اقتصاد كوفيد19
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

اقتصاد "كوفيد-19"

 فلسطين اليوم -

اقتصاد كوفيد19

صلاح هنيه
بقلم : صلاح هنيه

مع بداية ظهور وباء "كوفيد-19" في بعض دول العالم، كنا في فلسطين نتابع الأخبار على عادتنا الجارية ونتناقل فيما بيننا القصص الإعلامية عن العالم ونحن ندخن الأرجيلة ونحتسي فنجان القهوة، وأحياناً نكون في مرحلة التهيئة لانطلاق ورشة عمل، على قاعدة أن الأمر لن يطالنا لأن طعامنا حلال والنظافة راسخة. ورغم تفاوت أداء البلديات في ملف النظافة وصحة البيئة، إلا أن الأمور تعتبر سالكة، ونزيد من البهارات بالقول: إننا ابتلينا بالاحتلال ومستعمراته، ولا نظن ونحسن الظن أن هذا الوباء لن يكون من نصيبنا.

كنا نخطط للغد وكأنه أمر واقع وأننا محصنون ونريد أن نستورد بضائع لشهر رمضان المبارك، وننهي موسم الشتاء ونعرض موديلات الصيف، ونخطط ونسعى للتنفيذ، ولم نصدق احتمال إلغاء الدوري الإسباني، ولم نستوعب أن المباريات في إيطاليا ستنظم دون جمهور، وكنا نرى للمرة الأولى ماكنات التعقيم في إيطاليا وإسبانيا ونقول ما الذي جرى.

وبمجرد أول إصابة في فلسطين، انقلبت مفاهيمنا رأساً على عقب، ولم نعد نؤمن بما كنا نستعرض فيه إبان كان الوباء في مكان آخر من العالم، فلم يعد الماء والصابون والوضوء خمس مرات في اليوم كافياً، وبتنا نتدافع على معقمات اليدين ونتهم الصيدليات والموردين والشركات بالاستغلال. ونستعيد ذاكرتنا ألم تكن هذه المعقمات توضع بجانب طاولة المحاسبة في الصيدليات ولا نقيم لها وزناً، وأصبنا بهوس الكمامات والكفوف وبتنا نعرف سعرها سابقاً وكأن مواطناً واحداً سبق أن ابتاع علبة كمامات أو كمامة واحدة باستثناء المرضى الذين يعانون من نقص في المناعة خوفاً على حياتهم، وكنا نتردد بسؤالهم عن حالهم حرصاً على مشاعرهم، وتدافعنا لمواجهة الوباء بالتخزين المبالغ به ففتحنا شهية الموردين والتجار لرفع أسعار الأرز والدقيق والسكر والزيوت النباتية وغيرها.

ومضى شهر على إعلان حالة الطوارئ والحد من التنقل والحجْر الجماعي المنزلي، وإذ بنا ننسى ونتناسى بالكامل أننا محصنون لأن ثقافتنا مختلفة عن بقية العالم، ولم نعد نثق بالكمامات والكفوف والمعقمات، وكأن الحاوي أخرج من قبعته شيئاً جديداً جوهره توجيه الرأي العام للقضايا المالية والاقتصادية بحيث تعود الحياة إلى سابق عهدها. لم نعد نحتمل ولا يعقل أن تعمل شركات الصناعات الغذائية والبلاستيكية والدوائية والموردين للأجهزة الطبية والأدوية العالمية، والمستوردين للمواد الغذائية والسوبرماركت والمخابز والصيدليات والبنوك وشركات الكهرباء والمياه ونحن في البيوت، نريد أن نعود للعمل، ها هو الناطق بلسان الحكومة يقول: (صفر إصابات اليوم)، علينا التزامات ولنا حقوق وافتتح النقاش بحدية لم تتوافق مع القناعة الراسخة بأننا أهل الصبر وأهل التكافل وأهل تقاسم رغيف الخبز، وأننا نحن شعب الانتفاضة الأولى التي كان يفرض منع التجوال شهراً كاملاً ينقضي فيه رمضان والعيد في ظل منع التجول، ونحن من نفاخر أننا كنا نقدم المساعدات لعائلات فيقولوا: جارنا أولى بها. ونحن من فاخرنا أننا زرعنا الأرض بشكل جماعي لمواجهة إجراءات الاحتلال.

فجأة غابت القناعات الراسخة بروعة شعبنا وتحولت إلى قضايا مالية واقتصادية على حساب صحة وسلامة شعبنا، وبتنا نقيم وزناً للعودة للعمل ليس بهدف العودة بقدر ما هي العودة للنظام السابق والخروج من المنزل. ولن نلقي باللائمة إلا على الحكومة في حال عادت المدارس والحضانات ورياض الأطفال دون السيطرة الكاملة على الوباء وبلوغ صفر إصابات لفترة طويلة.

إذاً أين نقف اليوم؟

من وجهة نظري أميل إلى عودة بعض القطاعات المتعطلة إلى العمل، آخذين بالاعتبار أنه حتى الشركات الصناعية العاملة تعمل بأقل من نصف طاقتها الإنتاجية، الأمر الذي يطال القطاعات المرتبطة بها والمزودة لها بالمواد الخام ومكملات الإنتاج من عبوات البلاستيك والكرتون وقطاع التغليف والنقل وغيره، والقطاع الزراعي لا ينشط لزراعة صيفية بشكل واسع تؤثر أيضاً على قطاع المشاتل وحجم الطلب منها، خصوصاً نحن نتحدث عن مئات الدونمات الزراعية التي قد يتضرر الأمن الغذائي إذا تقرر زراعة مساحات قليلة في الموسم الصيفي.

عودة القطاعات الاقتصادية المتعطلة تستدعي إنشاء نظام توصيل محوسب قوي وقادر على الحمل، لكي لا تقع ازدحامات للعمالة من جهة والزبائن من جهة أخرى فيسعفنا التوصيل، صحيح أن هناك نسبة لا بأس بها غير مشتركة بخدمات الإنترنت والهواتف الذكية، الأمر الذي يستدعي الاعتماد على مراكز الاتصال لتقديم هذه الخدمة لمن لا يستطيع استخدام التطبيقات.

التوجه الأكثر أهمية هو التركيز عليه المشاريع النسوية الصغيرة ومتناهية الصغر، وهذه بالإمكان إعادة تشغيلها من خلال نظام التوصيل المعتمد، خصوصاً أن بعضها لا يصل إلى السوبرماركت مثلاً، ولا توجد احتفالات وورش عمل لاستيعاب تلك المنتجات، فالنساء النحالات والنحالون، وصاحبات المطابخ المنزلية، خصوصاً أن الكثير من الشركات تشغل عمالها ويبيتون في الشركات وبإمكان هذه المشاريع أن تستفيد من هذه النافذة، وتراكم خسائر هذه القطاعات سيدمرها، خصوصاً إن كانت العاملات ممن حصلن على قروض من مؤسسات الإقراض الصغيرة وزادت أعباؤهن في هذه المرحلة.

قد يهمك أيضا : 

 ملاحظات على الهامش

الانفكاك استراتيجية أم ردة فعل؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد كوفيد19 اقتصاد كوفيد19



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday