الفلسطيني الثوري في ثلاثية أحلام مستغانمي 1 من 2
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الفلسطيني الثوري في ثلاثية أحلام مستغانمي (1 من 2)

 فلسطين اليوم -

الفلسطيني الثوري في ثلاثية أحلام مستغانمي 1 من 2

عادل الأسطة
بقلم : عادل الأسطة

أصدرت أحلام مستغانمي ثلاثيتها خلال عشر سنوات على النحو الآتي:
1 - «ذاكرة الجسد» 1988 (زمن الانتهاء من كتابتها، وقريبا من هذا العام يتوقف زمن السرد)/ 1993 (زمن نشر الطبعة الأولى).
2 - فوضى الحواس (1997 زمن الكتابة/ 1998 زمن النشر).
3 - عابر سرير (زمن الكتابة 2002/ زمن النشر 2003).
وتختار في الجزء الأول شخصية جزائرية شاركت في حرب التحرير، وبترت يدها، لتروي حكايتها التي لا تنفصل عن حكاية وطنها في سنوات الثورة وهي في عنفوانها، وحكايته في السنوات التي تلت الاستقلال حتى العام ١٩٨٧.
خالد بن طوبال شارك في الثورة وفي عهد الاستقلال، عمل في مؤسسات الدولة الجزائرية لفترة، ثم قرر الهجرة إلى باريس، فما آلت إليه الثورة في زمن الاستقلال، وما غدت عليه الدولة لم يرض تطلعاته الثورية، إذ خابت طموحاته.
يهاجر خالد إلى فرنسا وينزوي في شقة في باريس يمارس الفن ويغدو رساما مشهورا. وثمة سبب آخر لتركه الوظيفة، فقد كره الجلوس على القمم التي يسهل السقوط منها، و»كره خاصة أن يحوله مجرد كرسي يجلس عليه إلى شخص آخر لا يشبهه».
على الرغم من إقامة خالد بعيدا عن الجزائر إلا أنه يظل يحن إليها ويحن إلى ماضيه وإلى الطفلة حياة التي شهد ولادتها، وكان رسول أبيها المجاهد المقيم في تونس والمطارد من القوات الفرنسية التي كانت تجثم على أرض الجزائر.
تغدو حياة، على الرغم من الفارق الزمني بينها وبين خالد، حبه فيكتب إليها الرسائل من منفاه الاختياري.
تعرف خالد، في أثناء عمله في الجزائر في دائرة المنشورات، إلى شاعر فلسطيني اسمه زياد الخليل، يعلم في الجزائر، وله ديوانا شعر يرغب في طباعتهما؛ عنوان أحدهما «مشاريع للحب القادم».
يعرض زياد في لقائه الأول بخالد في العام ١٩٧٢ أحد ديوانيه على خالد، بصفة الأخير المسؤول عن النشر، فيقرأ الديوان ويعجب به، ولكنه يقترح حذف بعض مقاطع وعبارات، فيحتد الشاعر ويرفض بتر أي جزء من الديوان، ويخاطب خالدا بقدر من القسوة «لا تبتر قصائدي سيدي. رد لي ديواني، سأنشره في بيروت». يوافق خالد على نشر الديوان «حرفيا»، وتنشأ بين الاثنين صداقة وطيدة ويصبح زياد تدريجيا «صديقي الوحيد الذي أرتاح إليه حقا»، وتتعمق الصداقة لدرجة أن خالدا حين تزوره حياة في باريس وتنظر في مكتبته يقترح عليها أن تقرأ أشعار هذا الشاعر الفلسطيني، وفي فترة لاحقة، حين يزور زياد باريس، يلتقي الثلاثة معا، ويزداد إعجاب حياة بزياد لدرجة استثارة غيرة خالد منه، مع حبه له واعتزازه بصداقته.
كان زياد، كما ذكرت، تعرف إلى فتاة جزائرية وقررا الزواج، ثم تراجع عن فكرة الارتباط بامرأة وقرر العودة إلى بيروت مفضلا النضال الوطني من خلال فصيل الجبهة الشعبية على الاستقرار والحياة العائلية.
يتوزع حب حياة على اثنين هما خالد وزياد، فهي لا تحب قصص الحب الثنائية وتفضل عليها الثلاثية - لعل هناك دلالة رمزية تتمثل في حب الجزائرية الجزائر وفلسطين معا.
والسؤال هو:
ما الصفات التي تسبغ على زياد الفلسطيني؟
يتميز زياد بحس ساخر، وهو فلسطيني لا يريد أن يقتل في داخله ذلك الفلسطيني المشرد، إذ لو فعل ذلك لن يكون لأي شيء يمتلكه قيمة، ومن هنا تراجع عن فكرة الزواج.
يبدو زياد، مثل أبطال جبرا إبراهيم جبرا الفلسطينيين، محبوبا من النساء «من الصعب على امرأة عرفت رجلا مثل زياد أن تنساه».
ويبدو لخالد إنسانا مدهشا، وقصائده التي يكتبها يكتبها كما يطلق بعضهم الرصاص في الأعراس والمآتم ليشيعوا حبيبا أو قريبا. لاحقا يشيع زياد الشعر مقسما أنه لن يكتب سوى بسلاحه. وهنا طبعا نتذكر الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود الذي حقق ذلك من قبل، وحين سألت الشاعر أحمد دحبور عن شخصية زياد الخليل أخبرني أنها شخصية حقيقية.
الفلسطيني محبوب، وهو منتم لوطنه بالدرجة الأولى، ويقرن القول بالفعل وصديق يعتز الآخرون بصداقته، ويظل مخلصا لصديقه، فحين يغادر الجزائر إلى بيروت يواصل كتابة الرسائل لخالد.
يقدم خالد الوصف الآتي لزياد، ولسوف أنقله على الرغم من طوله:
«مازال شعره مرتبا بفوضوية مهذبة. وقميصه المتمرد الذي لم يتعود يوما على ربطة عنق، مفتوحا دائما بزر أو زرين، وصوته المميز دفئا وحزنا، يوهمك أنه يقرأ شعرا، حتى عندما يقول أشياء عادية. فيبدو وكأنه شاعر أضاع طريقه وأنه يوجد خطأ حيث هو».
ولنا عودة إلى الفلسطيني الشاعر وحضوره في الروايات العربية.
ويتابع خالد في رسم صورة زياد:
«في كل مدينة قابلته فيها، شعرت أنه لم يصل بعد إلى وجهته النهائية، وأنه يعيش على أهبة سفر».
وأيضا:
«كان حتى عندما يجلس على كرسي يبدو جالسا على حقائبه. لم يكن يوما مرتاحا حيث كان، وكأن المدن التي يسكنها محطات ينتظر فيها قطارا لا يدري متى يأتي».
وفوق ما سبق يبدو محاطا بأشيائه الصغيرة، ومحملا بالذاكرة، ومرتديا سروال الجينز نفسه، كأنه هويته الأخرى.
كان زياد يشبه المدن التي مر بها. فيه شيء من غزة، من عمان، ومن بيروت وموسكو، ومن الجزائر وأثينا.
كان يشبه كل من أحب. فيه شيء من بوشكين، من السياب. من الحلاج، من ميشيما. من غسان كنفاني .. ومن لوركا وثيودوراكيس.
إنها صورة مشرقة ما بعدها إشراق.

 

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

أحلام مستغانمي " لا يستطيعون منع الربيع من القدوم"

صورة الفلسطيني في رواية زينب حفني «سيقان ملتوية»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطيني الثوري في ثلاثية أحلام مستغانمي 1 من 2 الفلسطيني الثوري في ثلاثية أحلام مستغانمي 1 من 2



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday