أستاذ متقاعد ومهنة جديدة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أستاذ متقاعد ومهنة جديدة

 فلسطين اليوم -

أستاذ متقاعد ومهنة جديدة

عادل الأسطة
بقلم : عادل الأسطة

منذ بداية تشرين الأول صرت متقاعداً، فقد بلغت الخامسة والستين من العمر، وفي عرف القانون صرت مثل سيارة عتيقة خربة تحتاج إلى أفرهولات باستمرار، أو هكذا كتبت أنا مرة أصف من يبلغون هذا العمر، فماذا أفعل في وقت الفراغ حيث لم أعد أذهب إلى الجامعة لأحاضر، ولم أعد أصحح أوراق امتحانات؟

كل صباح صرت أجدني أنظف ساحة المنزل. أكنسها وأشطفها وأتشمس فيها إن كانت الشمس مشرقة، فلعلني أحصل على فيتامين D من الشمس مباشرة، وبذلك أحافظ على صحة عظامي وأوفر على شركة التأمين مبالغ مالية، فلا أشتري أدوية أو فيتامين D.

ببساطة صارت لي مهنة جديدة هي مهنة عامل تنظيفات.
وأنا أنظف فكرت بجواز السفر وتجديده، فقد قاربت صلاحيته على الانتهاء. ماذا سأكتب مقابل المهنة؟

من قبل كنت أكتب أن المهنة هي أستاذ جامعي، واليوم ما عدت أستاذاً جامعياً فقد أصبحت متقاعداً - أي بلا عمل ولا بد من تعبئة خانة المهنة في الجواز. إنني في الحقيقة لست متقاعداً، فأنا يومياً أعمل ما ينجزه عامل النظافة في البلدية ولكن دون راتب شهري منها.

هل سأكتب في خانة المهنة أنني عامل نظافة و"جنايني" لأنني صرت أيضاً أعتني بالجنينة؟ وكيف سينظر شرطي الجسور، حين أسافر، إلى؟ وكيف سيتعامل معي؟ هل سيظل يحترمني كما كان يحترمني حين كنت أسافر؟ مثلاً مرة استدعاني محقق أردني على الجسر وأخذ يسألني عن عملي وما أكتبه وعن معارفي في الأردن، فأخبرته بأنني أستاذ جامعي وكاتب وأن لي أصدقاء في الأردن يدرسون في الجامعات و.. و.. إلخ، وعندما ذكرت له اسم وزير منهم عقب قائلاً:

- أنتم مثقفون تفهمون على بعضكم. وتركني.
وللحقيقة فإنني مسرور جداً بمهنتي الجديدة، فلا كتب ولا أوامر ولا التزام، بمواعيد ولا تصحيح أوراق امتحان، ولا حصول على موافقة من أجل السفر للمشاركة في مؤتمر أو .. أو ... إلخ، وكم مرة منعتني الجامعة من السفر لطول مدة الغياب أو بحجة أن الفصل في نهايته والوقت غير مناسب، ما حال دون زيارتي تونس والجزائر والشارقة.

وأنا أنظف الساحة من بقايا حسنات الأطفال والغالونات والعبوات الفارغة والزجاج وعلب البيبسي والكولا والعصير التي تلقيها نسوة إخوتي أو بناتهن أو أبناؤهن في الحديقة، طبعاً كسلاً، قلت: ها إنني مواطن صالح، وصرت أتذكر سطراً شعرياً لمحمود درويش عن عمال النظافة:
"إن مشيت على شارع لا يؤدي إلى هاوية
قل لمن يجمعون القمامة: شكراً".

وثمة خطأ نحوي في السطر، فهل أراد الشاعر الحفاظ على سلامة الوزن أولاً؟
وأنا أقوم بما أقوم به ولا أحتاج إلى شكر من أحد.
المهنة الجديدة هي عامل نظافة وهي مهنة أقوم بها طوعاً ومجاناً، وقد تخفّض نسبة السكر في الدم.

قد يهمك ايضا :  

  الفلسطيني في الرواية العربية: اليساري الثوري المتطرف في "سينالكول" (١ من 3 )

  صورة الفلسطيني في الرواية العربية: دلال المغربي رمزاً للمرأة الفلسطينية (٣ من ٣)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أستاذ متقاعد ومهنة جديدة أستاذ متقاعد ومهنة جديدة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday