشة أقرب إلى تشويش طويل، كما لو أن هناك من يعيد تسجيلات قديمة على أشرطة مستخدمة، أصوات لموتى يقولون جملاً متشابهة، مقاطع من جمل مكررة لأشخاص ميتين، أو في طريقهم

إلى الموت. بينما لا أحد يفكر أن الناس وراء النافذة يواصلون حفر حيواتهم دون توقف ودون انتظار ودون غموض.
لا أحد يريد أن يعرف أن الناس هم الإشارة
لا أحد يريد أن يتذكر أن الناس هم الوقت.

قد يهمك أيضا :  

  لجنة المهرجان تختار غسان زقطان رئيسًا فخريًا لـ"أيام الأدب العربي في برلين"

حول سياسة "الانتظار" ونظرية "قلة الحيلة"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا أحد يريد أن يعرف لا أحد يريد أن يتذكر لا أحد يريد أن يعرف لا أحد يريد أن يتذكر



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday